أكّد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أن الشعب السوداني وقواته المسلحة ماضية نحو النصر، مشدداً على أن قرار القيادة مغادرة مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، جاء نتيجة لما تعرضت له المدينة من تدمير ممنهج خلال المعارك الدائرة.
وقال البرهان، في كلمة متلفزة، إن "القوات المسلحة قادرة على قلب الطاولة وتحقيق النصر واستعادة الأراضي"، مضيفاً: "نحن عازمون على الاقتصاص لشهدائنا وتطهير البلاد من المرتزقة".
وجاءت تصريحات البرهان بعد ساعات من إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر، إثر حصار استمر أكثر من عام. ووفق مصادر عسكرية سودانية تحدثت لقناة الجزيرة، فإن الجيش السوداني أخلى مقر قيادة الفرقة بالمدينة لأسباب "تكتيكية".
ويمثل سقوط الفاشر، إن تأكد، حدثاً مفصلياً في مسار الحرب الدائرة، إذ يعني بسط قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على ولايات إقليم دارفور الخمس، ما يعمّق واقع الانقسام بين شرق البلاد الذي يهيمن عليه الجيش وغربها الخاضع للدعم السريع.
ومنذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان 2023، فشلت الوساطات الإقليمية والدولية في وقف الحرب التي أودت بحياة نحو 20 ألف شخص وشرّدت أكثر من 15 مليوناً، وفق تقارير أممية ومحلية، بينما قدّرت دراسة أعدّتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.
وفي ظل تدهور الأوضاع الإنسانية، دعت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في السودان، دينيس براون، قوات الدعم السريع إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الفاشر وتأمين ممرات آمنة للمدنيين. وقالت براون إن المدنيين يحاولون الفرار من المدينة عبر طرق "غير آمنة"، مشددة على ضرورة تسهيل وصول الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية.
بدورها، طالبت وزارة الصحة في إقليم دارفور الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرك العاجل لإنقاذ المدنيين، مؤكدة أن الفاشر تشهد "أسوأ كارثة إنسانية في العالم"، متهمة قوات الدعم السريع بارتكاب "مجازر بشعة وتصفية عرقية وقتل ممنهج وأعمال انتقامية" بحق السكان منذ يوم السبت الماضي.
وفي السياق، أعلنت مؤسسة أهلية سودانية، اليوم الاثنين، وصول 1117 نازحاً جديداً من الفاشر إلى منطقة طويلة في شمال دارفور، بسبب تصاعد العنف وانعدام الأمن، فيما أفادت منظمة الهجرة الدولية أمس الأحد بنزوح ما بين 2500 و3000 شخص جراء الاشتباكات الأخيرة.
كما دعا مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون الأفريقية، طرفي النزاع في السودان إلى قبول هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تمهيداً لوقف دائم لإطلاق النار وتهيئة الظروف أمام المساعدات الدولية.