اللاجئون السوريون يختارون ركوب البحر بحثا عن ملجأ أفضل

تاريخ النشر: 13 أكتوبر 2013 - 01:10 GMT
لاجئة سوريا مع طفلها بانتظار المعونات في بلغاريا.
لاجئة سوريا مع طفلها بانتظار المعونات في بلغاريا.

 

ثمة امرأتان سوريتان، تحملان طفلين نائمين، وتجلسان أمام مكاتب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين وإنقاذ الطفولة. وكانت عائلات أخرى تخيم في الخارج، إضافة إلى خيم تم تشييدها على عجل، وطوابير تقف أمام الهاتف للاتصال مع الوطن لدقيقة واحدة فقط، ناهيك عن الدعوات الجماعية، من أجل أن تفتح تلك البوابات المغلقة أمامهم.ومنذ بدء العام الجاري، وصل 6000 لاجئ سوري إلى شاطئ جزيرة صقلية، منهم 500 فقط وصلوا مساء الجمعة الماضية، في بلدة سيراكوز، وتوفيت امرأة خلال الرحلة. وبخلاف العديد من الأفارقة، الذين جاؤوا من دول جنوب الصحراء الكبرى، لم يكن لدى السوريين أية مشكلة في تقديم بصمات أصابعهم. وكان الأفارقة يرون في إيطاليا محطة، خلال رحلتهم إلى الوجهة التي يريدونها، وليس لديهم نية الاستقرار هناك. لكنّ السوريين لا يعرفون شيئا عن هذه العملية، وليس لديهم أقارب قاموا بها من قبل، وهم يأملون بوضع اللجوء هنا. ويحتل السوريون الجناح الأخير من مركز اللجوء هذا، وهو الأكثر بعدا عن المدخل. وداخل غرف مسبقة الصنع، كانت هناك أغطية من النايلون الشفاف، في حين كانت الأرض المبلطة مليئة بزجاجات الماء الفارغة، حيث يحصل الجميع هنا على قطعة من الصابون، وفرشاة أسنان.

ووسط كل ذلك، حيث يتم تقديم بعض الأطعمة، كان سليم يروي قصته بواسطة هاتفه النقال، وكان موظفو الشؤون الاجتماعية ينظرون إلى صور الجثث الميتة والمنازل المدمرة، الظاهرة على شاشات التلفزيون. وقال سليم «هربت عندما قام أحد القناصة بقنص صديقتي». وأضاف «كنا نمشي معاً في منتصف دمشق، عندما وقعت إلى جانبي، من دون أن تقول كلمة واحدة، لقد أطلقوا الرصاص عليها من سطح أحد المنازل، وعندها أدركت أنه لم يبقَ أي شيء يمكن البقاء من أجله».

معاملة خاصة للسوريين

على الرغم من أن الصوماليين والإريتريين لايزالون مجمعين هنا، إلا أن السوريين يتم نقلهم بسرعة إلى مراكز استقبال أخرى، في جزيرة صقلية الرئيسة. وفي بلدة تراباني، هناك أكثر من 100 مهاجر، تم وضعهم في مركز رياضي، في حين أنهم في بلدة بورتو بالو، تم إنزالهم في سوق سمك سابقا. وفي مدينة ساركوز التاريخية، الواقعة على الساحل الشرقي، ثمة قلق بشأن المكان الذي يمكن نقلهم إليه. وقال جوليا فوغين، من وكالة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة «نحن بحاجة إلى المزيد من الأمكنة، وعلينا تسريع وتيرة اللاجئين إلى مراكز أخرى، إنه قرار مهم، لأن مزيدا من اللاجئين يطلبون اللجوء، وبعبارة أخرى ستحتاج جميع البلديات الإيطالية أن تكون مستعدة لتقبل اللاجئين».

ووصل هذا العام 26 ألف لاجئ، حتى الآن عبر البحر، حيث يتزايد العدد نتيجة هرب هؤلاء من المناطق المشتعلة. وهذا الرقم يعادل ضعفي ما كانت عليه الحال العام الماضي. ومن بين هؤلاء اللاجئين كان هناك الطفلان الليبيان ميهاري، وتيسفيت، اللذان شاهدا من الأهوال ــ خلال فترة وجيزة ــ أكثر مما شاهده كثيرون طيلة حياتهم. وقال تيسفيت «تم خطفي، وتعين عليّ جمع المال من أقربائي، وقال لي الخاطفون إنه إذا لم تدفع عائلتي ما يطلبونه من فدية، فإنهم سيبيعون كليتي وكبدي، وسيدفنوني هناك»، لقد شهدا العنف في الصحراء، في السجون الليبية. وأضاف «أنهم عنصريون، لقد ضربوني بوحشية وجلدوني، فأنا لا أساوي شيئا بالنسبة لهم»، وبعد هذه المحنة كان مبلغ 500 دولار كافياً للهرب من السجن، ومحاولة العبور إلى جزيرة لامبادوسا الإيطالية، وقالت الدكتورة أنجيلياى ماريا كالاري من مركز اللاجئين «إنه أمر مثير للصدمة، إذ إن العديد من اللاجئين تبدو عليهم علامات التعذيب».

وعلى الرغم من هول المعاناة، التي تعرض لها اللاجئون، إلا أنك يمكن أن تسمع أطفالا يغنون «بابا جابلي بلون»، كما يمكن مشاهدة أطفال آخرين يلعبون كرة القدم، من ضمن 490 لاجئاً موجودين هنا في المركز، 60 منهم من القصر، و30 من هؤلاء ليس معهم مرافقون من ذويهم. وقالت الخبيرة النفسية ليليان بيزي «يغادر الأطفال بلادهم وهم في حالة فقر شديد، كما أن ذويهم ليست لهم القدرة على إبقائهم هناك».