اقتحام رام الله
وقد طوقت قوة إسرائيلية خاصة مبنيين مجاورين في حي أم الشرايط أحدهما تابع لجهاز المخابرات الفلسطيني والآخر لجهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية. وقالت مصادر إسرائيلية أن الجنود طلبوا عن طريق مكبر الصور ممن يتواجدون داخل المبنيين الخروج وتسليم أنفسهم، فخرج من كانوا بداخل المبنيين واعتقلتهم قوات الاحتلال زاعمة أنهم مطلوبون لها يستترون في تلك المباني. وبعد ذلك دخلت تلك قوات إلى المبنيين وأجرت تفتيشا واسعا وقالت أنها عثرت عبوة ناسفة وبنادق غير مسجلة لدى أجهزة الأمن الفلسطينية. يذكر أنه لم يقع إطلاق نار خلال الاقتحام. وقد اعتقلت قوات الاحتلال 50 فلسطينيا في مناطق مختلفة من الضفة الغربية خلال ليلة أمس وفجر اليوم.
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال عمليتها العسكرية كلاً من كمال جميل محمود أبو شنب، ونضال غانم، وكمال أبو سفاقة من محافظة طولكرم، وانس صلاحات من مدينة نابلس، وخليل يوسف الشلو، وأديب عفانة، وطارق العمواسي وعلاء العنكبوت، وشاب ملقب بـ'الغزال'، وآخر اسمه ثائر من سكان مدينة رام الله، بالإضافة إلى معين علاونة ، ورائد العرقاوي، من جنين والمحسوبين جميعهم على كتائب شهداء الأقصى واحد نشطاء الجبهة الشعبية والملقب بــ'أبو رعد البرغوثي'.
لا تقاطعوا السلطة
على صعيد آخر حثت رئيسة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) الغرب على الكف عن مقاطعة السلطة الفلسطينية في اعقاب اتفاق حركة حماس الحاكمة ومنافستها حركة فتح على تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقالت كارين كونينج ابوزيد المفوضة العامة لاونروا "حان الوقت لاظهار الشجاعة ... للتخلي عن سياسة العزلة وابدالها بمنهج أدعى للوصول الى السلام والاستقرار." وقالت في كلمة في دار تشاتام -وهو معهد ابحاث- في لندن "لن يحدث الا نتائج مفجعة اذا مضينا على الطريق الحالي القائم على عزل السلطة الفلسطينية وتسليح جانب على الاخر." وكانت الفصائل الفلسطينية المتناحرة اتفقت في مفاوضات في مكة بالسعودية الشهر الماضي على تشكيل حكومة وحدة وطنية أملا في حقن الدماء بين اتباعهم واعادة المعونات الغربية التي قطعت بعد ان جاءت حركة المقاومة الاسلامية حماس الى الحكم في انتخابات يناير كانون الثاني عام 2006 . والاتفاق لا يطالب الحكومة الجديدة بالاعتراف باسرائيل أو نبذ العنف ويشمل تعهدا مبهما باحترام وليس قبول اتفاقات السلام المؤقتة. ولا يلبي هذا مطالب رباعي الوساطة في الشرق الاوسط الذي يضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة.
وعبرت ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش بوضوح عن قلقها بشأن التعامل مع حكومة تضم حماس. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في الشهر الماضي في اشارة الى رفض حماس الاعتراف باسرائيل "كيف يحدث ان تجري محادثات بشأن السلام اذا كان طرف لا يقبل حق الطرف الاخر في الوجود." واختلفت روسيا مع شركائها في رباعي الوساطة عندما أبلغت خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس الذي زار موسكو في الشهر الماضي أنها ستحاول اقناع القوى الغربية برفع الحظر على المساعدات الى الحكومة التي تقودها حماس. ولم يظهر الاتحاد الاوروبي تراجعا عن مطالب رباعي الوساطة وإن كان أظهر مزيدا من المرونة أكثر من واشنطن أو اسرائيل. وقالت كارين ابوزيد إن هناك فلسطينيين ملوا الحرب. واضاف "هؤلاء هم الفلسطينيون الذين يجب ان نحتكم اليهم." واضافت قولها "والتخلي عن منهجنا المعادي سيعيد مصداقية المجتمع الدولي ويطمئن جميع الاطراف الى انه من الممكن تحقيق السلام بالسبل السلمية." وقالت كارين أبو زيد أيضا إن المانحين تعهدوا حتى الآن بدفع 17 مليون دولار فقط من المبلغ الذي اطلقت اونروا نداء عاجلا من أجل تدبيره للعام 2007 وهو 246 مليون دولار.