تونس وقطر تدعوان لتشكيل قوة عربية لحفظ السلام بسوريا

تاريخ النشر: 24 فبراير 2012 - 04:29 GMT
الرئيس التونسي المنصف المرزوقي يلقي كلمته امام المؤتمر
الرئيس التونسي المنصف المرزوقي يلقي كلمته امام المؤتمر

 

دعت تونس وقطر في افتتاح مؤتمر "اصدقاء سوريا" في تونس الجمعة، الى تشكيل قوة عربية لفرض السلام في سوريا، فيما حث امين عام الجامعة العربية نبيل العربي مجلس الامن على اصدار قرر عاجل يدعو لوقف اطلاق النار في هذا البلد.
وقال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في كلمته في مؤتمر اصدقاء سوريا في تونس ان "الظرف الحالي يفرض ضرورة (تشكيل) قوة عربية لحفظ السلم والامن ترافق المجهودات الدبلوماسية لاقناع الرئيس السوري بالتخلي عن الحكم".
ودعا المعارضة السورية "الى التوحد وتضع في اولوياتها وحدة الشعب السوري".
واقترح الرئيس التونسي ان يتم اطلاق تسمية "عملية عبد القادر" نسبة الى الامير عبد القادر الجزائري الذي لعب دورا مهما في ايقاف الحرب الطائفية بين المسلمين والمسيحيين في الشام في القرن التاسع عشر.
وعبر المرزوقي عن رفضه للتدخل العسكري واعتبره "خطأ جسيما تصر تونس على التخلي عنه والبحث عن (..) الحل السياسي (الذي) لا نراه الا في النموذج اليمني".
ومن جهته، قال وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني انه ينبغي تشكيل قوة عربية لفرض السلام في سوريا والسماح بدخول المساعدات.
وأضاف في كلمة أمام المؤتمرانه ينبغي تشكيل قوة عربية وفتح ممرات انسانية لتوفير الامن للشعب السوري.
ومن جانبه، دعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي مجلس الامن الدولي يوم الجمعة لاصدار قرر عاجل يدعو لوقف اطلاق النار في سوريا.
وقال في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر انه ينبغي أن يخرج الاجتماع بخطوات عملية ويعطي الاولوية لاصدار قرار عاجل من مجلس الامن الدولي يدعو لوقف اطلاق النار.
وانطلق في تونس الجمعة مؤتمر اصدقاء سوريا لبحث سبل ايصال مساعدات انسانية واحياء خطة الجامعة العربية للانتقال السياسي لكن غياب روسيا والصين الداعمتين للرئيس بشار الاسد عن المؤتمر قد يمنع تحقيق ذلك.
وافتتح المؤتمر بحضور اكثر من ستين دولة ممثلة بوزراء الخارجية العرب ودول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية وتركيا واطياف المعارضة السورية.
ويغيب عن المؤتمر كل من روسيا والصين الداعميتين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.
واقتحم عدة مئات من مؤيدي الرئيس السوري بشار الاسد ساحة فندق بالاس في تونس الذي يستضيف المؤتمر.
وقال مراسل لرويترز ان الحشد وصل في حافلات الى فندق بالاس في احدى ضواحي تونس العاصمة ثم شق طريقه عبر بوابات محيط الفندق. وأضاف أنهم كانوا يحملون صور الاسد وحاولوا اقتحام مبنى الفندق نفسه لكن طوقا امنيا حال دون ذلك.
واكد وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام قبلي افتتاح اعمال هذا الملتقى الدولي، ان مضمون البيان الختامي لمؤتمر تونس "لن يخرج عما كان مقررا من قبل الجامعة العربية"، مضيفا ان "موضوع قوات السلام العربية والدولية (...)أسقط من حسابات المؤتمر".
واوضح في مقابلة مح صحيفة الصباح التونسية صدرت الجمعة انه يعني بذلك "الدعم السياسي والمعنوي للمعارضة السورية، ودعم الانتقال السياسي عبر المطالبة بإدخال اصلاحات سياسية، يتم بموجبها تسليم صلاحيات الرئيس الأسد الى نائبه +على الطريقة اليمنية+ ويتم تشكيل حكومة وحدة وطنية الى غاية اجراء انتخابات حرة ونزيهة في توقيت يختاره الشعب السوري وتتوافق عليه عائلاته السياسية والقيادية".
