تميم يغادر القمة.. الرياض تدعو لتسليح المعارضة السورية لتتفوق على الاسد

تاريخ النشر: 25 مارس 2014 - 10:14 GMT
البوابة
البوابة

خيمت أجواء جديدة من الخلافات على الجلسة الافتتاحية للدورة الـ25 للقمة العربية، المنعقدة في الكويت، بعد مغادرة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، القاعة عقب إلقاء كلمته، فيما ترددت أنباء عن إلغاء اليوم الثاني من القمة، الأمر الذي نفته الخارجية الكويتية.

وبعد أن ألقى أمير قطر، الذي كانت بلاده تتولى الرئاسة الدورية للقمة العربية، كلمته في الجلسة الافتتاحية، وتسليم رئاسة القمة إلى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، انتظر الشيخ تميم حتى انتهى أمير الكويت من إلقاء كلمته، ثم غادر القاعة دون انتظار كلمات باقي المتحدثين.

خيم الملف السوري على كلمات القادة العرب وجدول اعمالهم في القمة العربية الدورية المنعقدة في الكويت، وقد وصف امير قطر الرئيس السوري بالظالم الماض في غييه فيما طالب ولي عهد السعودية بتغيير ميزان القوى لصالح المعارضة السورية

نفى وكيل وزارة الخارجية الكويتية، خالد الجار الله، تصريحات نسبتها إليه بعض وسائل الإعلام، جاء فيها أن القمة ستقتصر على يوم واحد وستختتم أعمالها مساء الثلاثاء، في أعقاب تصريحات سابقة له بأن القمة لن يصدر عنها بيان ختامي، وإنما ستكتفي بإصدار ما أسماه "إعلان الكويت."

وذكر الجار الله، في تصريحات صحفية على هامش القمة الثلاثاء، أوردتها وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، إن "ما تداولته بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، من تصريح منسوب لي بأن القمة العربية المنعقدة حالياً في دولة الكويت ستختتم أعمالها مساء اليوم، عار عن الصحة."

وأكد الدبلوماسي الكويتي أن "برنامج القمة ماض كما هو متفق عليه دون أي تغيير"، حيث يتضمن جدول أعمال القمة لليوم الثاني الأربعاء، عقد جلسة عمل ثانية مغلقة، يتم خلالها اعتماد مشروعات القرارات، تليها الجلسة الختامية، التي تتضمن تلاوة "إعلان الكويت"، وكلمة للرئيس المصري، باعتبار أن بلاده ستتسلم رئاسة الدورة الـ26 للقمة، ثم كلمة ختامية لأمير الكويت.

كما يتضمن جدول أعمال اليوم الثاني عقد مؤتمر صحفي ختامي، في الثانية من بعد ظهر الأربعاء، لكل من وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح الخالد الصباح، والأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي.

امير قطر: الاسد ماض في غيه

قال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كلمته التي افتتح بها القمة العربية بالكويت باعتبار بلاده رئيسة القمة السابقة، إن بلاده تشدد على "علاقات الأخوة" مع مصر وأهمية العلاقات مع الخليج، كما ترفض استخدام "دمغة" الإرهاب ضد طوائف أو جهات معارضة، كما اعتبر ما يجري في سوريا "كارثة تزداد تفاقما."

وقال أمير قطر، في كلمته المنتظرة نظرا لتزامنها مع الأزمة بين الدوحة وكل من السعودية والبحرين والإمارات، والتي وصلت إلى حد سحبهم لسفرائهم من قطر، إن بلاده تسلمت القمة السابقة في "ظروف دقيقة وبالغة الحساسية" ما دفعها إلى "تطبيق قرارات قمة الدوحة بحذر شديد" مضيفا أن القمة الحالية "تنعقد في ظل ظروف مماثلة."

وشدد الشيخ تميم على أن الاستقرار في المنطقة "لن يتحقق دون تسوية عادلة للقضية الفلسطينية" معتبرا أن الممارسات الإسرائيلية تشكل "عقبة أمام السلام بتنصلها من تطبيق القرارات الدولية وإضافة شروط جديدة على المفاوضات ومواصلة انتهاك القانون الدولي عبر الاستيطان وتهويد القدس والاعتداء على حرمة المسجد الأقصى" على حد قوله.

