قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الاثنين انه يجب على تركيا ان تفعل المزيد لتعزيز مكاسبها الديمقراطية وتحسين العلاقات المضطربة مع جيران مثل اسرائيل اذا كان لها أن تقوم بدور الضامن للاستقرار في الشرق الاوسط.
وكانت كلينتون تتحدث في المجلس الامريكي التركي في واشنطن وقالت ان "المعجزة التركية" شهدت زيادة حجم اقتصاد تركيا ثلاثة أمثاله خلال العقد المنصرم اذ فتحت الاصلاحات القطاعات السياسية والاقتصادية امام منافسة جديدة.
واستدركت بقولها انه يجب على انقرة ان تحرص على ضمان احترام حقوق الانسان واشراك الاقليات وصون الحريات الاعلامية.
وقالت في تصريحاتها المعدة "ان قدرة تركيا على تحقيق امكانياتها الكاملة يتوقف على عزمها على تعزيز الديمقراطية في الداخل وتشجيع السلام في الجوار."
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية ان كلينتون ألغت رحلة مقررة الى بريطانيا وتركيا يوم الاثنين بسبب اعتلال صحة والدتها.
وكان من المقرر ان تحضر كلينتون مؤتمرا عن أمن الانترنت في لندن يوم الثلاثاء ومؤتمرا اقليميا عن امن افغانستان في اسطنبول يوم الاربعاء.
وقد شهدت الولايات المتحدة وتركيا توسع العلاقات التجارية والدبلوماسية بينهما مع اضطلاع تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي بدور اقليمي بارز. ووافقت انقرة في سبتمبر ايلول على نشر نظام رادار للانذار المبكر في اراضيها لتيسير رصد اخطار الصواريخ القادمة من خارج اوروبا بما في ذلك من ايران.
وقامت حكومة رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان أيضا بدور مهم في التحالف الذي قاده حلف الاطلسي وساعد الثوار الليبيين على الاطاحة بمعمر القذافي وكان أردوغان منتقدا شديدا للحملة الدامية التي تشنها حكومة الرئيس السوري بشار الاسد على الاحتجاجات في سوريا المجاورة.
وقالت كلينتون إن النفوذ الجديد لتركيا اتاح لها فرصة لاظهار التحلي "بخصائص قيادة رشيدة" وحثت انقرة على العمل مع اسرائيل للتغلب على الخلافات بينهما بشأن سياسات إسرائيل المتصلة بالفلسطينيين وقتلها العام الماضي تسعة اتراك على متن سفينة نشطاء كانت متجهة الى غزة.
وقالت كلينتون "نشعر باستياء لتدهور العلاقات بين تركيا واسرائيل. ونحن مستمرون في حث البلدين كليهما على البحث عن فرص لاعادة هذه العلاقات المهمة الى مسارها."
واكدت على مساندة واشنطن لجهود الوساطة التي تقوم بها الامم المتحدة في قبرص حيث ردت تركيا بغضب على قيام شركة نوبل انرجي الامريكية باعمال حفر في مياه تقول انها تخص شمال قبرص الذي تسانده تركيا ولكنها تلقى اعترافا على نطاق واسع بانها تخص الحكومة القبرصية.
وقالت "اننا نعترف بحق جمهورية قبرص في التنقيب عن الموارد الطبيعية في منطقتها الاقتصادية الخالصة بما في ذلك المساعدة من شركة نوبل انرجي الامريكية لكننا نتطلع الى ان ينتفع الجانبان من مواردهما المشتركة في اطار اتفاق عام."
وشددت كلينتون على ان واشنطن ستواصل مساندة انقرة في مكافحتها المتمردين الانفصاليين من حزب العمال الكردستاني وان الولايات المتحدة تأمل ان تحقق تركيا يوما هدفها الذي طال تأجيله بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
واضافت "تقليص التوترات مع الجيران وزيادة الاستقرار في الجوار هو السبيل الى تعزيز النمو والنفوذ."
وقالت "ان زعماء تركيا يدركون هذا لكن ترك الماضي خلف ظهورنا وتحقيق المستقبل الذي تستحقه تركيا يتطلب اتخاذ قرارات جريئة وارادة سياسية قوية."