فعنونو بعد الافراج عنه: يجب كسر الصمت حول اسلحة الدمار الاسرائيلية وسرعة تفتيش منشآتها النووية

تاريخ النشر: 21 أبريل 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

المح الخبير النووي الاسرائيلي مردخاي فعنونو الى دور لوكالة المخابرات الاميركية الـ"سي.أي.اية" في عملية اختطافه وتسليمه لاسرائيل. وطالب المجتمع الدولي بالقيام بتفتيش سريع على منشآت اسرائيل الدولية وكسر الصمت حول اسلحتها النووية. 

وردا على سؤال حول هوية الفتاة الملقبة "سندي" والتي استدرجته من بريطانيا الى ايطاليا حيث اختطف قال فعنونو في مؤتمر صحفي عقده اليوم فور الافراج عنه انها ليست من الموساد بل هي من وكالة المخابرات الاميركية او من مكتب التحقيقات الفيدرالية الـ"اف.بي.أي". 

وقال فعنونو انه "فخور وسعيد بما قام به من عمل". 

واتهم فعنونو اجهزة الامن بالتعامل معه بقسوة خلال سجنه وقال "لقد عاملوني بوحشية وبربرية". 

وقال فعنونو انه لم يعد لديه أي اسرار لكشفها. الا انه طالب المجتمع الدولي بالتفتيش على المنشآت النووية الاسرائيلية. وقال "استدعوا البرادعي (رئيس وكالة الطاقة الدولية) للتفتيش فورا على مفاعل ديمونا". وقال انه يجب ان "يكسر الصمت حول برنامج اسرائيل النووي". 

وتحدث فعنونو في المؤتمر الصحفي باللغة الانكليزية رافضا التحدث بالعبرية. 

وكان افرج عند الساعة الحادية عشر بالتوقيت المحلي عن الخبير النووي مردخاي فعنونو من سجن عسقلان جنوب اسرائيل بعد حل مشكلة اقامته التي كدت ان تؤدي الى تأجيل اطلاق سراحه. 

وقالت مصلحة السجون الاسرائيلية ان فعنونو اخبرها ان مكان اقامته الدائم ستكون الكنيسة الإنجيلية في القدس. 

وبعد الافراج عنه تجمع عشرات الاجانب وخاصة من البريطانيين المؤيدين لنزع اسلحة الدمار الشامل للترحيب بحرية فعنونو التي قال انها حرية قاصرة وطالب بالسماح له بمغادرة اسرائيل. 

وقال فعنونو انه يفضل ان يعيش في الولايات المتحدة حيث تقيم زوجته ومتابعة دراسة وتدريس مادة التاريخ. 

واتهم فعنون اجهزة الامن بتعذيبه نفسيا ومعاملته بوحشية لانه "مسيحي". 

كما تجمع امام السجن عشرات اليهود وخاصة من الاصول المغربية للتنديد بفعنونو. ويذكر ان فعنونو من اصل مغربي. 

ونقلت "رويترز" متحدث باسم ادارة السجون قوله "رفض (فعنونو) ابلاغنا بمحل اقامته (بعد الافراج عنه) ولن يطلق سراحه إلى أن يفعل ذلك". 

وكان فعنونو قضى 18 سنة في السجن لادانته بالتجسس ومن المقرر ان يعيش تحت الاقامة الجبرية في يافا في ظل قيود صارمة عليه التزامها تجت طائلة الاعتقال مجددا.  

وعشية الافراج عنه, بدأ ناشطون مناهضون للتسلح النووي من الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وإيرلندا وبولونيا والمجر التجمع أمام سجن عسقلان استعداداً لاستقباله "بطلاً للسلام العالمي", لكشفه معلومات عن الترسانة النووية الاسرائيلية, فيما قالت وزارة الدفاع الاسرائيلية إنه لا يزال يملك "أسراراً", تبريرا للقيود التي ستفرض عليه.  

وجاء في بيان للوزارة: "كشف موردخاي فعنونو أسرار دولة عن مفاعل الابحاث النووية في ديمونا, ولا يزال يحتفظ بأسرار دولة لم يكشف بعد قسماً منها... كشف هذه الاسرار قد يتسبب بأضرار جسيمة لأمن الدولة", لافتة الى أن الخبير النووي "أعلن نيته كشف هذه الاسرار".  

وقالت إن "إجراءات اتخذت لمنعه من التوجه الى الخارج أو الفرار إليه أو نقل معلومات من شأنها المساس بأمن الدولة.  

وعلى فعنونو أن يبلغ سلفا عن مكان إقامته ونيته التنقل... ولن يتمكن من الاقتراب من الموانئ وسيمنع من إقامة اتصالات من دون إذن مسبق مع مواطنين أو مقيمين أجانب وعليه أن يوفر على الفور لائحة بأسماء الاجانب الذين يقيم معهم اتصالات حتى يصدر إذن محتمل بهذه الاتصالات بعد دراسة". وأضافت أيضا أن "تطبيق هذه الاجراءات محدد زمنياً. ومنع التوجه الى الخارج الذي اتخذته وزارة الداخلية سار لمدة سنة, بينما القيود الاخرى التي فرضها الجنرال قائد الدفاع المدني سارية لمدة ستة أشهر. وسيدرس تمديد هذه القيود عند نهاية هذه الفترات".  

