استشهد شاب فلسطيني وأصيب 36 آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، خلال مشاركتهم في مسيرات العودة، شرقي قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في بيان مقتضب، إن الشاب رامي وائل قحمان (28 عاما) قد استشهد متأثرا بجراحه التي أصيب بها بعد عصر اليوم.
وذكر البيان أن قحمان أصيب بعيار ناري في رقبته شرقي مدينة رفح (جنوب). وأضاف أن 36 متظاهرا أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي، بينهم 6 أطفال و9 نساء.
وتجمهر آلاف الفلسطينيين، مساء اليوم، في خمسة مواقع بالقرب من السياج الفاصل مع إسرائيل، تلبية لدعوة “الهيئة الوطنية العُليا لمسيرات العودة وكسر الحصار” (مشكلة من الفصائل الفلسطينية).
وبدأت هذه المسيرات نهاية مارس/ آذار الماضي، وأسفرت عن استشهاد أكثر من مئتي فلسطيني وإصابة الآلاف.
الى ذلك، بدأ يوم الجمعة دفع رواتب الموظفين في قطاع غزة من خلال منحة قطرية بقيمة 15 مليون دولار مما خفف الضغوط الشعبية عن حركة حماس التي تدير القطاع لكن إسرائيل قالت إن الأموال لن تذهب إلى الحركة.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، المنافس السياسي لحماس، قد خفض بشدة الميزانيات المخصصة لقطاع غزة مما تسبب في إفقار عشرات الآلاف من الموظفين الحكوميين. وساعد ذلك على تأجيج احتجاجات دموية مستمرة منذ ستة أشهر على حدود غزة مع إسرائيل، التي تحاصر القطاع، فضلا عن تبادل القصف بشكل متقطع عبر الحدود.
وقالت مصادر فلسطينية إن المنحة القطرية التي وصلت غزة يوم الخميس تمثل الدفعة الأولى من 90 مليون دولار سوف تصل إلى القطاع خلال الأشهر الستة المقبلة بموافقة إسرائيل.
ووافقت إسرائيل في السابق على أن تدفع قطر أموالا للقطاع على أن تستخدم فقط في مشرعات الإعمار المدنية المتفق عليها أو للوقود وذلك خشية أن يصل المزيد من المنح المالية إلى حماس التي خاضت ثلاث حروب مع إسرائيل في عشر سنوات.
وقال وائل أبو عاصي وهو شرطي مرور كان يقف أمام مكتب بريد في مدينة غزة حيث اصطف موظفون لاستلام رواتبهم "في يوم من الأيام ما كانش معي مصاري (نقود) أجيب لأولادي علاج أو أكل. اليوم بدي أجيبلهم علاج وأكل وملابس كمان". واضاف "أنا مبسوط (سعيد) وراح ابسط اولادي".
ومنذ سنوات تخضع حماس، التي تصنف منظمة إرهابية في الغرب، لحصار إسرائيل كما تفرض مصر قيودا أمنية مشددة على حدودها مع القطاع الذي تديره الحركة. وتجمع الحركة الضرائب من سكان القطاع وقال قادتها في السابق إنهم حصلوا على أموال من دول أخرى بينها إيران.
ويحضر مراقبون عن قطر عمليات تسليم الرواتب للموظفين يومي الجمعة والسبت في 12 مكتب بريد في القطاع. ويتعين أن يقدم الموظف صورة من بطاقة هويته وأن يضع بصمة إصبعه في الكشوف.
وقالت وكالة الأنباء القطرية إن 27 ألف موظف سيستفيدون من المنحة القطرية. وأضافت "سيتم صرف الرواتب للبقية من الإيرادات المحلية".
* قائمة سوداء
وقال مسؤول في حماس إن رجال الشرطة سيتسلمون رواتبهم ضمن الموظفين المدنيين الآخرين. وكانت حماس قد عينت أكثر من 40 ألف شخص منذ عام 2007 لكن بدا أن كثيرا منهم استبعدوا من كشوف الموظفين المستحقين للمنحة القطرية.
وقال موظف طلب ألا ينشر اسمه "قالوا لي ما فيش مصاري لك، يمكن إسرائيل حاطة فيتو (معترضة) على اسمي؟".
ولم يدل مسؤولو حماس أو قطر أو إسرائيل بتفاصيل الإجراءات المتبعة لدفع رواتب موظفي غزة. لكن عضوا في الحكومة الأمنية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قلل من أهمية هذا الأمر. وقال وزير البيئة زئيف إلكين لمحطة 102 إف.إم الإذاعية في تل أبيب "ليست هذه أموالا ستذهب إلى أنشطة حماس. إنها أموال ستذهب إلى الموظفين المدنيين بطريقة مرتبة منظمة".
واتهم إلكين عباس الذي انهارت مفاوضات السلام بينه وبين إسرائيل في 2014 والذي يقاطع الولايات المتحدة بسبب سياساتها الموالية للحكومة الإسرائيلية بوقف الرواتب "لإشعال غزة، لفشله على الجبهات الأخرى".
وقال "جاء القطريون وقالوا ’نحن مستعدون لدفعها بدلا من أبو مازن لتهدئة غزة’. ما الذي يهم من يدفعها؟".
وانتقد واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية هذه الخطوة. وقال لرويترز إن مثل هذه "الترتيبات من خلال قطر وغيرها تكرس وتزيد من أزمة الانقسام الفلسطيني".
وخففت المنحة القطرية وجهود وساطة مصرية لوقف إطلاق النار وأمطار شتوية العنف عبر حدود قطاع غزة مع إسرائيل. ويقول أطباء في القطاع إن 220 فلسطينيا قتلوا بنيران إسرائيلية منذ بدء مسيرات العودة يوم 30 مارس آذار.
وخسرت إسرائيل جنديا برصاص قناص فلسطيني كما خسرت مساحات من الغابات والأراضي الزراعية اشتعلت فيها النيران بسبب مواد حارقة حملت على طائرات ورقية أو بالونات الهيليوم.
وقال ضابط الشرطة الفلسطيني إبراهيم بكير الذي حصل على راتبه كاملا "هذه إحدى إنجازات مسيرات العودة".
