دعا رئيس حزب المحافظين البريطاني المعارض مايكل هاورد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بقبول تشكيل لجنة للتحقيق في صحة التقارير الخاصة باسلحة دمار شامل العراقية كما دعاه روبن كوك للاعتراف بالخطأ.
وطالب هاورد في تصريح لمحطة (جيم تي في) التلفزيونية بلير بالاحتذاء بحذو الرئيس الاميركي جورج بوش في قبول تشكيل هذه اللجنة حتى لا يواجه العزلة. وقال "اعتقد ان الكل يعلم الآن ان هناك خطأ وقع في هذه التقارير الاستخباراتية وانه ما يثير الاهتمام في هذه الامر ان الرئيس الاميركي جورج بوش قرر تشكيل لجنة للتحقيق في هذا الامر ونحن نحتاح الى تشكيل مثل هذه اللجنة". واكد اهمية التحقيق والتدقيق في نوعية هذه التقارير الاستخبارية وكيف استخدمت قائلا "نحن لا ندري متى ستأتي الينا الدعوات للتدخل عسكريا لحل ازمة معينة و لاشك ان الاجهزة الاستخباراتية و تقاريرها ستلعب دور مهم في هذه الظروف فلذا نحتاج ان نكون واثقين من كفاءة تقاريرنا و معلوماتنا الاستخباراتية".
من جهته دعا وزير الخارجية العمالي السابق روبن كوك الحكومة البريطانية الى التخلي عن "موقفها المحرج" بسبب تمسكها بالتقارير الاستخباراتية المثيرة للجدل حول العراق وطالبها بالاعتراف بان تلك التقارير كانت خاطئة كما فعلت الولايات المتحدة. وفي مقابلة مع محطة (اي تي في) التلفزيونية البريطانية قال كوك ان رئيس الوزراء توني بلير قد اصبح في موقف قوي عندما اكد اللورد هوتون رئيس لجنة التحقيق في مقتل خبير الاسلحة ديفيد كيلي في تقريره مصداقية بلير في القضية ودعا في هذا الاطار بلير لان يستغل تلك الفرصة للاعتراف بخطأ التقارير الاستخباراتية التى دفعت نحو الحرب ضد العراق. وقال كوك الذي استقال من منصبه كزعيم للاغلبية في مجلس العموم احتجاجا على قرار الحكومة بخوض الحرب على العراق انه كلما ماطلت الحكومة في الاعتراف بالخطأ كلما ازداد الجدل حول القضية متسائلا "لماذا لا يواجهون الواقع ويعترفون بالخطأ". واضاف ان اللورد هوتون برأ بلير من تهمة الكذب في مسألة التورط في تسريب اسم الدكتور كيلي الى الصحافة على انه مصدر تقرير مثير للجدل حول العراق وقال "انا شخصيا لم اشتبه في ان بلير قد كذب في قضية كيلي ودائما كنت مؤمن بان ما قام به كان بدافع الاخلاص..اعتقد ان من الحكمة ان يستغل بلير موقفه القوى لاعادة الامور الى نصابها". وقال "لا اعتقد ان بالامكان طمس معظم الادلة اذ ان من الزيف التظاهر بان مجموعة البحث عن اسلحة الدمار الشامل في العراق ستواصل مهامها هناك وننتظر تقريرها النهائي .. الخنازير لا تطير وكذلك اسلحة الدمار الشامل لن يتم العثور عليها". واشار الى ان الادارة الاميركية تقبلت الامر بان التقارير الاستخباراتية كانت خاطئة قائلا "عندما يرى بلير ان حليفه الرئيسي في الحرب يعترف بان الادلة كانت خاطئة وانه لا يوجد تهديد حقيقي من العراق فلا اعتقد ان هناك ما يبرر استمرار بلير في الانكار". وحذر كوك من ان الخطر الذي ستواجه الحكومة هو انه اذا ما استمرت في انكار الحقائق فعندها ستتعرض مصداقيتها للزعزعة ولن تكون لها بعد ذلك مصداقية في اية قضية اخرى.
يذكر ان قبول الرئيس الاميركي جورج بوش بتشكيل لجنة تحقيق بشان المعلومات الاستخباراتية حول اسلحة الدمار الشامل العراقية قد زادت من حجم الضغوط السياسية التى يتعرض لها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في هذه القضية