مارسيل خليفة يتألق في "جرش".. والآلاف ينشدون "منتصب القامة أمشي"

تاريخ النشر: 27 يوليو 2019 - 08:26 GMT
الفنان والموسيقي اللبناني مارسيل خليفة خلال حفله الغنائي بمهرجان جرش
الفنان والموسيقي اللبناني مارسيل خليفة خلال حفله الغنائي بمهرجان جرش

عمان – البوابة – وسام نصر الله

حلق الفنان والموسيقي اللبناني مارسيل خليفة بجمهوره في مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته 34، في فضاءات الوطن والحب والإنسانية، آخذا معه جمهوره إلى تلك المساحة التي أحبه عشاقه بها، مقدما باقة من روائعه الغنائية والموسيقية.

وتمكن الفنان اللبناني في حفله مساء الجمعة أن يقود الجمهور بمهارة، من خلال العود وريشته ومحبته، سواء على مستوى الأغاني الحماسية الجماهيرية، أو تلك التي تتطلب صمتا وهدوءا، فتارة كان يطلب من الجمهور الغناء وترديد الكلمات معه، وتارة أخرى كان يطلب منهم الصمت والتأمل.

الآلاف الذين احتشدوا في "المسرح الجنوبي" بالمدينة الأثرية -45 كم شمال غرب العاصمة عمان- لم يهدأوا طوال فترة الحفل الذي امتد لأكثر من ساعة ونصف، وأعادوا مع فنانهم "المحبوب" باقة من تلك الروائع التي تغنى بها عشاق الفن الأصيل والوطني، على مدار عقود خلت.

مارسيل خليفة بدأ أمسيته الفنية بأغنية "بغيبتك نزل الشتي" لابن بعلبك الشاعر طلال حيدر، ليطلب من الجمهور بعدها أن يغني معه "في البال أغنية" للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، والذي كان يعشق تلك الأغنية ويسأل "خليفة" في كل حفل يحضره ان كانت ضمن البرنامج الغنائي لذاك الحفل –يقول "خليفة"-.

وبعد الغناء الجماعي للجمهور مع صاحب "وعود من العاصفة"، طلب "خليفة" منهم الإنصات والهدوء لسماع أغنية "ريتا" للراحل درويش، والتي صمت فيها الجمهور برومانسية وحب، تقديرا لهذه الأغنية الخالدة في قلبوهم وأوراحهم.

واستمر "خليفة" بإبداعه الفني وقدم "وأنت تعود لبيتك فكر بغيرك لا تنسى شعب الخيام" للراحل درويش، لينتقل بعدها لأغنيته الجماهيرية والحماسية "منتصب القامة أمشي"، والتي دفعت الجمهور للهتاف عاليا "مارسيل".

وعاد صاحب غنائية أحمد العربي للاجواء الهادئة والرومانسية والصمت، بقطعته الموسيقية "تانجو لعيون حبيبتي"، طالبا من جمهوره الانصات وسماع المقطوعة بشكل جيد.

ويستمر "خليفة" بالإيقاع الرومانسي والهادىء ويطلب من جمهوره الإنصات لسماع قصيدة "آخر الليل" للشاعر اللبناني الراحل محمد العبد الله موجها التحية له، ليقدمها برفقة عزف البيانو، ويقول مطلع القصيدة:"اتركي أهلك وأرضك، وملابسك القديمة،واتبعيني أنظريني ابني لموطني الحامض الصغير بيتاً صغيرا وقولي هذا سيدي الصغير.."

ويعود مرة أخرى "خليفة" لينقل جمهوره للأجواء الحماسية بأغنية "وقفوني ع الحدود"، وليقدم بعدها "ركوة عرب"، ورائعة الراحل درويش "أحن إلى خبز أمي" التي خيمت على المدرجات بصمت كالصلاة، ليختتم حفله بأغنية "يا بحرية هيلا هيلا" التي اهتزت على ايقاعاتها المدرجات طربا وجمالا من جمهور عاشق لفنانه الذي واكب أعماله منذ عقود.

