قتل مدنيان الثلاثاء في حمص برصاص قوات الامن التي انتشرت بكثافة في هذه المدينة، فيما انهى وفد من البرلمانيين الروس زيارة الى سوريا التقى خلالها الرئيس بشار الاسد واعضاء من المعارضة السورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان "استشهد مواطنان اثنان الثلاثاء في حي بابا عمرو وهناك معلومات عن وجود جرحى مصابين بجروح حرجة، وذلك في ظل استمرار اطلاق الرصاص منذ مساء الاثنين في حيي بابا عمرو والانشاءات واغلاق بعض طرق المدينة ومداخلها".
وأفاد ناشطون سوريون أن دبابات الأمن السوري اقتحمت الكسوة في ريف دمشق فجر الثلاثاء وحاصرتها بالكامل، في وقت عمد فيه الشبيحة إلى إطلاق النار عشوائياً وفي كل اتجاه.
وقال الناشطون إن نحو ثلاثين دبابة وستين حافلة اقتحمت مدينة الكسوة وان هناك انتشارا أمنيا كبيرا على مداخل المدينة.، وتخوف الناشطون من أن يكون ذلك تمهيدا لعملية أمنية كبيرة ضد المنطقة.
وكان 13 سورياً قد لقوا مصرعهم أمس برصاص قوات الأمن و"الشبيحة" في حمص ودرعا وحماة واللاذقية، في حين تواصلت المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام.
في غضون ذلك، انهى وفد من البرلمانيين الروس الثلاثاء زيارة الى سوريا التقى خلالها الرئيس السوري بشار الاسد واعضاء من المعارضة السورية كما افاد مصدر قريب من الوفد.
وجاء البرلمانيون الروس الى سوريا في محاولة لايجاد قاسم مشترك بين السلطة والمعارضة بهدف حل الازمة التي تشهدها سوريا منذ 15 اذار/مارس.
وقاموا بزيارة مدينة درعا بجنوب سوريا التي انطلقت منها حركة الاحتجاج الشعبية ضد نظام الرئيس الاسد وكذلك مدينتي حمص (وسط) وحماة (شمال).
وقال المصدر رافضا الكشف عن اسمه "لقد كونوا رأيا حول الاحداث" الميدانية.
واضاف ان لقاءات اعضاء الوفد مع مسؤولي المحافظات التي زاروها ومع السكان ومع حوالى عشرة معارضين بينهم الخبير الاقتصادي المعروف عارف دليلة "جرت بشكل جيد".
وفي مقابلة مع التلفزيون الرسمي السوري دعا نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي الياس اوماخانوف الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى "تقييم ما هو موجود في سورية بشكل عادل من أجل عدم تكرار السيناريو الليبي الذي شاهده العالم بأسره".
واضاف "التقينا مع العديد من ممثلي المعارضة وكانت هناك وجهات نظر مختلفة ولكن الجميع كانوا متفقين على مسألتين أساسيتين أولاهما التطور السلمي وأنه لا بديل عن التحول السلمي للإصلاحات وثانيهما الحصول على موافقة المجتمع السوري للتوصل لهذا الهدف وأن يكون هناك وقفة ضد التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لسورية".
وروسيا حليفة سوريا منذ فترة طويلة تعارض رحيل الرئيس السوري. واعتبرت وزارة الخارجية الروسية الاثنين في موسكو انه على المعارضة السورية "بدء حوار مع السلطات وان تنأى بنفسها عن المتطرفين".
وتبذل المعارضة السورية حاليا جهودا لكي تجمع صفوفها بهدف اسقاط النظام السوري.
وشكلت هيئتان للمعارضة في نهاية اب/اغسطس في تركيا: "المجلس الوطني" الذي يضم غالبية من الاسلاميين و"المجلس الوطني الانتقالي السوري" الذي يرئسه من باريس الاكاديمي برهان غليون.
وشارك نحو 300 شخص في مؤتمر انعقد السبت في بلدة حلبون في ريف دمشق بدعوة من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديموقراطية، التي تضم احزابا "قومية عربية" واخرى اشتراكية وماركسية، اضافة الى احزاب كردية وشخصيات مستقلة مثل الكاتب ميشال كيلو والاقتصادي عارف دليلة.
وشدد البيان الختامي الصادر عن المؤتمر على ضرورة "انخراط جميع القوى في الثورة" مع التمسك بابقاء طابعها السلمي.
وجاء في البيان ان "العامل الحاسم في حصول التغيير الوطني الديموقراطي بما يعنيه من اسقاط النظام الاستبدادي الامني الفاسد هو استمرار الثورة السلمية للشعب السوري".