قرار اممي يدين منكري المحرقة

تاريخ النشر: 27 يناير 2007 - 08:29 GMT

وافقت الجمعية العامة للامم المتحدة الجمعة على قرار صاغته الولايات المتحدة يدين انكار المحارق التي ارتكبها النازي بعد اسابيع من رعاية ايران لاجتماع سيطر عليه متحدثون يشككون في مقتل ملايين اليهود في الحرب العالمية الثانية.

وجاءت الموافقة على القرار الذي شاركت في رعايته اكثر من مئة دولة منها جميع الدول الغربية بدون تصويت. لكن ايران نأت بنفسها عنه ووصفت القرار بأنه مناورة سياسية سوف تستغلها اسرائيل ضد الفلسطينيين.

والقرار "يدين بدون تحفظات اي انكار للمحرقة" و"يحث جميع الدول الاعضاء على الرفض من دون تحفظ لاي انكار للمحرقة كحدث تاريخي سواء بشكل كامل او في جزء منها او اي انشطة بهذا الهدف".

ويأتي القرار استكمالا للاجراء الاشمل الذي اتخذته الجمعية في تشرين الثاني/ نوفمبر والذي اعتبر يوم 27 يناير كانون الثاني اليوم العالمي لاحياء ذكرى ضحايا المحرقة.

لكن 22 دولة على الاقل تركت مقاعدها خاوية في القاعة ومنها بوليفيا وشيلي وكولومبيا الذين شاركوا في رعاية القرار. وقال مسؤولون اميركيون ان اخرين لم يحضروا الجلسة ومنهم كمبوديا والمملكة العربية السعودية وجنوب افريقيا والسودان وسوريا وطاجيكستان وزيمبابوي.

ولم يشر القرار الى ايران بالاسم رغم انه يهدف بكل وضوح الى مؤتمر طهران الذي دعا اليه الرئيس محمود احمدي نجاد في كانون الاول /ديسمبر  .

وعبر معظم المتحدثين في المؤتمر عن تشككهم بشأن حدوث ابادة جماعية لليهود على يد النازي.

واثار احمدي نجاد الذي تولى السلطة في اب /اغسطس 2005 استنكارا دوليا بوصفه المحرقة بانها "اسطورة" ووصف اسرائيل بانها "سرطان" في الشرق الاوسط.

وقال المبعوث الايراني حسين غريبي في كلمة امام الجمعية "لا يوجد من وجهة نظرنا اي مبرر لحدوث ابادة من هذا النوع ولا يمكن وجود اي مبرر لمحاولة البعض لا سيما النظام الاسرائيلي استغلال جرائم في الماضي كذريعة لارتكاب ابادة جماعية جديدة وجرائم."

وردا على ذلك قال اليخاندرو وولف القائم بعمل السفير الاميركي "تقف ايران وحدها في خزي وعزلة ضد المجتمع الدولي."

واضاف وولف "تهدف مؤتمرات مثل التي ترعاها ايران الى الاستقطاب واثارة الكراهية. اذا نجحت يستطيعون حينئذ استخدام تلك الكراهية كنواة لتبرير الابادة." واردف "انكار واقعة المحرقة يماثل الموافقة على الابادة بجميع اشكالها."

وقال سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة دان غيلرمان "في الوقت الذي تتجمع فيه دول العالم هنا للتأكيد على الصفة التاريخية للمحرقة بهدف عدم السماح مجددا بارتكاب اي ابادة جماعية تكتسب (دولة) عضو في هذه الجمعية القدرات لتنفيذ (ابادة)."

واضاف "رئيس ايران يقول في الحقيقة (لا يوجد في الواقع محرقة ولكن على سبيل الاحتياط فسوف ننهي المسألة)."

ولم تشارك دول شرق اوسطية في رعاية القرار. لكن سفير مصر لدى الامم المتحدة ماجد عبد العزيز قال انه يوافق على القرار الا انه يتعين على المجتمع الدولي ايضا استنكار تزايد "الخوف من الاسلام".

ويأتي قرار يوم الخميس ليتزامن مع احياء ذكرى 27 كانون الثاني/ يناير الذي اكد سفير روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي شوركين على انه اليوم الذي حرر فيه الجيش الاحمر السوفيتي معسكر اعتقال اوشفيتز النازي في بولندا.

وقال سفير المانيا لدى الامم المتحدة توماس ماتوسيك الذي يمثل الاتحاد الاوروبي انه يعلم ان "جريمة المحرقة غير المسبوقة ارتكبها المان وباسم المانيا ومن ذلك تنبثق مسؤوليتنا الخاصة."