قادة إسرائيل يرون أنهم ربحوا الجولة ضد عباس

تاريخ النشر: 25 سبتمبر 2011 - 03:02 GMT
محمود عباس
محمود عباس

يرى قادة الاحتلال الاسرائيلي، الذين كانوا يخشون "تسونامي دبلوماسيا" في الامم المتحدة انهم سجلوا نقاطا معربين عن استعدادهم لقبول خطة الرباعية للشرق الاوسط حتى وان كان المعلقون لا يرون اي آفاق للسلام.
وقال سكرتير الحكومة الاسرائيلية تسفي هاوز ان "استراتيجية رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو نجحت. لقد كبح مبادرة الفلسطينيين المتمثلة في الحصول على نجاحات بصورة احادية".
واعتبر هاوزر، وهو من اقرب معاوني رئيس الحكومة، ان "ما كان يبدو وكانه خطر +تسونامي سياسي+ بالنسبة لاسرائيل اسفر عن نوع من الفراغ من وجهة النظر الفلسطينية" وذلك بعد تقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بطلب انضمام دولة فلسطين الى الامم المتحدة.
وقال يعاز هندل، احد المتحدثين باسم رئيس الوزراء، "من منظور العلاقات العامة فقد حققنا نجاحات كبيرة: فالعديد من الدول تتفق الان مع النهج الاسرائيلي وفي مقدمتها الولايات المتحدة".
وفي الوقت نفسه ابدى القادة الاسرائيليون استعداددهم للقبول باقتراح اللجنة الرباعية للشرق الاوسط "الولايات المتحدة، الاتحاد الاوروبي، الامم المتحدة، روسيا" للتوصل الى اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني قبل نهاية 2012.
فقد دعا وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، وهو من ابرز انصار الخط المتشدد حيال الفلسطينيين.
وقال ليبرمان في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية العامة في نيويورك "اعتقد ان علينا قبول اقتراح اللجنة الرباعية لانه يتضمن نقطة ايجابية جدا هي بدء مفاوضات بدون شروط مسبقة".
الا ان هذا الوزير القومي المتشدد اعتبر ان الفضل في هذا المكسب ، الذي لم يتحقق رسميا بعد، يعود في المقام الاول الى الولايات المتحدة هي التي "تستحق الشكر" من اسرائيل وليس من الفلسطينيين.
واضاف ان "الاميركيين بذلوا جهودا جبارة في اللجنة الرباعية للتوصل الى هذا الاقتراح وقدموا لنا الدعم خلال ازمة سفارتنا في القاهرة وخلال خطاب الرئيس باراك اوباما" في الجمعية العامة للامم المتحدة الاربعاء.
وكان مقر السفارة الاسرائيلية في القاهرة قد تعرض ليلة 9-10 ايلول/سبتمبر الحالي لهجوم حشد من المتظاهرين الغاضبين بعد مقتل ستة جنود مصريين على الحدود خلال مطاردة الجيش الاسرائيلي لاشخاص ارتكبوا اعتداءات في اسرائيل.
وقد عرضت اللجنة الرباعية الجمعة على الاسرائيليين والفلسطينيين استئناف مفاوضات السلام بهدف التوصل الى اتفاق نهائي في نهاية 2012.
الا ان ليبرمان الذي يتزعم حزب اسرائيل بيتنا القومي المتشدد، اكد ان طلب انضمام دولة فلسطينية الى الامم المتحدة "الاحادي الجانب" لا بد وان "يثير رد فعل اسرائيليا" وان تكون له "عواقب قاسية" على الفلسطينيين.
لكن في الجانب الاعلامي كانت اللهجة اكثر تشاؤما. فقد عنونت صحيفة "يديعوت احرونوت" الواسعة الانتشار "عائدان بلا امل" مع صورتين لنتانياهو وعباس.
واشار ناحوم برنيا الذي يعد من اقوى المعلقين الاسرائيليين نفوذا، الى ان الزعيمين "يعودان بحقائب مليئة بكلمات ضخمة، لكنهما نسيا ان يجلبا معهما واحدة +الامل+.. ان ادارة النزاع لم تكن يوما مسالة سهلة لكن دون اي بصيص امل فان ذلك سيكون اكثر صعوبة بكثير".
وفي صحيفة معارييف "يمين وسط" تحدث بن كاسبيت عن "انحراف نحو جبل جليد" معربا عن الاسف لكون بنيامين نتانياهو لم يقدم خطة سلام في خطابه الجمعة في الامم المتحدة. وقال "رغم الفرحة الحماسية المؤقتة "في اسرائيل" فان السفينة ما زالت تتجه نحو جبل جليد".
من جانبه اعتبر الون بينكاس القنصل العام السابق في نيويورك في حديث تلفزيوني ان "لدى عباس الانطباع بانه اقام الدولة ولدى نتانياهو الانطباع بانه منع قيام هذه الدولة. والاثنان على خطأ".