قطر تشيع عميد دبلوماسيتها الشيخ احمد بن سيف آل ثاني

تاريخ النشر: 01 يوليو 2019 - 04:46 GMT
 احمد بن سيف آل ثاني
احمد بن سيف آل ثاني

شيعت قطر  الشخصية الوطنية والعروبية المعروفة الشيخ احمد بن سيف بن احمد ال ثاني وزير الدولة للشؤون الخارجية السابق، الى مثواه الاخير عن عمر يناهز 73 عاماً، حافلة بالمواقف السياسية والدبلوماسية والاجتماعية.

 

ولد الشيخ احمد في بيت علم وثقافة وتجارة من بيوت أسرة آل ثاني، وبعد اكمال دراسته المدرسية في قطر، غادر الى بريطانيا للدراسة الجامعية، وفور تخرجه، عين سفيراً لقطر في بلاط صاحبة الجلالة البريطانية، فكان أصغر سفير في تأريخ بريطانيا الحديث.

كان للفقيد الراحل، بصمات واضحة، في سياسات قطر الخارجية طيلة عقدي السبعينات والثمانينات، وكانت هذه الفترة التي عمل فيها سفيراً ووزيراً، حافلة بالمواقف والتطورات السياسية في عموم الشرق الاوسط، لعب فيها الشيخ احمد بن سيف دوراً بارزاً، حيث لم تكن معركة تأسيس نظام الدولة في قطر ما بعد الاستقلال عن بريطانيا التي قادها العاهل القطري الراحل الشيخ خليفة بن حمد ال ثاني، يسيرة وسهلة، وانما كانت في غاية الصعوبة، تخللتها عقبات كثيرة، وتعقيدات شائكة، ورافقتها اختبارات عسيرة، ومواقف قاسية، ولولا صبر وجلدة وحكمة الشيخ خليفة بن حمد وولي عهده الشيخ حمد بن خليفه، ومستشاريه ومعاونيه وفي مقدمتهم الشيخ احمد بن سيف، لما نجحت مسيرة الدولة التي اصبحت في عهد نجله وولي عهده الامير الوالد الشيخ حمد بن خليفة، وحفيده سمو الامير تميم بن حمد، الدولة الحلم للعرب والمسلمين.

فالشيخ الراحل خليفة بن حمد الذي جمع بين الذكاء والشجاعة والسياسة والحسم والتصرف المسؤول والارادة القوية، عرف كيف يختار وبمن يستعين، فكان اختياره للطالب الذي تخرج تواً من الجامعة احمد بن سيف بن احمدال ثاني، سفيراً في بريطانيا العظمى ابسط مثال لهذه الخصل.

ومن عرف الشيخ احمد بن سيف ال ثاني رحمه الله وتابع مسيرته، لابد ولاحظ ان ايمانه بالله والتزامه بالعقيدة الاسلامية العروبية الصافية، واخلاصه لقيادته ووطنه وشعبه، عوامل قادته من نجاح الى نجاح، كسفير في اهم عاصمة على الارض في المرحلة العملية الاولى من حياته، وكوزير كفوء مؤسس لوزارة مهمة، كانت وما تزال انشط زميلاتها والاكثر إدراكاً للتغيرات الدولية.

ان سيرة الشيخ احمد بن سيف ال ثاني، تؤكد للمتابع، سلامة البناء الاول لدولة قطر ما بعد الاستقلال، ورصانة خطواتها، حتى اصبحت قصة نجاح فريدة في طبيعتها وتفصيلاتها.

وفي التقييم الدبلوماسي لتجربة السفير والوزير احمد بن سيف ال ثاني، بكلمات قليلة، نجد انها تجربة ناجحة، مضت ثابتة في مسارها، متجددة في حركتها وتوجهاتها، استلهمت روحها من المبادئ التي حملها آل ثاني والشعب القطري جيلاً بعد جيل.