لغز اختفاء عسكري

تاريخ النشر: 07 مارس 2007 - 12:12 GMT

بدات قضية اختفاء المسؤول المخابراتي الايراني السابق على رضا العسكري بالتفاعل على اكثر من صعيد ففيما رجحت اسرائيل فرضية هروبه الى دولة غربية قالت ايران انه قد يكون اختطف لمعلوماته عن حزب الله.

اسرائيل: هرب

صرح رئيس سابق لجهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) داني ياتوم الاربعاء ان الجنرال الايراني السابق علي رضا عسكري الذي فقد اثره في تركيا فر الى الغرب على الارجح "وربما الى الولايات المتحدة".

وقال ياتوم الذي ترأس الموساد من 1996 الى 1998 ويشغل مقعدا في البرلمان عن حزب العمل حاليا لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان "علي رضا عسكري فر على الارجح الى الغرب وربما الى الولايات المتحدة".

واضاف "اذا انتقل الى الولايات المتحدة فهناك احتمال ان تنقل الى اسرائيل عاجلا او آجلا المعلومات التي يمكن ان يقدمها" الى الاميركيين. وتابع ان عسكري "كان له دور رئيسي خلال سنوات في لبنان بصفته قائدا في حراس الثورة ويعرف الكثير عن رون اراد".

واسقطت طائرة اراد فوق جنوب لبنان عام 1986 واعتقله عناصر من حركة امل الشيعية المؤيدة لسوريا قبل ان يفقد اثره بعد ذلك. وتتهم اسرائيل ايران بانها تبقي اراد في احد سجونها وهو ما تنفيه طهران.

وامس، قال ضابط العمليات المتقاعد في "الموساد" غاد شيمرون ان "عمليات الخطف أسلوب عفاه الزمن بعد الحرب الباردة"، مرجحاً أن يكون عسكري "فر إلى الأميركيين".

ايران: خطف

في المقابل، تحدثت مصادر إيرانية عن استمرار وجود عسكري في تركيا متهمة استخبارات غربية باحتجازه للحصول على معلومات قد تكون لديه.

وقال قائد الشرطة الإيرانية الجنرال اسماعيل احمدي مقدم ان عسكري (63 سنة) كان في زيارة خاصة لتركيا التي قدم إليها من دمشق، ومن الممكن ان يكون "خطف على ايدي اجهزة استخبارات غربية بسبب خبراته السابقة في وزارة الدفاع". وأضاف :"فُقد بعد ثلاثة أيام من إقامته في تركيا. وتظهر تحقيقات الشرطة انه لم يغادر أراضيها"، ولا أدلة على أنه توفي أو نقل الى أي من المستشفيات التركية.

وانتشرت فرضيات عدة في ايران عن مصيره. وقال مستشار مركز الشرق الوسط للدراسات ما شاءالله شمس الواعظين "إن فرضية الحرس الثوري عن خطفه مطروحة، وهناك احتمال أن يكون ذهب إلى الخارج بإرادته لاجئاً إلى دولة ما، او أن يكون تعرض لحادث ولم يعثر على جثته".

وأوردت وسائل الإعلام التركية أنه اختفى بعدما نزل في فندق في اسطنبول في 7 شباط/فبراير. ونقلت صحيفة "ميلييت" عن مسؤولين في الاستخبارات والشرطة التركية ان عسكري يعارض الحكومة الايرانية ولديه معلومات عن "منظومة الأمن الإيرانية والبرنامج النووي".

تركيا: تحقق

وأعلنت وزارة الداخلية التركية أمس بدء تحقيق في الأمر. غير ان مسؤولاً في وزارة الخارجية التركية قال: "بالنسبة إلينا هو شخص ايراني عادي مفقود".

وقالت اسرائيل إن عسكري كان رجل ارتباط مع" حزب الله" و"منظمات ارهابية" في العالم، بينما وصفته وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية بأنه موظف متقاعد في وزارة الدفاع ونائب وزير الدفاع السابق علي شمخاني الذي تولى هذا المنصب في عهد الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي.

وأمس نقلت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عن تقرير لمراسل "الدايلي تلغراف" البريطانية "أن بعثة استخبارية إيرانية وصلت إلى تركيا للتحقيق في ظروف اختفائه، بينما تناقلت وكالات الأنباء اتهامات إيران للاستخبارات الاسرائيلية "الموساد" ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إي" بالمسؤولية عن اختفائه". وكتب المراسل ان عسكري كان مسؤولاً عن وحدة عملانية خاصة في وزارة الدفاع الإيرانية، إلى تنظيم العلاقات بين أجهزة الأمن الإيرانية و"حزب الله".

ونشرت "معاريف" أن عسكري "من الممكن أن يكون المفتاح لفهم الكثير من الأمور المتعلقة بالدور الإيراني في العراق، والحصول على معلومات استخبارية عن برنامج إيران النووي والتكنولوجيا الموجودة لدى إيران والموعد المتوقع لتطوير أسلحة نووية".

ورأى محلل الشؤون الإسرائيلية في نشرة "جينز" العسكرية الأسبوعية ألون بن ديفيد ان "رجلاً لديه معلومات نووية سيكون رصيداً ثميناً لوكالتي الاستخبارات الأميركية والاسرائيلية"، معتبراً ان الرواية الرسمية الإيرانية تحمل قدراً من الصدقية. وتحدث المحلل الاسرائيلي في الشؤون الإيرانية منشه عمير عن معلومات عن وجود عائلة عسكري معه، وأن "زوجته وأولاده نجحوا في مغادرة إيران قبل اختفائه" لأنه ربما "قرر الانشقاق".

تخوف اسرائيلي

وشددت اسرائيل خلال الساعات الـ24 الأخيرة التدابير الامنية حول بعثاتها الديبلوماسية في الخارج تخوفاً من عمليات خطف او هجمات ايرانية رداً على اختفاء عسكري.

وأصدر جهاز الامن العام "الشاباك" المسؤول عن حماية السفارات والقنصليات والمؤسسات الرسمية الاسرائيلية في العالم، تعليمات لتعزيز اجراءات المراقبة والحراسة. وأفاد مسؤول اسرائيلي كبير انه "من الطبيعي الارتياب من ايران مع انتشار شائعات كهذه في المنطقة". واكتفى آخر بالقول: "سنقرر ترتيباتنا وفقاً للتطورات على الارض والمعلومات الاستخبارية التي نملكها".