وفي نهاية الحفل الذي اختتم في منتصف الليل، كرم وزير الإدارة المحلية المهندس وليد المصري والمدير التنفيذي للمهرجان أيمن سماوي والدكتور رئيس بلدية جرش الكبرى الدكتور علي قوقزة، الفنان مارسيل خليفة على مشاركته المميزة مقدمين له درع المهرجان.

"جرش" يعيد للمدينة حضورها البهي

وكان الفنان اللبناني قد وعد محبيه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عصر الخميس في فندق الميلينيوم بالعاصمة عمان، أن يقدم أمسية جماهيرية طربية، معربا في الوقت ذاته عن سعادته للعودة إلى مهرجان جرش والمشاركة بفعالياته، مشيدا في الوقت ذاته بنشاطات وفعاليات دورة هذا العام.

وقال "خليفة" بحضور المدير التنفيذي للمهرجان أيمن سماوي: "تحضرت لمهرجان جرش منذ مشاركتي في الفحيص، وبحسب إطلاعي على ما نشر عن هذه الدورة للمهرجان، فأعتقد أنها أعادت للمدينة الثقافة والحضور البهي الكبير".

وأعرب صاحب غنائية أحمد العربي للشاعر الراحل محمود درويش عن سعادته للعودة إلى مهرجان جرش والمشاركة بفعالياته، مشيدا في الوقت ذاته بنشاطات وفعاليات دورة هذا العام.

وقال خليفة في مقدمة حديثه: "ما عندي اليوم سوى الحب.. أنا موجود لأني أحببتكم.. فأنا مؤمن بالحب.. إني نحوه ألقي السلام في سحابة فجر سريع بحثا عما ضاع.. الحب يرافقني في سخاء، وصوت في داخلي يعلو.. لا أملك اليوم من لغة الأنبياء غير مفردة يتيمة هي الحب".

قيم الحرية

وأكد خليفة  تمسكه بقيم الحرية مهما كلفه الأمر ذلك، مشيرا إلى تحالف السلطتين الدينية والتشريعية في بلاده لبنان، وما تعرض له من محاكمة جائرة أمتدت ل 6 أشهر في المحاكم بسبب أغينة "أنا يوسف يا ابي" للشاعر الراحل محمود درويش.

وقال : "يشوهون كلمة حرية بتفسيرها إباحية وفجور، ولا أحل محل الحرية أي مكان آخر.. سأبقى أطالب بالحرية حتى تتحقق.. ورغم ذلك نحن لسنا أحرارا.. فأنا جئت كي أتعرف إليك ايتها الحرية"، مضيفا: "يحاولون طمس الحرية وتشويهها، ولكنها ستبقى فوق الأيدي الجاثمة على صدور الأحرار..". 

سماوي: "خليفة" قيمة فنية كبيرة

من جهته رحب مدير المهرجان الأستاذ سماوي بالفنان والموسيقي خليفة معتبرا أنه قيمة مضافة لدورة المهرجان هذا العام لما يقدمه من فن وطني وملتزم، مشيرا إلى أن "خليفة" قيمة فنية ورمز من رموز الثورة على الأرض.

وقال سماوي: "أنا سعيد اليوم لوجود مارسيل معنا في "جرش"، الذي كان معنا سابقا في دورة مهرجان الفحيص السابقة، ونحب أن تبقى معنا دائما"، مؤكدا أن أمسية الليلة ستكون استثنائية وواحدة من ليالي المهرجان الجميلة والتي سيكون فيها الكثير من الجمال والحب.

وفي حديثه عن وسائل الإعلام قدم سماوي الشكر لوسائل الإعلام المواكبة لفعاليات جرش، قائلا: "الإعلاميون انتصروا لمهرجان جرش، والتغطية المقدمة من قبل وسائل الإعلام المختلفة كانت الأفضل مقارنة بالدورات السابقة للمهرجان".