بعد 40 عاما من تواجد قوات حفظ السلام في جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن انسحاب تلك القوات من الجزيرتين، لتتمكن السعودية من بسط سيادتها عليهما، بعد ان وافقت مصر على نقلهما الى المملكة في 2017.
وقال بايدن في كلمة ألقاها، بعد لقائه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان: "توصلنا إلى اتفاقية تاريخية بتحويل منطقة كانت مركزا للحروب إلى مركز للسلام، وأتحدث هنا عن جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر، حيث ستنسحب قوات حفظ السلام بعدما ظلت هناك منذ 40 عاما تقريبا".
وأضاف أن "هناك 4 أمريكيين لقوا مصرعهم في تيران حينما تحطمت مروحيتهم، هذه الجزيرة اليوم بفضل جهودنا ستصبح مفتوحة للسياحة والأنشطة الاقتصادية مع الحفاظ على اتفاقية حرية الملاحة لكل الأطراف بما فيها إسرائيل".
وكانت جزيرتا تيران وصنافير، واللتان تتحكمان بمضيق تيران الذي يسمح بالوصول الى ميناءي إيلات الإسرائيلي والعقبة الأردني من البحر الأحمر، من القضايا المهمة على جدول أعمال الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال زيارته للشرق الأوسط.
وأوضح البيت الأبيض، في بيان أنّه "تمّ التوصّل إلى ترتيبات لسحب قوّات حفظ السلام التابعة للقوّة المتعدّدة الجنسيّات وتطوير هذه المنطقة من أجل السياحة والتنمية".
وأضاف: "رحّب الرئيس بايدن بهذا الترتيب الذي تمّ التفاوض عليه على مدى أشهر عدّة وأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف".
وتابع: "وافقت السعوديّة على احترام جميع الالتزامات والإجراءات القائمة في المنطقة والاستمرار فيها"، والتي نصّت أساسًا على "اعتبار الجزيرَتين جزءًا من منطقة لا توجَد فيها قوّات عسكريّة وتنتشر فيها قوّة حفظ السلام المتعدّدة الجنسيّات".
الموقع الجغرافي
تبعد جزيرة تيران التي تبلغ مساحتها 61,5 كلم مربعا قرابة ستة كيلومترات عن الساحل الشرقي لشبه جزيرة سيناء حيث تقع مدينة شرم الشيخ السياحية، عند مدخل خليج العقبة.
أما صنافير التي تمتد على مساحة 33 كلم مربعا، فتقع على بعد 2,5 كلم أخرى شرقا.
وكانت تيران تعد مركزا لهواة الغطس وتشتهر بشعبها المرجانية، وهي تضم مطارا صغيرا يستخدم لمد قوات حفظ السلام باحتياجاتها اللوجستية.
وتتمركز تلك القوات في الجزيرة منذ توقيع اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر، والتي يبلغ عددها اليوم 1700 شخص بينهم 450 أميركيا.
أما جزيرة صنافير ففيها خليج جنوبي مفتوح يصلح كملجأ للسفن عند الطوارئ.
اتفاقية الحدود المصرية السعودية
وكانت الجزيرتان غير المأهولتين تحت سيطرة مصر منذ 1950، واحتلتهما إسرائيل أثناء حرب السويس التي خاضتها ضد مصر مع فرنسا وبريطانيا في 1956 بعد إعلان الرئيس المصري الأسبق، جمال عبد الناصر، تأميم شركة قناة السويس التي كانت تدير الممر الملاحي الدولي وتخضع لسيطرة فرنسا وبريطانيا.
وكانت الجزيرتان الشرارة التي أشعلت "الحرب العربية-الإسرائيلية" في 1967 عندما أعلنت مصر نشر قواتها فيهما وإغلاق مضيق تيران.
واستعادت مصر السيطرة على الجزيرتين عام 1982 بموجب "معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية" الموقعة في 1979، والتي نصت على اعتبار الجزيرتين "جزءا من منطقة لا توجد فيها قوات عسكرية انما شرطة فقط وتنتشر فيها قوة حفظ السلام المتعددة الجنسيات".
وفي الثامن من أبريل 2016، أبرمت القاهرة والرياض اتفاقية لترسيم الحدود نصت على "انتقال تبعية تيران وصنافير إلى السعودية" بعد جدل قانوني واسع في مصر وغضب وتظاهرات احتجاجية صغيرة تم قمعها على الفور.
ووصل الأمر إلى القضاء المصري الذي "تضاربت قراراته"، فألغتها كلها المحكمة الدستورية العليا في يونيو 2017.
في الشهر نفسه، أقر البرلمان المصري اتفاقية ترسيم الحدود ثم صادق عليها الرئيس، عبد الفتاح السيسي، ونشرت في الجريدة الرسمية.