شهدت اوكرانيا ليلة اخرى من القصف الصاروخي الروسي الذي دمر مبنى سكنيا في وسط شرق البلاد وتسبب في مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل، فيما اقر الرئيس فولوديمير زيلينسكي بصعوبة الهجوم المضادّ الذي شنّته قوّاته اخيرا.
وقالت السلطات الاوكرانية ان صاروخا روسيا دمر فجر الثلاثاء، مبنى سكنيا من خمسة طوابق في كريبيي ري في منطقة دنيبروبيتروفسك بوسط شرق البلاد، ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 25 اخرين.
ولا يزال هناك اشخاص تحت انقاض المبنى الذي دمر تماما، بحسب ما افادت سلطات دنيبروبيتروفسك على تويتر، والتي تحدثت عن قصف روسي بصواريخ عالية الدقة اصاب اهدافا اخرى في المنطقة.
وقال مسؤولون عسكريون اوكرانيون الثلاثاء، ان القوات الروسية شنت الليلة الفائتة قصفا بصواريخ كروز على العاصمة كييف، مؤكدين انه تم رصدها وتدميرها جميعا.
الهجوم المضاد "يمضي قدما"
في الاثناء، وصف الرئيس الأوكراني هجوم قوات بلاده المضادّ الذي تشنّته ضد الجيش الروسي بانه "صعب"، لكنه اكد ان الهجوم الذي طال انتظاره اشهرا "يمضي قدماً".

وجاءت تصريحات زيلينسكي غداة اعلان القوات الاوكرانية استعادتها سبع قرى من قبضة الجيش الروسي في شرق البلاد وجنوبها.
وفي كلمته اليومية المسائية قال الرئيس الاوكراني ان مهمة القوات الاوكرانية تعتريها مصاعب خصوصا في ظل الامطار، ورغم ذلك اكد انها تحرز "نتائج جيّدة".
وأوضحت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار على تلغرام أنّ اجمالي المساحة التي استعادها الجيش الاوكراني بفضل الاسلحة الغربية التي حصل عليها قبل الهجوم المضاد، يبلغ 90 كيلومتراً مربّعاً .
واضافة الى استعادة تلك المساحة، اكدت القوات الاوكرانية انها احرزت تقدما متواضعا (250 الى 700 متر) قرب مدينة باخموت شرقي البلاد، والتي سيطر عليها الجيش الروسي الشهر الماضي.
وعلى صعيده، اكد الجيش الروسي انه تمكن من صد هجمات للقوات الاوكرانية في دونيتسك قرب فيليكا نوفوسيلكا، وفي منطقة زابوريجيا المجاورة قرب قرية ليفادني.
واشارت مصادر مستقلة الى ان القوات الأوكرانية حقّقت تقدّماً في عدة محاور، وهو ما اقرت به روسيا لكنها سعت الى التقليل من اهميته من الناحية الاستراتيجية.
تعويل غربي على الهجوم المضاد
ويبدو واضحا ان الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة، يعول على الهجوم المضاد في ان يغير من خريطة موازين القوى في اوكرانيا، وبما يفضي الى تعزيز مكانتها في اي مفاوضات محتملة من اجل انهاء الحرب.

واعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن ثقته بان الاوكرانيين سيواصلون نجاحاتهم العسكرية في اطار الهجوم المضادّ ما سيؤدي الى تعزيز موفقهم على أيّ طاولة مفاوضات مستجدّة.
كما عبر عن امله في ان تؤدي نجاحات الهجوم المضاد الى اقناع بوتين بالدخول في مفاوضات جادة لإنهاء الحرب التي اطلقها في شباط/فبارير العام الماضي، وبالتالي "يقرّب السلام لا أن يبعده".
وبدا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اكثر حذرا، ان توقع ان يستمر الهجوم المضاد لاشهر.
وقال ماكرون الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي في الإليزيه والى جانبه الرئيس البولندي أندريه دودا والمستشار الألماني أولاف شولتس، ان حلفاء اوكرانيا يأملون في ان تحقق الاخيرة اكبر قدر من النجاح في هجومها المضاد "كي نتمكّن" من التفاوض "بشروط جيّدة".
وتعهد الرئيس الفرنسي بمواصلة تكثيف مساعدات بلاده العسكرية لكييف بما في ذلك الأسلحة والذخيرة والمدرعات واللوجستيات.
وايضا، تعهد شولتس بان تستمر المانيا في تقديم الدعم لاوكرانيا "طالما كان ذلك ضرورياً"، فيما دعا دودا الى إرسال "إشارة واضحة" بشأن طلب هذه الدولة الحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي "الناتو" خلال القمة التي سيعقدها الحلف في 11 و12 تمّوز/يوليو.
في فيلنيوس بليتوانيا يجب أن تعطي "ضوءاً أخضر" لطلب أوكرانيا الانضمام للتحالف، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّه لا يقصد بذلك موافقة التحالف على انضمام كييف فوراً إلى صفوفه، وهو أصلاً أمر مستبعد بسبب خطر امتداد الحرب الراهنة في أوكرانيا إلى سائر أعضاء التحالف.