ورأى أمير قطر أن التصرفات الإسرائيلية "تجعل عملية السلام بأسرها موضع شك لدى الشعوب العربية" ودعا الشيخ تميم الدول العربية إلى تسديد ما تعهدت به للشعب الفلسطيني، مستنكرا حصار قطاع غزة واستمرار الانقسامات بين الفلسطينية.

وحول الوضع في سوريا قال الشيخ تميم إن ما وصفها بـ"الكارثة الإنسانية" تزداد تفاقما "دون أفق لحل دولي" وأضاف أن النظام السوري "ماض في غيه وتعنته." وقد أشار إلى مقتل وجرح مئات الآلاف وتهجير تسعة ملايين شخص قبل أن يجزم بأن "الأسلحة الكيماوية وفوهات المدافع لا يمكن أن تقضي على طموحات الشعب السوري."

وفي بادرة لافتة، تأتي وسط الحملات التي تتهم قطر بإيواء قادة جماعة الإخوان المسلمين، توجه أمير قطر إلى الحضور بالتأكيد على "علاقات الأخوة" التي قال إنها تربط قطر بـ"الشقيقة الكبرى مصر" التي تمنى لها "الأمن والاستقرار السياسي" ودعم تطلعات شعبها، متمنيا تحقق ذلك عن طريق الحوار.

السعودية تدعو لتغيير ميزان القوى في سورية

على صعيد الملف السوري فقد دعا ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز اليوم إلى تغيير ميزان القوى على الأرض في الصراع السوري، مضيفا أن الأزمة هناك وصلت إلى أبعاد كارثية. ودعا خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في الكويت إلى ضرورة دعم مقاتلي المعارضة السورية الذين يسعون للاطاحة بالرئيس بشار الأسد، مبدياً استغرابه لعدم منح وفد الائتلاف المعارض مقعد سوريا في القمة العربية. واتهم الامير سلمان المجتمع الدولي بـ "خداع" المعارضة السورية، وقال "ان التحديات في سورية تواجهها مقاومة مشروعة خدعها المجتمع الدولي وتركها فريسة سائغة لقوى غاشمة حالت دون تحقيق طموحات شعب سورية". وندد بتحول سورية الى "مأساة مفتوحة تمارس فيها كل انواع القتل والتدمير على ايدي النظام الجائر، تساهم في ذلك اطراف خارجية وجماعات ارهابية مسلحة من كل حدب وصوب". ورأى ان "الخروج من المأزق السوري يتطلب تحقيق تغيير ميزان القوى على الارض وتقديم للمعارضة ما تستحقه من دعم باعتبارها الممثل الشرعي للشعب السوري". واضاف "اننا نستغرب عدم منح مقعد سورية في القمة للائتلاف الوطني بعد ان تم منحه هذا الحق" في القمة السابقة التي عقدت في الدوحة العام الماضي، ودعا الى "تصحيح هذا الوضع" عبر اتخاذ قرار من شأنه توجيه "رسالة قوية الى المجتمع الدولي ليغير من تعامله مع الازمة السورية".

الائتلاف يطالب بمقعد سوريا

ودعا أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض القمة العربية المنعقدة في الكويت يوم الثلاثاء إلى تسليم مقعد سوريا في جامعة الدول العربية وسفارات سوريا في العواصم العربية للائتلاف المعارض.

وقال الجربا في كلمته أمام القمة العربية "إن ابقاء مقعد سوريا بينكم فارغا يبعث برسالة بالغة الوضوح إلى الأسد الذي يترجمها على قاعدة اقتل اقتل والمقعد ينتظرك بهد أن تحسم حربك" في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضاف الجربا "الواقع بات يفرض أن تسلم السفارات السورية في العواصم العربية إلى الائتلاف الوطني بعد أن فقد النظام شرعيته ولم يعد للسوريين من يرعى مصالحهم في العواصم العربية."

