قتل 20 مدنيا على الاقل السبت في عمليات قصف بقاذفات صواريخ غراد على احد احياء ماريوبول بحسب وزارة الداخلية الاوكرانية، في أول هجوم على هذا المرفأ الاستراتيجي وآخر مدينة كبيرة بشرق اوكرانيا ما تزال تحت سيطرة كييف.
ودعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري روسيا الى وقف دعمها للانفصاليين في اوكرانيا "فورا"، في اعقاب الهجوم.
وقال خلال زيارة الى مدينة زيوريخ السويسرية "ندعو روسيا الى انهاء دعمها للانفصاليين فورا واغلاق الحدود الدولية مع اوكرانيا وسحب جميع الاسلحة والمقاتلين والدعم المالي"، معربا عن ادانته للهجوم "المروع" على ماريوبول.
وأعلن احد قادة الانفصاليين الاوكرانيين الموالين لروسيا عن بدء هجوم واسع على مدينة ماريوبول الساحلية التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي للانباء عن القائد الانفصالي لمنطقة دونيتسك الكسندر زاخارتشينكو قوله "اليوم (امس) بدأنا هجوما على ماريوبول وسيكون هذا افضل تكريم ممكن لجميع الذين قتلوا".
واعلنت وزارة الداخلية الاوكرانية في وقت سابق، في بيان "ان خمسة عشر شخصا قتلوا و46 اصيبوا بجروح بينهم طفلة في الثانية عشرة من العمر"، فيما اشارت حصيلة سابقة للسلطات المحلية الى سقوط عشرة قتلى.
وهذه المدينة الصناعية المقدر تعدادها السكاني بنحو نصف مليون نسمة والواقعة على ضفاف بحر ازوف والتي ستؤدي السيطرة عليها الى اقامة جسر بري بين روسيا وشبه جزيرة القرم الاوكرانية التي ضمتها موسكو في آذار(مارس) الماضي، بقيت حتى الآن في منأى عن المعارك التي تندلع بشكل متفرق في جوارها.
وافادت قيادة القوات الاوكرانية في بيان عن مقتل جندي واصابة آخر في اطلاق نار على حواجز اوكرانية بالقرب من ماريوبول.
ويسجل الهجوم الدامي على حي مكتظ بالسكان بعد بضعة أيام من انسحاب الجيش الاوكراني من مطار دونيتسك الموقع الذي ينطوي على اهمية رمزية كبيرة، منعطفا نفسيا في النزاع الذي اسفر عن سقوط اكثر من خمسة آلاف قتيل في خلال تسعة اشهر.
وبدا على صور نشرتها مواقع محلية نيران ودخان اسود ينبعث فوق حي مكتظ بالسكان.
واوضح الجيش الاوكراني ان انها "نيران اطلقت من مواقف المتمردين باستخدام قاذفات صواريخ غراد على الحي الشرقي في ماريوبول"، وان منازل دمرت من جراء ذلك. كما اصيب احد الاسواق بحسب بلدية ماريوبول.
واضافت قيادة العملية العسكرية الاوكرانية في الشرق في بيان "ان المتمردين لا يريدون السلام وينفذون اوامر الكرملين من اجل تصعيد الوضع في دونباس"، الحوض المنجمي الذي يشهد منذ نيسان/ابريل تمردا مواليا لروسيا.
وحمل سكرتير مجلس الأمن القومي الاوكراني اولكسندر تورتشينوف السبت ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحمل "شخصيا مسؤولية" هذه المأساة.
ونفى المتمردون مسؤوليتهم عن عمليات القصف هذه بعد ان توعد "رئيس" جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد الكسندر زخارتشنكو بالامس بالسيطرة على كل منطقة دونيتسك التي تتبع لها ماريوبول.
وذكرت وكالة الانباء الرسمية في جمهورية دونيتسك نقلا عن "مسؤول عسكري" انفصالي "ان المقاتلين لم يفتحوا النار على ماريوبول ناهيك عن الاحياء المأهولة".
وندد هذا المسؤول بـ"استفزاز" القوات الامنية التابعة لكييف مؤكدا ان المتمردين يسيطرون على مدينة نوفوازوفسك الساحلية الواقعة على بعد 40 كلم الى شرق ماريوبول لكنهم ليسوا في وضعية الهجوم.
واكدت بلدية ماريوبول ايضا ان المدينة ليست عرضة الان "لهجوم معاد".