ويمكن ان يطالب المشاركون دمشق بتنفيذ وقف فوري لاطلاق النار والسماح للمنظمات الانسانية الدولية بالوصول الى السكان المنكوبين كما في حمص التي تتعرض للقصف منذ عشرين يوما، بحسب مسودة للاعلان النهائي سربتها مصادر من المعارضة السورية.
كما ينتظر ان يجدد المؤتمر ادانته للقمع الدموي الذي يمارسه النظام السوري واسفر عن سقوط 7600 قتيل منذ 11 شهرا حسب ناشطين معارضين، وايجاد السبل لايصال المساعدات الانسانية.
وعرضت باريس فكرة اقامة "ممرات انسانية"، لكن موسكو عارضتها بقوة معتبرة انها لا يمكن ان تؤدي الا الى "زيادة الوضع تفاقما".
واعلن الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان الذي عين الخميس مبعوثا مشتركا للامم المتحدة والجامعة العربية للازمة في سوريا، انه يأمل في "تعاون كامل من كل الاطراف المعنيين".
وقال انان الجمعة في جنيف في بيان انه "يعول على التعاون الكامل لكل الاطراف المعنيين والمشاركين في دعم هذا الجهد الموحد والحازم الذي تبذله الامم المتحدة وجامعة الدول العربية للعمل على انهاء العنف ووقف تجاوزات حقوق الانسان والتوصل الى حل سلمي للازمة السورية".
وسيشكل المؤتمر مناسبة ايضا للمجموعة الدولية لحض المعارضة السورية الممزقة على توحيد صفوفها، مع امكانية الاعتراف بالمجلس الوطني السوري اهم ممثل للمعارضة.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس ان المجلس الوطني السوري "ممثل ذو مصداقية" و"سيثبت ان هناك بديلا لنظام الاسد".
وقالت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي ابرز تكتل للمعارضين السياسيين داخل سوريا، في بيان ان وفدها الذي توجه الى تونس بهدف المشاركة في مؤتمر اصدقاء سوريا "قرر الامتناع عن المشاركة" فيه.
ودانت الهيئة ما رات ان المؤتمر يعتزم القيام به من "تحديد من يمثل الشعب السوري مكان الشعب السوري ومكان مؤتمر المعارضة التي أقرته الجامعة العربية، وترك قضية التسلح عائمة وفتح المجال للتطبيع الدولي مع فكرة التدخل العسكري الخارجي".
وقد يعيق غياب روسيا والصين الداعمتين لنظام بشار الاسد واللتين منعتا مرتين بالنقض صدور قرار عن مجلس الامن الدولي يدين النظام السوري، تحقيق اي تقدم في المجالين السياسي والانساني.
وشددت الصين وروسيا التي تزود دمشق بالسلاح موقفهما الخميس برفض "اي تدخل" في سوريا.
وعشية انعقاد المؤتمر وضعت لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة لائحة سرية لمسؤولين سياسيين وعسكريين سوريين رفيعي المستوى يشتبه في تورطهم ب"جرائم ضد الانسانية".
واشارت اللجنة الى ان "غالبية الجرائم" المرتكبة "استلزمت اصدار اوامر عليا". وقالت ان اكثر من 500 طفل قتلوا منذ اذار/مارس 2011.
ولفتت اللجنة الى "انتهاكات لحقوق الانسان" ارتكبتها مجموعات معارضة، الا انها على مستوى اقل بكثير من تلك المرتكبة من جانب النظام وفق اللجنة.
وفي هذا الاطار دعت 150 منظمة غير حكومية دولية ومن بينها هيومن رايتس ووتش والاتحاد الدولي لحقوق الانسان مؤتمر تونس الى "الضغط" في سبيل انهاء العنف في سوريا.
والجمعة، طالبت منظمتا هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولةي بالسماح لوكالات الاغاثة بالدخول الفوري الى مدينة حمص وغيرها من المدن السورية المحاصرة.