تُشكل مواجهة حزب الله مع "إسرائيل" واحدة من أبرز الملفات التي تهيمن على الساحة اللبنانية والإقليمية، لا سيما في ضوء العمليات العسكرية والعدوان المستمر.
ووفقاً لمصادر سياسية، فقد حدّد حزب الله عددا من الثوابت التي تؤطر تحركاته وتواصله مع الجهات الدولية والمحلية، مشددا على ربط جبهتي لبنان وغزة في معادلة المقاومة.
أولا: التمثيل السياسي والتنسيق الداخلي
يؤكد حزب الله أن الرئيس نبيه بري يمثل موقفه في أي مفاوضات تتعلق بملف الحرب أو وقف إطلاق النار، مع الإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة مع الجهات الحكومية الأخرى، مثل رئيس الوزراء نجيب ميقاتي.
تأتي هذه الاستراتيجية كوسيلة لضمان توحيد الصف الوطني وتعزيز موقف المقاومة من خلال القنوات الرسمية.
ثانيا: التواصل مع الأطراف الخارجية
يحافظ حزب الله على علاقات مستمرة مع دول مؤثرة في المفاوضات، مثل مصر، الجزائر، قطر، وفرنسا، ويشدّد على أن وقف العدوان الإسرائيلي شرط أساسي للدخول في أي مفاوضات مستقبلية.
يعكس هذا الموقف اهتمام الحزب بضرورة استعادة التوازن الأمني وعدم تقديم أي تنازلات.
ثالثا: الحفاظ على مكتسبات ما بعد 2006
يرفض حزب الله تعديل بنود القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة عقب حرب 2006، ويصرّ على عدم إدخال أي تعديلات تخص انتشار القوات الدولية.
كما يطالب بإبعاد ألمانيا عن المشاركة في قوات "اليونيفيل"، نظرًا لدورها "الشريك للعدو".
رابعا: الاستعداد لتصعيد طويل الأمد
يعمل حزب الله على تعزيز جاهزيته لمواجهة أي تصعيد إسرائيلي، لا سيما في ظل ما يصفه بعدم تغيّر السياسة الأمريكية تجاه المنطقة.
ويستمر الحزب في توجيه ضربات نوعية لقوات الاحتلال، مؤمناً بأن التصعيد قد يمتد لفترة أطول.
خامسا: وحدة الجبهات
تُعدّ قضية التضامن مع غزة من أبرز ثوابت حزب الله، حيث يؤكد الحزب على وحدة الميدان، ويرفض أي دعوات لفصل جبهة لبنان عن جبهة غزة.
ويستند الحزب في هذا الموقف إلى قناعاته العقائدية والسياسية، حيث يرى أن الانفصال بين الجبهات سيكون بمثابة تخلٍّ عن القضية المركزية للمقاومة.
سادسا: مواجهة الاغتيالات المحتملة
يتعامل حزب الله بحذر مع احتمالات الاغتيال التي قد تستهدف قادته، مؤمناً بأن هذا التكتيك لن يؤثر على هيكليته، خصوصاً مع اتخاذه إجراءات تنظيمية في جسمه الجهادي لمواجهة مثل هذه التحديات.
سابعا: السلم الأهلي وتفادي الفتن الداخلية
رغم الضغوط الداخلية والحملات التي تستهدف المقاومة، يؤكد حزب الله على أهمية الحفاظ على السلم الأهلي، مشيرا إلى التزامه بعدم التصعيد ضد الأطراف الداخلية التي تختلف معه.
ثامنا: تأمين الدعم الاجتماعي وتعزيز الصمود
يدعو حزب الله الحكومة اللبنانية إلى تفعيل دورها في دعم المواطنين المتأثرين بالعدوان، مؤمنا بأنه يمتلك الموارد الكافية لإعادة إعمار المناطق المتضررة وتوفير بيئة آمنة وداعمة للنازحين.
أخيرا: سلاح المقاومة خط أحمر
يعتبر حزب الله أن سلاح المقاومة غير قابل للتفاوض، وأنه يمثل خيارا استراتيجيا بعد هذه الحرب لضمان الأمن الوطني وحفظ مكتسبات المقاومة، مشيرا إلى أن القوة العسكرية للحزب ستظل ركيزة للدفاع عن لبنان وقضاياه.
