ثار جدل واسع في الاردن عقب انتشار فيديو لشيخ وهو يبارك أطفالا ومعلمات مركز إسلامي تابع لإحدى الجمعيات بما يزعم انها " شعرة النبي" ، فيما قالت وزارة الاوقاف انها تتحقق من الفيديو، وستحاسب من يثبت مخالفته للتشريعات.
ويظهر الشيخ في الفيديو وقد جلس الى طاولة وضعت فوقها اعداد كبيرة من عبوات الماء المغلفة، فيما تحلق حولها أطفال ومعلمات كان كل منهم ينتظر دوره للحصول على البركة.
والبركة التي يمنحها الشيخ الذي كان يرتدي ملابس خضراء تشي بانتسابه الى الطرق الصوفية، تتمثل في قيامه بتمرير الشعرة المزعومة على يدي الطفل او المعلمة، ثم يسمح بها جبهته قبل ان يقربها من شفتيه ليقبلها.
وبعد ذلك يقوم الشيخ بغمس الشعرة في عبوة الماء ويطلب من المتبرك شربها. وكان هناك في الاثناء أشخاص بأثواب بيضاء يقومون بمساعدته.
وخلال ذلك كان الشيخ يخاطب المتبرك بعبارات لم تتضح في الفيديو، لكن على ما يبدو كانت تعليمات يوجهها الى متلقي البركة، او كلمات أو أذكار وأدعية يأمره بترديدها.
ولم يتضح مكان وتاريخ التقاط الفيديو، او هوية الاشخاص الذين يظهرون فيه، علما ان بعض المعلقين على مواقع التواصل اشاروا الى ان الحادثة حصلت في مدينة جرش شمال الأردن.
جدل ومطالبات بالمحاسبة
على ان ان موقع "عمون" نقل عن شخص وصفه بأنه "عليم بشؤون الدين" قوله ان الشيخ "قد يكون يحمل شعرة من شعرات النبي فيأتي الناس ليتباركون بها"، مؤكدا ان هناك في الاردن من "يحملون سندا بحيازتهم شعرة من شعرات النبي".
اتباع احدى الطرق الصوفية في سوريا يتبركون بما يقولون انها شعرة النبي
ولفت هذا "العليم بشؤون الدين" الى أن "صحابة النبي صلى الله وعليه وسلم والتابعين كانوا يتباركون بآثار الرسول"، معتبرا انه "لا مشكلة في أن يتبارك الناس بالشعرة إذا كانت حقيقة من شعرات النبي، ويحمل الشخص سند حيازة حقيقي لها".
وفور تداول الفيديو، عبر كثيرون عن انتقادهم لما تضمنه من طقوس وصفها البعض بانها تشتمل على "شعوذة"، وتشبه "طقوس التعميد الحبشية"، مطالبين وزارة الاوقاف بمحاسبة من يمارسونها على اعتبار ان التبرك "حرام" و"لايجوز".
وعلى النقيض، هنأ احد المعلقين من تلقوا البركة من شعر الرسول ، مؤكدا ان "النبيّ.. في حجة الوداع وزع شعراته على الصحابة وهو يعلم انه قد لا يلقاهم بعد ذلك العام ويعلم ان الشعر لا يؤكل فترك اثره قاصدا لهم التبرك به وهذا في الصحيحين".
الاوقاف تتحقق من فيديو "شعرة النبي"
وفي خضم الجدل الدائر، اصدرت وزارة االأوقاف بيانا على لسان ناطقها الرسمي علي الدقامسة، اعلن فيه ان الوزارة تقوم بمتابعة الفيديو "للتحقق" من صحته، ومؤكدا في الوقت نفسه ان الواقعة "بأحد المراكز الاسلامية التابع لإحدى الجمعيات التي تشرف عليها الوزارة".

ونقلت وسائل اعلام محلية عن الدقامسة قوله انه "وبناء على توجيهات وزير الأوقاف الدكتور محمد الخلايلة سيتم التحقق من الفيديو، ومحاسبة كل من يخالف التشريعات التي تنظم عمل المراكز الاسلامية".
ولفت الناطق باسم وزارة الاوقاف الى أن "نظام المراكز يحظر على المركز الإسلامي استخدامه لغير الأنشطة التي رخص من أجلها".