قوات الدعم السريع السودانية توافق على هدنة 24 ساعة

تاريخ النشر: 18 أبريل 2023 - 08:43 GMT
قوات الدعم السريع السودانية توافق على هدنة 24 ساعة

اكد قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو "حميدتي" الثلاثاء، موافقته على هدنة مدتها 24 ساعة بهدف ضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى، في رابع ايام المواجهات بين قواته والجيش، والتي خلفت اكثر من 180 قتيلا.

وكتب حميدتي في سلسلة تغريدات ان قواته وافقت على الهدنة عقب اتصالات مع وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن ودول "شقيقة وصديقة"، والتي دعت الى وقف مؤقت لإطلاق النار من اجل فتح مسارات امنة لعبور المدنيين واجلاء الجرحى.

ومن جانبه، نفى الجيش السوداني علمه بوجود تنسيق مع وسطاء دوليين حول مثل هذه الهدنة، واصفا الحديث عنها بانه ياتي في سياق محاولات قوات الدعم السريع "التغطية على الهزيمة الساحقة التي تكبدتها" في المواجهة الدائرة.

وسبق ان وافق الجانبان على وقف مؤقت لاطلاق النار يومي الأحد والإثنين، لكن لم يتم الالتزام بذلك بشكل كامل.

واتهم قائد قوات الدعم السريع الجيش السوداني بقيادة حليفه السابق عبدالفتاح البرهان بعدم الالتزام بالهدنة عبر توجيهها ضربات جوية داخل المناطق الماهولة، مضيفا انه بانتظار رد من بلينكن "لحسم خروقات الطرف الاخر".

وقال "ننتظر المزيد من المناقشات مع (بلينكن) حول سبل معالجة هذه الانتهاكات".

واشار حميدتي الى انه "ناقش القضايا الملحة" خلال الاتصال مع بلينكن، مضيفا انه سيكون هناك اتصال اخر "لمواصلة الحوار والعمل ..  من أجل بناء مستقبل أكثر إشراقا لشعوبنا".
 

اكثر من 185 قتيلا في معارك السودان

وادت المواجهات المندلعة منذ السبت بين قوات الدعم السريع والجيش الى مقتل اكثر من 185 شخص وجرح 1800 اخرين، بحسب ما افاد مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس.

ومن جانبه، ذكر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير بلينكن اجرى اتصالين مع حميدتي والبرهان اعرب خلالهما عن "قلقه البالغ" إزاء سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين في السودان، وحث الطرفين على وقف اطلاق النار.

وأضاف المسؤول أن بلينكن حمل الرجلين المسؤولية عن ضمان سلامة المدنيين، بما في ذلك الدبلوماسيين والعاملين الانسانيين، وذلك عقب تعرض قافلة دبلوماسية أميركية لإطلاق نار في السودان.

وكان بلينكن وصف اطلاق النار على القافلة التلي كانت ترفع العلم الاميركي بانها "غير مسؤولة" و"طائشة"، مؤكدا في الوقت نفسه ان ايا من افرادها لم يصب باذى.

ياتي ذلك فيما تواصلت الاشتباكات في الخرطوم، وخصوصا في محيط القصر الرئاسي وكذلك في أم درمان، وسط تحليق وقصف لطائرات الجيش على مقار قوات الدعم السريع فيهما.

وتسببت المعارك في اجبار المدنيين على التزام منازلهم وسط نقص حاد في مياه الشرب والغذاء، فيما قالت لجنة أطباء السودان المركزية ان معظم مستشفيات العاصمة ومرافقها الصحية اصبحت خارج الخدمة.

وكان الطرفان المتناحران تبادلا الاتهامات بالمسؤولية عن هذا التصعيد المفاجئ، والذي ياتي بعدما تاجل لمرتين توقيع اتفاق سلام بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ اطاحة الرئيس السابق عمر البشير في 2019.

وتعثر توقيع الاتفاقية التي كان يفترض ان تفسح الطريق لتشكيل حكومة مدنية، وذلك بسبب خلافات حول بند اساسي في اتفاق السلام يتعلق بشروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.

والدعم السريع هي قوة انبثقت عن ميليشيا الجنجويد التي كانت ذراع البشير الباطش لقمع التمرد في اقليم دارفور.