وكان فعنونو دين عام 1986 بـ"التجسس" لكشفه معلومات لصحيفة "الصنداي تايمز" معززة بصور التقطت سراً لمحطة ديمونا, بعدما خطفه جهاز الاستخبارات الاسرائيلي "الموساد" في روما ونقله سراً الى إسرائيل حيث حوكم. وخلال سجنه, تبناه رسمياً الاميركيان نيك وماري أولوف في محاولة باءت بالفشل لمنحه الجنسية الاميركية. وقد تخلا والداه الحقيقيان عنه بعد تخليه عن اليهودية وتنصره. 

وقد حضرا الى اسرائيل ساعيين الى لقائه, لكن ذلك قد لا يتحقق نتيجة منعه من لقاء أجانب, علماً أنه كان نقل اليهما رغبته في العيش في الولايات المتحدة. 

وكان من المقرر أن فعنونو يعيش بعد إطلاقه في مجمع فخم في يافا يقع قرب كنائس عدة. ولم يتضح من سيدفع تكاليف سكنه.  

وبث التلفزيون الاسرائيلي العام الاثنين تسجيلا لحديث بين "الجاسوس النووي" ورجال من الامن الاسرائيلي.  

وهي المرة الاولى يستمع فيها الاسرائيليون الى صوت هذا الرجل منذ 18 سنة أمضاها في السجن, بينها 11سنة في سجن الانفراد.  

وفي التسجيل لم يبد الخبير الإسرائيلي أي ندم, وقال:" لست خائناً أو جاسوساً. أردت فقط أن أطلع العالم على ما يحصل".  

في غضون ذلك, أعلنت "اللجنة الإسرائيلية لدعم موردخاي فعنونو وشرق أوسط خال من الاسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية" والتي تضم أنصاره, حضور عشرات من الشخصيات الاجنبية للاحتفال بالافراج عنه, بمن فيهم الحائزة جائزة نوبل للسلام لعام 1976 الايرلندية ميريد ماغواير والممثلة البريطانية سوزانا يورك والنائبان البريطانيان جيريمي كوربين وكولين بريد.  

ودافع زعيم حزب العمل شمعون بيريس عن القيود المفروضة على فعنونو, قائلا إنه "انتهك الاعراف وخان بلاده".  

وكانت منظمة العفو الدولية حضت الاثنين السلطات الاسرائيلية على عدم فرض أي قيود على الخبير. 

وقال عصام مخول العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي الاربعاء ان الافراج عن مردخاي فعنونو هو بداية معركة فضح السلاح النووي السري الاسرائيلي. 

وقال مخول الذي يعيش في حيفا لرويترز "اطلاق سراح فعنونو هو ليس انتهاء المعركة وانما بداية جديدة. فانونو انتصر بكسر جدار الصمت والحق الذي حاولت المؤسسة الأمنية الاسرائيلية من خلاله التعتيم على سلاحها النووي."  

وعصام مخول هو أحد ابرز نواب عرب اسرائيل الذين انتقدوا سياسات اسرائيل التكتمية والغامضة ازاء موضوع التسلح النووي علانية أمام الكنيست. 

وقال مخول منتقدا القيود التي حددتها اسرائيل بحق فعنونو "اسرائيل تحاول مواصلة الانتقام من فعنونو وهي حاولت اخراجه معتوها من السجن لكنها لم تستطع وهي بهذه التصرفات لا تحاول الدفاع عن سياسة أمنها وانما عن أمن سياستها". 

وانتقد مخول الدعم الاميركي لسياسة اسرائيل في منطقة الشرق الاوسط والصمت الدولي حيال تملكها اسلحة دمار شامل. وقال "موقف امييكا حيال التسلح النووي الاسرائيلي وقح فبينما تشن حربا عدائية ضد العراق بحجج ثبت لاحقا انها واهية وكاذبة تتعاطى مع الترسانة النووية الكبيرة في المنطقة وتدعمها". 

ويقول مخول ان برنامج اسرائيل النووي لم يعد سرا لكن حجم ما تمتلكه من أسلحة نووية لا يزال غير معلوم. وأضاف "المعلومات متوافرة على مواقع الانترنت وبين ايدي علماء اميركيين". 

 

وشن مخول في محاضرات ألقاها أمام عرب داخل اسرائيل هجوما على سياسة اسرائيل الغامضة بشأن السلاح النووي ذاكرا مواقع للأسلحة النووية منتشرة في اسرائيل—(البوابة)—(مصادر متعددة)