امام تسارع الاحداث في اوكرانيا مع الاوضاع المتوترة التي تزداد حدة في شبه جزيرة القرم حيث يتمركز الاسطول الروسي، اعربت وارسو ولندن الخميس عن "قلقها الشديد" في حين حض حلف شمال الاطلسي موسكو على تفادي اي تصعيد في الوضع.
من جهتها، اكدت روسيا انها تحترم الاتفاقات الموقعة مع اوكرانيا بشان الاسطول الروسي في البحر الاسود في منطقة القرم.
بدوره نقل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس عن نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال اتصال هاتفي بينهما تعهد موسكو ب"احترام الوحدة الترابية لاوكرانيا".
كما اكد لافروف لكيري في الاتصال نفسه ان روسيا لا تقف وراء الاضطرابات في جمهورية القرم.
وقد سيطر عشرات المسلحين في وقت مبكر الخميس على مقري حكومة وبرلمان القرم في سيمفروبول ورفعوا العلم الروسي عليهما.
واعلنت وزارة الخارجية الروسية انه "في اطار الوضع الصعب السائد حاليا، يطبق الاسطول الروسي في البحر الاسود بشكل صارم الاتفاقات المعمول بها".
وشبه جزيرة القرم التي تتمتع بحكم ذاتي في جنوب اوكرانيا تؤوي مقر الاسطول الروسي في البحر الاسود في احيائها التاريخية، في مدينة سيباستوبول الساحلية.
وفي لندن، اكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انه على موسكو "الوفاء بوعدها" و"احترام وحدة اوكرانيا وسيادتها وسلامة اراضيها".
واضاف "على كل الدول احترام وحدة اوكرانيا وسيادتها وسلامة اراضيها"، مشيرا الى ان "روسيا قطعت هذا الوعد ومن المهم ان تفي بالتزامها. العالم يتابع الوضع عن كثب".
وفي وارسو، وجه وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي تحذيرا من "لعبة خطيرة جدا" في القرم.
وقال "نتابع مجريات الاحداث في القرم باهتمام كبير وقلق كبير. لقد احتل مسلحون ابنية حكومية في سيمفروبول"، مشيرا الى ان "النزاعات الاقليمية تبدأ بهذا الشكل".
بدوره، وصف نظيره الليتواني ليناس لينكيفيسيوس الذي وصل الى كييف الخميس لمقابلة الحكومة الجديدة، هذه الاحداث بانها "استفزازية"، معتبرا ان على روسيا التي رفع علمها على الابنية الرسمية في سيمفروبول ان تتحرك.
ودعا لينكيفيسيوس الذي تتولى بلاده الرئاسة الشهرية لمجلس الامن الدولي، موسكو الى "التحدث مباشرة مع اوكرانيا والعمل معا لتفادي الاستفزازات الجارية".
من جهته شدد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو على ضرورة ضمان استقرار البلد، مشيرا الى ان "التتار في القرم الذين يعيشون بسلام في اوكرانيا هم جزء من اولوياتنا السياسية".
وتتابع بولندا، الدولة المجاورة لاوكرانيا، بقلق بالغ الوضع في هذا البلد.
ودعا رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك الى "ممارسة ضغط شديد جدا من قبل كل المجتمع الدولي للدفاع عن وحدة اراضي اوكرانيا".
وقال تاسك ان "موقف روسيا ازاء هذه المسالة الرئيسية المتمثلة في وحدة اوكرانيا سيكون اختبارا لنواياها الحقيقية".
وقالت روسيا الاربعاء انها اعلنت "حالة الاستنفار" في صفوف بعض قواتها وبينها تلك المنتشرة على طول الحدود المشتركة مع اوكرانيا.
وحذر الرئيس الاوكراني اولكسندر تورتشينوف الخميس الاسطول الروسي في البحر الاسود وقال ان "اي تحرك لقوات مسلحة سيعتبر بمثابة عدوان عسكري".
وفي لندن، اعربت وزارة الخارجية ايضا عن "قلقها الشديد" حيال الوضع في القرم، معتبرة ان التحركات العسكرية الروسية "لا تساعد" في "لحظة يتعين فيها على كل الاطراف ان تعمل على نزع فتيل التوترات".
وبعد ان تطرقت الى ان "عدم الاستقرار في اوكرانيا لا يصب في مصلحة احد"، دعت وزارة الخارجية البريطانية "كافة الاطراف، داخل اوكرانيا او خارجها، الى التحلي بضبط النفس وتفادي اعمال او خطابات يمكن ان تزيد من تاجيج التوترات او التاثير على سيادة اوكرانيا باي طريقة كان".
من جهته، اعرب الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن عن "قلقه حيال التطورات الاخيرة في القرم". وقال راسموسن في اليوم الثاني من اجتماع وزراء دفاع الدول الاعضاء في الحلف الاطلسي في بروكسل "احض روسيا على عدم القيام بما يمكن ان يثير تصعيدا في التوتر او يسبب سوء تفاهمات".
ودعا الخميس كل الاطراف الى تفادي "التصعيد".
بدوره جدد البيت الابيض تحذيره روسيا من اللجوء الى "استفزازات" في الازمة الاوكرانية، مؤكدا انه يتابع تطور الازمة من كثب.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني "نحن نراقب من كثب المناورات العسكرية التي اعلنت روسيا امس عن اجرائها على طول الحدود مع اوكرانيا". واضاف "نتوقع من روسيا ان تكون شفافة في هذه الانشطة وان تمتنع عن القيام باعمال استفزازية. نحن نحض (السلطات الروسية) على عدم القيام باي اجراء قد يساء تفسيره او ارتكاب اخطاء في هذه المرحلة الحساسة".
كذلك حض وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل روسيا على تفادي اي عمل "يمكن ان يساء تفسيره".
وقال هيغل "نراقب عن كثب هذه التدريبات"، مضيفا "اننا ننتظر من كل الدول" ان تحترم وحدة اراضي اوكرانيا.
والاربعاء حذرت واشنطن العضو الاكثر قوة في الحلف الاطلسي، روسيا من ان اي تدخل عسكري في اوكرانيا سيشكل "خطأ فادحا".
وكان وزراء الدفاع في دول الحلف الاطلسي اكدوا الاربعاء ان اوكرانيا "ذات سيادة ومستقلة ومستقرة" و"ملتزمة بقوة لصالح الديموقراطية" تشكل "عنصرا رئيسيا" للامن في المنطقة الاوروبية الاطلسية.
ووقع الحلف الاطلسي في 1997 شراكة مع اوكرانيا التي تشارك خصوصا في قوة ايساف التابعة للحلف الاطلسي في افغانستان.

البوابة