وشكل شغل مقعد سوريا في القمة العربية إحدى المشكلات الكبرى في الأعمال التحضيرية للقمة العربية المنعقدة حاليا في الكويت.

رئاسة القمة

وفي كلمة رئيس القمة العربية دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الدول العربية إلى الى نبذ الخلافات المتزايدة بين الدول الاعضاء في الجامعة العربية والنأي بالعمل العربي المشترك عن عوامل الخلاف والاختلاف.

وقال الشيخ صباح في كلمته في افتتاح القمة العربية المنعقدة في الكويت: "إننا مدعوون اليوم إلى البحث في الأسس التي ينطلق منها عملنا العربي المشترك وإيجاد السبل الكفيلة بتعزيزه وتوطيد دعائمه من خلال النأي به عن أجواء الخلاف والاختلاف والتركيز على عوامل الجمع في هذا العمل". 

وأضاف في القمة التي وضعت تحت عنوان "التضامن العربي"، "يجب علينا ان نتحدث حول امر محزن... ألا وهو الخلافات التي اتسع نطاقها في الامة العربية وباتت تقضي على آمالنا وتطلعاتنا. اننا مطالبون بنبذ هذه الخلافات والسعي الجاد لوحدة الصف وتوحيد الكلمة... فالاخطار كثيرة حولنا، مساحة الاتفاق بيننا اكثر من مساحة الاختلاف".

وأشار إلى أن أعمال القمة تنعقد في ظل ظروف دقيقة التي يمر بها العالم والمنطقة العربية وما تمثله من تزايد في التحديات والأخطار التي تواجهها المنطقة ، محذراً من أن الخلافات العربية التي اتسع نطاقها في الامة العربية باتت تعصف بالوجود العربي.

انطلاق القمة في الكويت

وانطلقت اليوم أعمال القمة العربية الـ25 في قصر "بيان" في العاصمة الكويتية، الكويت، تحت شعار "التضامن لمستقبل أفضل"، إذ تتصدّر الأزمة السورية جدول الأعمال المزدحم والصعب.  وتنعقد القمة العربية للمرة الاولى في دولة الكويت منذ انضمامها رسمياً للجامعة العربية في 20 تموز (يوليو) 1961 فيما لاتزال المنطقة العربية تشهد تطورات ومتغيرات واعمال عنف متواصلة قتل فيها عشرات الآلاف. وسلّم أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، في افتتاح القمة، رئاسة القمة من نظيره القطري رئيس الدورة العادية الرابعة والعشرين للقمة (السابقة) التي عقدت في  الدوحة في آذار (مارس) من العام الماضي. وتعد هذه المرة الأولى الذي يشارك فيها أمير قطر في القمة العربية، بوصفه أميراً لبلاده، بعد توليه مقاليد الحكم في حزيران (يونيو) الماضي. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) أن العالم العربي يواجه في قمته اليوم شكلاً مختلفاً من التحديات، ما يتطلب خروج القادة بتوجهات وقرارات تضمن وجود معالجة سريعة للقضايا السياسية المعاصرة بالمنطقة والتي تحمل هموم وشجون الوطن العربي. ويأتي على رأس تلك القضايا القضية الفلسطينية والأوضاع في سورية وإصلاح منظومة العمل العربي المشترك، اضافة الى تطورات الأوضاع السياسية في اليمن وليبيا والعلاقات العربية ـ العربية وكذلك كل ما يتعلق بتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك في مجالات التعليم والمرأة والتنمية. وأمام هذه التحديات تسعى القمة العربية التي يحضرها 13 زعيماً عربياً من ملوك وامراء ورؤساء الى حل الخلافات العربية ـ العربية التي برزت أخيراً وتقريب وجهات النظر من أجل تنقية الأجواء ورأب الصدع في العلاقات العربية ـ العربية. وتتضمن قائمة الضيوف الذين يحلون على القمة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني والممثل الدولي والعربي المشترك الى سورية الأخضر الابراهيمي ورئيس البرلمان العربي احمد الجروان والأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اياد مدني.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن