كيف تستقبل غزة العام الجديد..سيناريو قاتم يرسم ملامح 2026

تاريخ النشر: 31 ديسمبر 2025 - 07:52 GMT
_

وسط مشهد إنساني بالغ القسوة، لا يزال قطاع غزة يرزح تحت تداعيات حرب مدمرة طالت مختلف مناحي الحياة، وأبقت أكثر من مليوني فلسطيني عالقين في الخيام، بانتظار حلول سياسية واجتماعية وإنسانية قد يحملها عام 2026، في ظل استمرار سياسات الحصار والقيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي.

فعلى الصعيد الصحي، تتفاقم معاناة الجرحى والمرضى في ظل القيود المشددة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على السفر والتحويلات الطبية وإدخال الأدوية والمستلزمات العلاجية. وتشير التقديرات إلى أن العام الجديد قد يبدأ بأزمة صحية غير مسبوقة، إذ يزيد عدد الجرحى على 170 ألفًا، بينهم أكثر من 19 ألف حالة تحتاج إلى تأهيل طويل الأمد، إضافة إلى 4800 حالة بتر، و1200 حالة شلل، و1200 حالة فقدان بصر. كما يواجه نحو 22 ألف مريض خطرًا حقيقيًا على حياتهم بسبب الحاجة العاجلة للعلاج خارج القطاع، من بينهم 5200 طفل، إلى جانب 12 ألفًا و500 مريض سرطان مهددين بالموت.

وفيما يتعلق بمعبر رفح، فإن بقاءه مغلقًا أو مقيد الحركة بفعل الاحتلال الإسرائيلي ينذر باستمرار معاناة عشرات آلاف العالقين من مرضى وطلبة وأصحاب إقامات، بينهم 17 ألف مريض أنهوا تحويلاتهم الطبية دون القدرة على السفر، ليظل المعبر أداة ضغط سياسي لا ممرًا إنسانيًا.

أما أزمة الأدوية وتأهيل المستشفيات، فتشير بيانات وزارة الصحة إلى أن نحو 350 ألف مريض مزمن مهددون بفقدان علاجهم، في وقت باتت فيه 38 مستشفى و96 مركزًا صحيًا مدمرة أو خارجة عن الخدمة، نتيجة 788 اعتداء نفذها الاحتلال الإسرائيلي. ومع استمرار هذا الواقع، يُتوقع أن تبقى المنظومة الصحية في 2026 عند حدود الإسعاف والطوارئ فقط، دون القدرة على تقديم تخصصات أو عمليات نوعية أو علاج مستدام.

وفي ملف الإيواء، تعيش نحو 288 ألف أسرة بلا مأوى، فيما باتت 125 ألف خيمة مهترئة وغير صالحة للاستخدام، في وقت يمنع فيه الاحتلال الإسرائيلي إدخال نحو 300 ألف خيمة وكرفان، ما يعني استمرار النزوح المفتوح، وتحول ما كان يفترض أن يكون وضعًا مؤقتًا إلى واقع اجتماعي دائم إذا لم يُكسر الحصار.

وتكشف أرقام البنية التحتية عن دمار هائل، إذ دمّر الاحتلال الإسرائيلي قرابة 3 ملايين متر طولي من الطرق، و700 ألف متر من شبكات المياه، ومثلها من شبكات الصرف الصحي، بينما بلغت خسائر قطاع النقل نحو 2.8 مليار دولار، ما أدى إلى انهيار خدمي شامل شلّ الإسعاف والإغاثة والتنقل بين محافظات القطاع.

وفي ظل سياسة التجويع المستمرة، يواجه نحو 650 ألف طفل خطر الموت جوعًا، فيما يعاني 40 ألف رضيع من نقص حاد في الحليب، بالتوازي مع منع الاحتلال الإسرائيلي دخول 61% من شاحنات المساعدات. ويحذر مختصون من أن المجاعة وسوء التغذية قد تتحول في عام 2026 من خطر داهم إلى واقع دائم إذا لم تُفتح المعابر.

ولا تزال عودة النازحين إلى مناطقهم شبه مستحيلة، إذ يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على 53% من مساحة قطاع غزة، ويعيش أكثر من 1.5 مليون نازح دون القدرة على العودة إلى منازلهم، في ظل غياب أي انسحاب كامل أو ضمانات دولية.

كما يبرز ملف انتشال الشهداء كجرح مفتوح، مع بقاء نحو 9500 مفقود تحت الأنقاض، واحتجاز الاحتلال الإسرائيلي 2450 جثمانًا سُرقت من المقابر.

وفي المجال التعليمي، يُحرم نحو 785 ألف طالب من التعليم للعام الثالث على التوالي، بعد تضرر 95% من مدارس القطاع، ما ينذر بكارثة تربوية طويلة الأمد تهدد مستقبل جيل كامل.