قصف مقر قيادة الجيش الاوكراني في شرق البلاد عشية قمة مينسك

تاريخ النشر: 10 فبراير 2015 - 04:12 GMT
البوابة
البوابة

تعرض مقر قيادة الجيش الاوكراني في شرق البلاد الثلاثاء للقصف للمرة الاولى منذ بدء النزاع، عشية قمة رباعية في مينسك يبحث خلالها قادة روسيا والمانيا وفرنسا واوكرانيا خطة سلام لانهاء حرب مستمرة منذ عشرة اشهر.

وفي وقت يسعى ديبلوماسيون اوروبيون وروس واوكرانيون الثلاثاء الى التوصل الى وثيقة مشتركة تمهد الطريق امام خطة سلام يناقشها قادة الدول الاربع في مينسك، اودت المعارك في شرق اوكرانيا بحياة 20 شخصا على الاقل.

واعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الثلاثاء انه سيتوجه مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الى مينسك الاربعاء مع “ارادة حازمة” للتوصل الى اتفاق. واضاف في باريس ان “محادثات جارية” حول القمة كما ان “معارك تجري في شرق اوكرانيا مع قتلى ومدنيين يعيشون في محنة”.

وبدوره حث البابا فرنسيس “كافة الاطراف المعنية” في النزاع على بذل “جهود صادقة لتطبيق الاتفاقات التي تم التوصل اليها بالتوافق”، مؤكدا على ضرورة احترام “مبدأ الشرعية الدولية”. واكد ان المفاوضات هي “الطريقة الوحيدة للخروج من دائرة الاتهامات والردود”، وفق ما نقل المتحدث باسمه فريديريكو لومباردي.

ميدانيا يسعى الجيش الاوكراني، الذي بات في موقع سيئ منذ اسابيع، والمتمردون الموالون لروسيا الى السيطرة على اكبر مساحة من الاراضي للجلوس الى طاولة المفاوضات من موقع قوة لانهاء حرب اسفرت حتى الآن عن مقتل اكثر من 5400 شخص.

واضطر الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الى قطع جلسة برلمانية للاعلان عن قصف مقر قيادة الجيش في شرق البلاد. وقال ان “مقر قيادة عملية مكافحة الارهاب اصيب بصواريخ من نوع تورنيدو”.

واستهدف القصف ايضا مناطق سكنية في كراماتورسك الخاضعة لسيطرة قوات كييف.

ويقع مقر القيادة في كراماتورسك على بعد 70 كيلومترا شمال دونيتسك، معقل الانفصاليين، وعلى بعد 45 كيلومترا من اقرب موقع للمتمردين.

وقال مسؤولون محليون ان الضربات اوقعت ستة قتلى في المناطق السكنية المجاورة لمقر القيادة.

وقتل سبعة جنود وستة مدنيين خلال الـ24 ساعة الماضية، وفق حصيلتين للسلطات الاوكرانية واخرى للانفصاليين.

وفي جنوب خط الجبهة، اعلنت القوات الاوكرانية اطلاق هجوم مضاد استعادت خلاله ثلاث قرى في شرق ماريوبول الواقعة تحت سيطرة كييف. وقال المتحدث باسم الجيش الاوكراني زوريان شكيرياك ان “معارك عنيفة تدور” في قريتين اخريين.

وفي بريطانيا، اعلن وزير الخارجية فيليب هاموند ان بريطانيا تحتفظ بحقها في تسليح الجيش الاوكراني ولن تسمح له بالانهيار.

واوضح هاموند في بيان موجه للنواب “هذا قرار وطني وعلى كل دولة في حلف شمال الاطلسي ان تقرر ما اذا كانت تريد تزويد اوكرانيا بالمساعدات الفتاكة”.

واضاف ان “بريطانيا لا تعتزم فعل ذلك ولكننا نحتفظ بحقنا ابقاء الموضوع قيد المراجعة”. وتابع ان بريطانيا ودول حلف الاطلسي “متفقة على انه برغم عدم وجود حل عسكري للازمة، فانها لن تسمح بانهيار الجيش الاوكراني”.

وستكون الساعات الـ24 المقبلة حيوية في ختام اسبوع من الدبلوماسية المكثفة بعد مبادرة الرئيس الفرنسي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل الى زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطرح خطة سلام بعد عرضها على الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو.

مذاك، اجرى القادة الاربعة محادثات هاتفية وشغلوا مساعديهم بكثافة للتوصل الى تسوية تجيز الاربعاء تنظيم قمة غير مسبوقة في مينسك، عاصمة بيلاروس التي يرأسها اليكساندر لوكاشينكو، ووصفها الاميركيون مؤخرا بانها “اخر ديكتاتوريات اوروبا”.

وعقد القمة مرهون بشكل خاص بنتائج اجتماع مجموعة الاتصال حول اوكرانيا التي تجمع الثلاثاء في مينسك ممثلي اوكرانيا وروسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا. كما يشارك فيها ممثلون عن الانفصاليين الموالين لروسيا، وفق ما اعلن دنيس بوشيلين، ممثل “جمهورية دونيتسك الشعبية” والمعلنة من جانب واحد.

لكن قبل اجتماع “الفرصة الاخيرة” الدبلوماسي بين بوتين وبوروشنكو وهولاند وميركل، زارت المستشارة الاثنين واشنطن لعرض خطة السلام الاوروبية على الرئيس الاميركي باراك اوباما.

وتهدف الخطة الى ضمان تطبيق اتفاقات السلام التي تم التوصل اليها في ايلول/ سبتمبر في مينسك وتلحظ توسيع الحكم الذاتي في مناطق المتمردين مع ابقاء خط الجبهة الحالي واقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض خمسين الى سبعين كلم قبالة الخط المذكور.

لكن كييف رفضت مرارا ابقاء خط الجبهة الحالي، علما بان الانفصاليين احتلوا 500 كلم مربعة اضافية منذ ايلول/ سبتمبر.

وثمة بند خلافي اخر يتصل بـ”وضع الاراضي” التي سيطر عليها الانفصاليون. ففي حين تشدد موسكو على تشكيل اتحاد ترفض كييف هذا الامر وتعتبره محاولة من الكرملين لفرض هيمنة على قرارات كييف.

واحدى النقاط الرئيسية الاخرى في خطة السلام الاوروبية هي مراقبة الحدود الاوكرانية الروسية في الاراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون. فكييف تطالب بالسيطرة عليها بالتعاون مع منظمة الامن والتعاون في اوروبا لكن موسكو ترفض حتى التطرق الى ذلك وتريد من اوكرانيا الاتفاق مع المتمردين حول هذه النقطة بحسب مصدر حكومي اوكراني.

واضاف المصدر ان فكرة كتيبة لحفظ السلام ذكرت لكن المفاوضات تعرقلت امام جنسية جنودها. الاثنين اعرب الانفصاليون انفتاحهم على هذه الفكرة ان كان الجنود من بيلاروس او روسيا، الامر الذي رفضته كييف.

لكن مصدرا دبلوماسيا فرنسيا اعرب الاثنين عن الثقة في انعقاد القمة. وصرح لفرانس برس “قبل ثمانية ايام لم يكن (الروس والاوكرانيون) يتحدثون معا. اليوم سنضعهم حول طاولة واحدة”.

واضاف “الهدف هو التوصل إلى اتفاق شامل” مقرا بان المفاوضات “معقدة جدا”.