اندلعت أعمال احتجاج للّيلة الثانية على التوالي خلال الاحتجاجات التي يشهدها لبنان، إذ أصيب العشرات بعدما استخدمت قوات الأمن الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
ووفق فرانس24 إن قوى الأمن اعتقلت ما لا يقل عن 50 شخصا، وتم تسجيل عدد من الإصابات بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب، في حين أكد محامون في لبنان أن عدد الموقوفين تجاوز المئة. وعاد الهدوء إلى شوارع بيروت بعد ليلة جديدة من الاحتجاجات العنيفة.
أكد محامون في لبنان، أن القوى الأمنية تحتجز مئة شخص على الأقل ممن شاركوا في الليلتين الأخيرتين في تحركات غاضبة في بيروت استهدف بعضها المصارف.
#مقال #من_زاوية_أخرى
— من زاوية أخرى (@AlhurraOpEd) January 16, 2020
استهداف المصارف بحركة الاحتجاجات يعني استهداف للموقع الذي أراده "حزب الله" للنظام السياسي اللبناني. كيفما سددت في لبنان، ستصيب طلقاتك "حزب الله" ـ حازم الأمينhttps://t.co/Ir887MZn0k
وشهدت بيروت ليل الثلاثاء مواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية تسببت بسقوط جرحى من الطرفين، تخللها إقدام محتجين في شارع الحمرا على تكسير واجهات عدد من المصارف وتخريب أجهزة الصراف الآلي، للتعبير عن غضبهم من القيود المصرفية المشددة. وإثر ذلك، أعلنت قوات الأمن توقيفها "59 مشتبها به في أعمال شغب واعتداءات".
وتجددت ليل الأربعاء المواجهات، إثر تظاهر المحتجين أمام مقر قيادة شرطة بيروت، مطالبين بإطلاق سراح المحتجزين من الليلة السابقة. واستخدمت قوات الأمن القوة لتفريق المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة، واعتقلت عددا منهم، وفق ما أكد ناشطون ومحامون من دون أن يصدر أي بيان رسمي عن عددهم.
رفيف تتحدث عن الضرب الذي تعرضت له. سلامتك ❤️#لبنان_ينتفض#اسبوع_الغضٰب pic.twitter.com/eKKiN4YfP3
— joujou shayah (@joujouty123) January 16, 2020
وأحصى الصليب الأحمر اللبناني إصابة 47 شخصا بجروح، تم نقل 37 منهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج. ولم يسلم عدد من المصورين والصحافيين من التعرض للضرب، بعضهم أثناء قيامهم ببث مباشر على القنوات المحلية.
وبحسب إحصاءات للجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين، اطلعت وكالة الأنباء الفرنسية على نسخة منها، تحتجز القوى الأمنية حاليا 101 موقوفا، 56 منهم ضمنهم خمسة قاصرين تم توقيفهم ليل الأربعاء، بالإضافة إلى 45 آخرين ما زالوا موقوفين منذ الثلاثاء.
وكتب المدير التنفيذي للمفكرة القانونية، منظمة غير حكومية، المحامي نزار صاغية في تغريدة الخميس "مجموع الموقوفين مئة. إنه جنون".
ودعا محامو الدفاع عن المتظاهرين إلى وقفة احتجاجية ظهر الخميس "رفضا للتوقيفات التعسفية.. وانتصارا للحق بالتظاهر" أمام قصر عدل بيروت.
ودعا أساتذة في الجامعة الأمريكية في بيروت إلى وقفة مماثلة أمام جامعتهم رفضا "لاستعمال القوى الأمنية للعنف وقمع المتظاهرين السلميين، وتضامنا مع كافة الموقوفين في المخافر من جميع الأعمار والجنسيات خصوصا تلاميذ جامعتنا الذين كانوا يتظاهرون ويعتصمون سلميا".
اعتصام لنساء من اجل لبنان امام منزل ريا الحسن في وادي ابو جميل https://t.co/DA1jA3ln3C
— LebanonFiles (@lebfiles) January 16, 2020
احتجاجات مستمرة
ومنذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، خرج مئات الآلاف من اللبنانيين إلى الشوارع والساحات وقطعوا الطرق احتجاجا على أداء الطبقة السياسية التي يتهمها المتظاهرون بالفساد ويحملونها مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي وعجزها عن تأهيل المرافق وتحسين الخدمات العامة الأساسية.
وتسببت الاحتجاجات باستقالة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، ومن ثم تكليف حسان دياب بتشكيل حكومة إنقاذية، تعهّد أن تكون مصغرة ومن التكنوقراط.
ويضع دياب، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية الخميس، اللمسات الأخيرة على صيغة حكومية يعتزم تقديمها قريبا إلى رئيس الجمهورية ميشال عون.
من امام مجلس النواب الان #لبنان__ينتفض #اسبوع_الغضب pic.twitter.com/L0RNmtcB2g
— الثورة News (@thawranewslb) January 16, 2020
ويطالب المتظاهرون بتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن تضع خطة إنقاذ للاقتصاد المتداعي. وخسر عشرات آلاف اللبنانيين وظائفهم أو جزءا من رواتبهم جراء أسوأ أزمة اقتصادية في البلاد في تاريخها الحديث.
طلاب #الجديدة انتقلوا الى مدرسة #الحكمة لحث الطلاب على المشاركة معهم في التظاهرة.✌?#لبنان_ينتفض #اسبوع_الغضب pic.twitter.com/i52kL3UO5m
— الثورة News (@thawranewslb) January 16, 2020
وتشهد المصارف بشكل شبه يومي إشكالات بين الزبائن الذين يريدون الحصول على أموالهم وموظفي المصارف العاجزين عن تلبية رغباتهم. كما لم يعد ممكنا تحويل مبالغ مالية إلى الخارج إلا في حالات محددة.
وفيما لا يزال سعر الصرف الرسمي مثبتا على 1507 ليرات مقابل الدولار، لامس الدولار عتبة 2500 ليرة في السوق الموازية، التي ظهرت في الصيف للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين.