حذرت منظمة العفو الدولية في تقرير نشرته يوم الخميس 16 فبراير/شباط ان نشاط الميليشيات التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي بات اليوم يهدد أمن واستقرار ليبيا.
وأشار المنظمة في التقرير الذي جاء بمناسبة مرور عام على اندلاع الانتفاضة ضد نظام القذافي، الى ان 12 شخصا على الأقل لقوا حتفهم جراء التعذيب في ليبيا منذ سقوط النظام السابق. وحملت المنظمة مسؤولية ذلك لمليشيات مسلحة تحاول الانتقام من أنصار للقذافي.
وأضافت المنظمة ان بعض المجموعات المسلحة في ليبيا تقوم بانتهاكات لحقوق الانسان بحرية كأنها تتصرف بحصانة من السلطات الحالية.
ووأوضحت المنظمة انها تستند في اتهاماتها إلى الأدلة التي جمعها وفد تابع لها يجوب ليبيا منذ مطلع العام الجاري. وقد زار الوفد العديد من المعقلات في مختلف أنحاء ليبيا. وجاء فى تقرير المنظمة أن هناك سجناء يشكون من التعذيب وسوء المعاملة ، وأن جثث 12 شخصا على الأقل تبدو عليها آثار جروح وبقع زرقاء ، وبعضها منزوع أظافر قدميها وأصابعها. كما ذكر معتقلون أنهم اضطروا للاعتراف بجرائم لم يرتكبوها لينجوا فقط من التعرض لمزيد من التعذيب.
واشارت المنظمة ان أعضاء الوفد كشفوا في أحد سجون طرابلس عددا من المعتقلين تعرضوا لتعذيب قاسي، في حين حاول المحققون في المعقل تضليل النشطاء الحقوقيين الأجانب وإخفاء وجود هؤلاء المعتقلين في السجن. ولفتت المنطمة الى ان العديد من المهاجرين من الدول الافريقية الأخرى واللاجئين الذين تتهمهم المسليشيات بانهم كانوا من أنصار القذافي، تعرضوا لمضايقات وسوء المعاملة من قبل المسلحين.
كما حملت المنظمة الميليشيات مسؤولية اندلاع الاشتباكات الدموية التي شهدتها طرابلس ومدن أخرى في الاشهر الماضية. وقال كارستن يورجنزن ، الخبير لدى المنظمة ، إن المليشيات أصبحت "خارج نطاق السيطرة" بعد حوالى أربعة أشهر من مقتل القذافي ، وأضاف: "قبل عام كان الليبيون يخاطرون بحياتهم للمطالبة بالعدالة. اليوم هذه العدالة في خطر كبير يسبب المليشيات المسلحة التي تسحق حقوق الإنسان دون أن يتم محاسبتها".
ويحتفل الليبيون الخميس، بمرور عام على انطلاق الثورة التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي وانتهت بمقتله في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد 42 عاما في الحكم.
وناشد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى محمد عبدالجليل عبر إذاعة ليبيا الوطنية الليبيين بإقامة الاحتفالات ميسرة وبسيطة وأن لا تتخللها أي مظاهر للتسلح، قائلا إن جراح ليبيا "لم تلتئم بعد،" بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الليبية الرسمية.
وقال "يجب أن تكون مظاهر احتفالاتنا سلمية وبدون تسلح لأن هذه الثورة نشأت سلمية ويجب أن تستمر سلمية خاصة ونحن لدينا حزن عميق على شهدائنا وعلى جرحانا وعلى مفقودينا وعلى أسرانا وبالتالي يجب أن تكون الاحتفالات بسيطة وميسرة لأقصى حد ممكن."
وأضاف عبدالجليل "أحب أن أطمئن الشعب الليبي أنه لا توجد أي أشياء عن أتباع لمعمر القذافي أو نظامه، كما لا توجد أي قوات من خارج ليبيا في هذا الشأن."
وبشأن الوضع في مدينة الكفرة وكافة مدن الجنوب، أوضح رئيس المجلس الوطني الانتقالي أنه "تم رصد كل التحركات التي يقوم بها أتباع النظام السابق في الخارج وفي الداخل، وقام الثوار بتكثيف جهودهم ومراقبتهم لكل الأحداث."
وأضاف "تم القبض على مجموعات كبيرة حضّرت لإحداث بعض التفجيرات، والمراقبة لازالت مستمرة ونحن حريصون جدا في هذا الشأن، ولم تمر الأمور بشكل كامل حتى الآن، ولكننا على يقين بأن ثوارنا قادرون على رصد كل هذه المحاولات."
وأعلن عبد الجليل صرف "مكافئة واحدة تعطى للأسر الليبية وأيضا لعدد أفرار الأسرة متمنيا أن يوفق الله الجميع إلى الشفافية للحصول على هذه المكافئة بالشكل الذي يلائم الشرع والقانون والدين."
وقد أصدر المجلس الوطني الانتقالي الأربعاء قرارا بشأن صرف ألفي دينار ليبي لكل أسرة، وما قيمته 200 دينار عن كل فرد من أفراد الأسرة غير المتزوجين وذلك بمناسبة مرور عام على الثورة الليبية.