قتل نحو مئة شخص وجرح مئات اخرون في العراق الثلاثاء، سقط معظمهم في تفجيرات وكمائن استهدفت الشيعة في ثلاث من مدنهم المقدسة غداة احياء نحو مليونين منهم ذكرى عاشوراء في مدينة كربلاء وسط إجراءات أمنية مشددة.
وافادت مصادر طبية ان انتحاريا قتل 23 على الأقل وأصاب خمسة آخرين عندما فجر نفسه عند حسينية للشيعة في بلدة بلد روز إلى الشمال الشرقي من بغداد.
كما اعلنت الشرطة إن 13 شخصا على الأقل بينهم ثلاث نساء قتلوا وأصيب 39 آخرون عندما انفجرت عبوة ناسفة أثناء سير موكب للشيعة في ذكرى عاشوراء في بلدة خانقين إلى الشمال الشرقي من بغداد.
واضافت الشرطة إن أربعة على الأقل من الشيعة قتلوا وأصيب تسعة عندما فتح مسلحون النار على حافلتين صغيرتين قرب حي البياع في جنوب بغداد.
وجرح تسعة اشخاص اثر سقوط قذيفة مورتر في حي الكاظمية الشيعي بشمال بغداد حيث تجمع آلاف الشيعة عند ضريح إحياء لذكرى عاشوراء.
وسقطت عدة دفعات من قذائف المورتر على حي الأعظمية في شمال بغداد ما أسفر عن سقوط 17 قتيلا واصابة 72 آخرين.
وانفجرت سيارة مفخخة مستهدفة للشرطة في الموصل (390 كلم شمال بغداد) ما أسفر عن مقتل شرطيين وإصابة اثنين آخرين.
وقال مصدر في الشرطة إن عدد ضحايا هجوم بقذائف المورتر وقع أمس في حي الزعفرانية في جنوب بغداد ارتفع إلى 16 قتيلا و28 مصابا.
وعثرت الشرطة على 21 جثة عثر عليها في أجزاء متفرقة من بغداد.
وفي الديوانية (180 كلم جنوب بغداد) اعلن مصدر في الشرطة "مقتل عضو سابق في حزب البعث المنحل امام منزله في حي الوحدة" جنوب المدينة.
وقالت الشرطة إن مسلحين قتلوا مدرسا على طريق رئيسي قرب بلدة المحاويل على بعد 75 كيلومترا إلى الجنوب من بغداد.
واعلن الجيش الاميركي إن انتحاريا كان يقود شاحنة ملغومة تسبب في مقتل 16 شخصا عند مجمع لقوة الرد السريع التابعة للشرطة إلى الشمال الغربي من الرمادي (110 كلم غرب بغداد).
كما اعلن الجيش الاميركي في بيان إن أحد أفراد مشاة البحرية توفي الاثنين متأثرا بجراح أصيب بها خلال القتال بمحافظة الأنبار. واضاف بيان اخر ان "جنديا من اللواء اللوجستي قتل عندما انقلبت عربته العسكرية شمال غرب الناصرية (375 كلم جنوب بغداد) امس الاثنين".
الى ذلك، فقد اعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية الثلاثاء ان الحصيلة النهائية للعملية التي استهدفت الجماعة الدينية المسلحة "جند السماء" قرب النجف بلغت 263 قتيلا و502 اسيرا بينهم 210 اصيبوا بجروح.
ذروة عاشوراء
وتاتي احدث الهجمات في العراق فيما يشارك حوالى مليون ونصف المليون من الشيعة في احياء ذكرى مقتل الامام الحسين بن علي ثالث ائمة الشيعة الاثني عشرية في كربلاء وسط تشديد للاجراءات الامنية داخل المدينة وحولها.
وقال المحافظ عقيل الخزعلي "بلغت اعداد الزائرين صباح اليوم (الثلاثاء) مليون ونصف مليون زائر" مضيفا ان "الزوار يؤدون شعائرهم بشكل جيد ومريح ولم يعكر صفوهم اي حدث".
ويتواصل توافد المشاركين من المحافظات المجاورة سيرا او على متن حافلات وسيارات توقفت على مسافة عشرة الى عشرين كم بعيدا عن المدينة.
ويصل العديد من زوار العتبات مشيا على الاقدام لا سيما من المحافظات الوسطى والجنوبية. ولكربلاء ثلاثة مداخل تشهد ازدحاما هي مدخل بغداد شمالا وبابل شرقا والنجف جنوبا.
ومن ابرز الطقوس التي تؤديها المواكب التطبير (الضرب بالسيف على الرأس) ويرتدي الاشخاص الذين يمارسونها لباسا ابيض ويسيرون بشكل منتظم ضمن حلقات مكونة من حوالى عشرة اشخاص تقريبا يسير قربهم اشخاص يحملون طبولا وذلك لتوحيد عملية الضرب.
وهناك ايضا مواكب الزنجيل وهؤلاء يرتدون اللباس الاسود ويسيرون بصورة منتظمة ويدورون حول ضريح الامام الحسين على وقع الطبول.
وقد احيا الالاف من الزوار ليلة الاثنين الباردة في مقامي الامامين الحسين واخيه غير الشقيق العباس في حين افترش اخرون الارض وسط الباحة الواسعة ما بين الحرمين استذكارا للواقعة بحيث بقي الامام الحسين آنذاك ساهرا حتى مقتله.
وشددت قوات الامن قبضتها الثلاثاء ووضعت في حالة من التاهب خصوصا على المنافذ رغم الزخم البشري الذي بدا يتدفق بشكل واضح.
وينتظر جميع الزوار اداء اخر شعائر الزيارة قبيل منتصف النهار والمعروفة بـ"ركضة طويريج".
ويتجمع الالاف من الزوار للركض مسافة كيلومترات عدة يدخلون خلالها ضريح الامام الحسين ومن الخروج من باب ما بين الحرمين للانطلاق باتجاه مقام الامام العباس وتنتهي هناك".
ويمارس الاف الشيعة اللطم والضرب بسلاسل الحديد حزنا على مقتل الامام الحسين، ثالث ائمة الشيعة الاثني عشرية الذي قضى بايدي جيوش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية في موقعة الطف عام 680.