كشفت صور أقمار اصطناعية، كيف قامت قوات الدعم السريع بإخفاء أدلة لعشرات المجازر التي ارتكبتها في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان.
وكشف تقرير حديث صادر عن مختبر البحوث الإنسانية التابع لكلية ييل للصحة العامة، أن المجازر الجماعية التي قامت بها قوات الدعم السريع استهدفت المدنيين الذين حاولوا الفرار من المدينة، ولجأوا إلى حي "الدرجة الأولى" القريب من وسط الفاشر.
وأكد التقرير أن قوات الدعم السريع بعد ارتكاب عشرات المجازر بحق المدنيين، انخرطت في حملة ممنهجة استمرت أسابيع عديدة لتدمير آثار القتل الجماعي من خلال دفن وحرق ونقل رفات بشرية على نطاق واسع، وأن هذه الحملة لا تزال مستمرة.
واستند التقرير إلى عدد من الأدلة من خلال صور الأقمار الاصطناعية؛ حيث حدد 150 أثرا تتطابق مع رفات بشرية في الفاشر ومحيطها، كما سجل "ما لا يقل عن 20 حالة حرق" أجسام.
وأوضح أنه في غضون شهر، اختفى ما يقرب من 60 من تلك الآثار، بينما ظهرت 8 مناطق حفر قرب مواقع القتل الجماعي لا تتوافق مع ممارسات الدفن المدنية، مقدرا عدد القتلى بعشرات الآلاف.
وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال، غرب، جنوب) منذ أسابيع اشتباكات ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسببت في نزوح عشرات آلاف السودانيين.
وتسيطر قوات الدعم السريع على كل مراكز ولايات دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.
ومنذ أبريل/نيسان 2023 تحارب قوات الدعم السريع الجيش السوداني، بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، مما تسبب بمجاعة ومقتل عشرات آلاف السودانيين ونزوح نحو 13 مليونا.
المصدر: وكالات

