أعرب وزراء الخارجية العرب عن دعم بلدانهم للشعب الفلسطيني كقضية مركزية على الأجندة العربية المشتركة في الوقت الذي دعت فلسطين لجنة تحقيق دولية للبحث في جرائم الاحتلال الاسرائيلي
بلاغ ضد اسرائيل
تقدمت فلسطين بملحق للمذكرة الرسمية التي قدمتها في أيار الماضي إلى محكمة الجنايات "بشأن جرائم إسرائيل".
وقال المفاوض صائب عريقات في مؤتمر صحفي عقده بمقر المنظمة برام الله، اليوم الثلاثاء، حول قرار الإدارة الأمريكية إغلاق بعثة المنظمة في واشنطن، إن البلاغ المقدم للمدعية العامة دعا المحكمة لتحمل مسؤولياتها المباشرة في التحقيق بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس.
كما تطرق عريقات إلى مسألة قرية الخان الأحمر في القدس المهدد بالهدم وقال: "بناء على طلب من الضحايا، نطالب المدعية العامة بإتاحة الفرصة للقاء يجمعها مع الضحايا لشرح تفاصيل ما يحدث تحديدا في الخان الأحمر".
وأكد البلاغ على أهمية إصدار المدعية العامة تحذيرا إلى السلطات الإسرائيلية لمنع هدم وتهجير سكان الخان الأحمر قسريا، مشيرا إلى أن المساس بالخان الأحمر يندرج ضمن ميثاق روما، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وكان القضاء الإسرائيلي أصدر حكما بتأييد هدم قرية الخان الأحمر الفلسطينية البدوية في القدس، الأسبوع الماضي، على أن يتم التنفيذ خلال الأسبوع الجاري.
الجامعة العربية
وفي بداية اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في الدورة الـ150 في القاهرة، شدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي ترأست بلاده الدورة السابقة، على أن القضية الفلسطينية تتصدر قائمة اهتمامات المملكة، حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة.
وأعرب الجبير عن رفض الرياض القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بوضع مدينة القدس التاريخي والقانوني، وقال إن إطلاق العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود اسم القدس على الدورة العادية الـ29 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة كان تأكيدا على مركزية القضية الفلسطينية لدى الشعوب العربية.
من جانبه، حث وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد الذي تسلم رئاسة الاجتماع من الجبير المجتمع الدولي على حماية الشعب الفلسطيني، مشددا على ضرورة التحرك بشكل واضح وعاجل للوقوف "كحائط" أمام قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إليها من تل أبيب.
بدوره، لفت الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إلى أنه لدى القرار الأمريكي بوقف تمويل "الأونروا" بعد إنساني أخطر يتعلق بحياة ملايين اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدا على ضرورة التعاطي مع هذا القرار من واقع المسؤولية العربية الجماعية والتضامن الوطيد، سواء مع اللاجئين أنفسهم أو مع الدول المستضيفة لهم.
وقال أبو الغيط إن الحجج التي استغلتها الإدارة الأمريكية لتبرير قرارها تنطوي على معنى خطير، إذ تضرب الأساس القانوني والأخلاقي الذي قامت عليه قضية اللاجئين.
وذكر أن العامل الرئيسي الذي يعزز الموقف الدبلوماسي العربي في مواجهة الآخرين لا يتمثل فقط في التزام دول المنطقة بسداد الحصص كاملة في "الأونروا"، بل وفي العمل على زيادة المساهمات بشكل معتبر، "وبصورة تقنع الآخرين بأننا نتولى أمورنا بأنفسنا، ونتحمل المسؤولية عن قضايانا العادلة، قبل أن نطالب الآخرين بالإسهام والمشاركة".