وقالت البلدية "لم يرصد اي تحرك عسكري في جوار المدينة" محاولة طمأنة السكان.
وقال ادوارد وهو رجل اعمال في ال32 من عمره لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف "الجميع تحت تاثير الصدمة. الهواتف النقالة لا تعمل ولا نستطيع الاتصال باقارب يقيمون في الحي الذي تعرض للقصف".
واضاف ان "المتمردين سيطروا على مطار دونيتسك والان يقصفون ماريوبول"، مشيرا الى النكسة التي مني بها الجيش الاوكراني الذي اضطر للانسحاب من مطار دونيتسك بعد معارك استمرت عدة اشهر.
ومنذ بداية الاسبوع تتحدث كييف عن دخول وحدات روسية الى الاراضي الاوكرانية وعن هجمات واسعة على مواقع الجيش الاوكراني.
لكن روسيا التي تواجه عقوبات غربية فرضت عليها لدورها في الازمة الاوكرانية، تنفي بشكل قاطع اي ضلوع في شرق اوكرانيا وتطرح نفسها كوسيط في النزاع.
ودعا الاتحاد الأوروبي الجمعة موسكو الى التوقف عن دعم المتمردين الموالين لها في شرق اوكرانيا بعد اعلانهم انهم عازمون على شن هجوم واسع على قوات كييف.
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الى عدم اضاعة المزيد من الوقت معربة عن اسفها لسقوط العديد من الضحايا المدنيين في الايام الاخيرة.
حلف شمال الأطلسي القوات الروسية تدعم الهجوم
وقال حلف شمال الأطلسي إن القوات الروسية تدعم هجوما للمتمردين في شرق أوكرانيا بصواريخ متطورة وطائرات بلا طيار وطالب موسكو بوقف دعمها.
وقال الأمين العام لحلف الأطلسي ينس شتولتنبرج إن القتال في شرق أوكرانيا تصاعد بشكل حاد مع وجود مايشير إلى شن الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا هجوما على نطاق واسع على عدة مواقع في منطقتي دونيتسك ولوجانسك بالإضافة إلى ماريوبول.
وقال في بيان "هذا استخفاف كامل بوقف إطلاق النار.
"القوات الروسية في شرق أوكرانيا تدعم هذه العمليات الهجومية بأنظمة قيادة وتحكم وأنظمة دفاع جوي بصواريخ أرض جو متطورة وطائرات بلا طيار وأنظمة متطورة لإطلاق صواريخ متعددة وأنظمة حرب الكترونية.
"أحث بقوة روسيا على وقف دعمها العسكري والسياسي والمالي للانفصاليين والكف عن زعزعة استقرار أوكرانيا واحترام التزاماتها الدولية."
وتنفي روسيا وجود قوات لها في شرق أوكرانيا.
ودعت لاتفيا بوصفها الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي وزراء خارجية الاتحاد لعقد اجتماع غير عادي لبحث الموقف.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك على تويتر إنه أجرى اتصالا هاتفيا عاجلا مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو لبحث ما يتعين على المجتمع الدولي القيام به في مواجهة أعمال العنف المتزايدة.
وأردف قائلا على تويتر"من جديد الاسترضاء يشجع المعتدي على زيادة أعمال العنف.حان الوقت لتصعيد سياستنا القائمة على الحقائق الملموسة وليس الأوهام."
ولم يحدد تاسك ماالذي يشير إليه. وتاسك رئيس وزراء سابق لبولندا وهو متشدد تجاه روسيا.
لكن منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني والتي تعتبر من الحمائم تجاه روسيا اقترحت في مذكرة هذا الشهر إمكان أن تبدأ حكومات الاتحاد الأوروبي محادثات مع روسيا من جديد بشأن الدبلوماسية العالمية والتجارة وقضايا آخرى إذا نفذت موسكو اتفاقية مينسك للسلام لانهاء الصراع في أوكرانيا.
وقوبلت مقترحاتها بتشكك من بعض دول الاتحاد الأوروبي التي تخشى أن تبعث هذه المقترحات برسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن عزيمة الاتحاد الأوروبي تضعف.
ولكن موغيريني قالت في بيان السبت إن تصعيد الصراع في أوكرانيا بشكل أكبر "سيؤدي حتما إلى مزيد من التدهور الخطير في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا."