مبارك يتوقع انعقاد القمة خلال 3 اسابيع

تاريخ النشر: 29 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

توقع الرئيس حسني مبارك عقد القمة العربية خلال اسبوعين او ثلاثة وكانت دولا عربية اعلنت تأييدها لعقد القمة في مصر بعد ان ابدت القاهرة استعدادها لاستضافتها فيما قالت مصادر وزارية عربية ان تونس متمسكة بحقها باستضافة القمة حيث سيجري الرئيس زين العابدين بن علي مشاورات مع الزعماء العرب لتحديد موعد جديد لعقدها. 

مبارك: القمة ستنعقد خلال 3 اسابيع 

وتوقع الرئيس المصري حسني مبارك ان تنعقد القمة العربية خلال اسبوعين او ثلاثة ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط عن الرئيس مبارك قوله ان القمة التي أرجأتها تونس من جانب واحد يمكن ان تعقد خلال الاسبوعين أو الثلاثة القادمين. 

وقال "أعتقد انه لا مشكلة ان تنعقد (القمة) في غضون أسبوعين الى ثلاثة.. فالجميع ينتظرون القمة وكان التأجيل صدمة لي وللجميع." 

وقال مبارك في حديثه "اذا أراد الرؤساء ان يجتمعوا مرة أخرى في تونس فلا اعتراض لديَ ونحن لا نفرض أي شيء على أحد وانما نريد إنقاذ الموقف وكل مشاكل في الاجتماع الوزاري يمكن حلها." 

واستطرد مبارك قائلا "لديَ اجتماع.. الاثنين مع رئيس القمة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى (ال خليفة) الذي سيكون في زيارة لمصر ولا يوجد شيء اسمه إلغاء القمة أو تأجيلها دون ان تتفق على ذلك كل الاطراف العربية."  

واضافة الى مصر ابدت كل من والأردن والسعودية وسوريا واليمن والبحرين والامارات موافقتها على عقد القمة في دولة المقر (مصر) وكانت تقارير افادت ان اتصالا هاتفيا بين الرئيسين اليمني والمصري اسفر عنه الاتفاق على عقد القمة في 16 الشهر القادم وابدى الزعيمان استيائهم من إعلان تونس إرجاء القمة التي كانت مقررة يوم الاثنين. 

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن وزارة الخارجية المصرية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية تجريان اتصالات مكثفة من أجل عقد اجتماع وزاري استثنائي قبل انعقاد القمة في القاهرة. واقترح وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسي عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب خلال الأسبوعين المقبلين للتشاور بشأن الوضع الراهن 

وقال مسؤول يمني كبير لرويترز ان "الجامعة العربية ستتولى كافة الاستعدادات"، للقمة التي "يتوقع ان تعقد في 16 نيسان/ابريل المقبل".  

وكان الرئيس المصري اجرى اتصالات مع عدد من القادة العرب في مسعى لتحديد موعد جديد للقمة بعد ان اتخذت تونس، الدولة المضيفة، قرارا منفردا بتأجيلها الى أجل غير مسمى مشيرة الى معارضة بعض الدول لتبني اصلاحات ديمقراطية.  

وأعلنت وكالة الأنباء الأردنية أن الملك عبد الله الثاني أكد في اتصال هاتفي مع الرئيس المصري على أهمية تحديد موعد جديد لانعقاد القمة في أسرع وقت ممكن.  

وقال العاهل الأردني الذي رحب باقتراح مصر استضافة القمة إن الأردن "سيعمل بالتنسيق والتشاور مع الأشقاء العرب لتوفير كل متطلبات نجاح القمة العربية المقبلة", موضحا أن الظروف تستدعي أن يكون للعرب موقفهم الموحد.  

ولتذليل معوقات انعقاد سريع للقمة تسعى مصر لحل الخلاف بين وزيري خارجية السعودية وسوريا بشأن مطلب الرياض بتفعيل الدعوة لمبادرة السلام العربية التي طرحها ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز وإصرار دمشق على أن الخيار الوحيد المتاح بعد اغتيال مؤسس حركة حماس، الشيخ أحمد ياسين هو دعم المقاومة الفلسطينية.  

الجامعة العربية ترحب 

وقد رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى باستعداد مصر لاستضافة القمة العربية. وصرح موسى لدى عودته إلى القاهرة قادما من تونس بأن أمر استقالته غير وارد في الوقت الحاضر ولا يفكر فيه، وأن ما يشغله هو كيفية إنقاذ الموقف بعد الذي حدث في تونس. 

وقال موسى إن موعد القمة الجديد لم يحدد بأي حال حتى الآن وإنه ليست هناك اجتماعات عاجلة لوزراء الخارجية العرب. وأكد موسى أن المشاورات تجرى لعقد القمة في أقرب وقت ممكن, وأن البحرين مازالت هي الرئيس الحالي للقمة العربية, وأن العرض المصري لاستضافة القمة يجري بحثه. 

وفور عودته إلى القاهرة انتقد وزير الخارجية المصري أحمد ماهر تمسك تونس بعقد القمة على أراضيها, بعد أن قامت بإلغائها بشكل منفرد على حد قوله. وقال ماهر إنه ووزراء الخارجية فوجئوا بالقرار التونسي, ولا يعرفون سببا حقيقيا لإعلان التأجيل. 

لجهته دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس ‏الى عقد القمة العربية فى اقرب وقت ممكن برئاسة تونس.‏ 

وقال الناطق الرسمي باسم القصر الملكي المغربي في بيان بثته وكالة الانباء ‏ ‏المغربية ان الملك محمد السادس يدعو "الى حشد كل الجهود لعقد القمة العربية تحت ‏ ‏رئاسة تونس في اقرب وقت وذلك استجابة لتطلعات الشعوب العربية في تحقيق التضامن ‏ ‏العربي وتطوير منظومة العمل العربي المشترك".‏ ‏ وطالب البيان بمزيد من التشاور والتنسيق حول مشاريع القرارات والبيانات المزمع ‏ ‏رفعها الى القمة " في احترام كامل لاراء وطروحات كل دولة". 

 

ابن علي يحاول استدراك الموقف  

وفي ما بدا محاولة لاستدراك الموقف، فقد اعلن ان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي سيبدأ خلال ايام مشاورات لتحديد موعد جديد للقمة التي اكدت بلاده تمسكها "بحقها" في استضافتها.  

وقال الوزير العماني يوسف بن علوي بن عبدالله قبيل مغادرته تونس وبعد تلقيه اتصالا من نظيره التونسي الحبيب بن يحيى "مما لا شك فيه ان هناك اسبابا ادت الى هذا التاجيل" موضحا ان الرئيس التونسي "سيقوم باتصالات ومشاورات مع الزعماء العرب خلال الايام الخمسة المقبلة لتحديد موعد اخر لانعقاد القمة في ضوء هذه المشاورات المنتظرة".  

وكانت وزارة الخارجية التونسية اكدت في بيان بعد ظهر الاحد تمسك تونس بانعقاد القمة على اراضيها متهمة جهات عربية ب"تجاهل الاسباب الحقيقية للارجاء".  

وجاء في بيان صادر عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية التونسية ان "محاولة تغيير مكان انعقاد القمة يعد تغييبا للاسباب الحقيقية الكامنة وراء قرار التأجيل".  

واضاف البيان ان تونس "اذ تذكر بموقفها الثابت بخصوص مواصلة التشاور مع الاخوة العرب (..) تؤكد تمسكها بحقها في احتضان القمة التي ستنظر في المسائل" موضع الخلاف.  

كما جاء في البيان "استغراب محاولة بعض الجهات تجاهل الاسباب الحقيقية لقرار تاجيل القمة العربية التي تعود بالاساس الى تباين عميق للمواقف حول مسائل جوهرية واختيارات مصيرية ذات ارتباط وثيق بتطلعات المواطن العربي ومستقبل الامة العربية".  

واوضح البيان ان من ضمن هذه المسائل "ما يتصل بالتحديث والاصلاح في بلداننا العربية بما يعزز التطور الديموقراطي وحماية حقوق الانسان وتدعيم مكانة المرأة ودور المجتمع المدني من جهة، ومنها ما يتعلق باعادة هيكلة جامعة الدول العربية وتمكينها من مواكبة انجع للعمل العربي المشترك من جهة ثانية".  

ودعا البيان "مجلس الجامعة العربية للانعقاد في اقرب الاجال قصد مواصلة التنسيق وتهيئة افضل ظروف النجاح للقمة  

وشكك مندوبون بالقمة في التفسير التونسي قائلين ان الرئيس زين العابدين بن علي مستاء لان بعض الزعماء العرب كانوا لا يعتزمون الحضور كما انه كان يريد تقديم اوراق اعتماده الديمقراطية للولايات المتحدة.  

ونفت الخارجية التونسية انباء عن رفض الرئيس التونسي استقبال وزراء الخارجية العرب وقد ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان بن علي رفض استقبال وزراء الخارجية العرب الذين سعوا الى لقائه لاستيضاح اسباب ارجاء القمة، وقال مصدر تونسي ان الخبر "عار عن الصحة تماما".  

وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط ان الوزراء العرب "فوجئوا" عندما كانوا مجتمعين مساء السبت بقرار الرئيس التونسي ارجاء القمة، التي كان يفترض ان تبدأ اعمالها الاثنين.  

واوضحت الوكالة ان وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيى "استدعي لحديث هاتفي عاد بعده اليهم معلنا قرار تونس تأجيل القمة".  

واضافت الوكالة ان "الامين العام وعددا من الوزراء قد طلبوا من الوزير التونسي ان يطلب من الرئيس بن علي لقاء عاجلا بهم ليشرح لهم قراره. وعندما حاول بن يحيى الاعتذار عن اللقاء بان القرار قد اتخذ بالفعل قالوا له حتى لو كان القرار قد اتخذ بالفعل نود ان نتعرف على الاسباب التي دعت بالرئيس لاتخاذه".  

وتابع المصدر ان "بن يحيى اتصل بالرئيس زين العابدين وعاد ليقول ان الرئيس مصاب بنزلة برد ولا يستطيع مقابلتكم".  

وفي سياق متصل، فقد ترددت انباء عن ان وزير الخارجية التونسي قدم استقالته.  

وقالت وكالة الانباء الاردنية بترا، انه لم تعرف بعد اسباب الاستقالة او ما اذا قبلت ام لا.  

وفد فلسطين ضم اعضاء من حماس والجهاد  

وكانت مصادر فلسطينية اعلنت ان الوفد الفلسطيني الى القمة الملغاة في تونس، كان يضم أعضاء من حركتي حماس والجهاد الاسلامي.  

وقال أحد المصادر الفلسطينية لرويترز "قيادات من حماس والجهاد الاسلامي وحركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة كانوا ضمن الوفد الرسمي الفلسطيني برئاسة وزير الخارجية الفلسطيني فاروق القدومي."  

واشارت المصادر الى ان قرار مشاركة حماس والجهاد الاسلامي في الوفد الفلسطيني تم بالتنسيق والاتفاق مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.  

وكان من المقرر أن يتصدر الصراع الفلسطيني الاسرائيلي واحتلال العراق جدول أعمال القمة اضافة الى تنشيط منظومة العمل العربي المشترك وتنفيذ اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية في الدول العربية.  

وألقى اغتيال اسرائيل مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين الاسبوع الماضي الماضي بظلاله على التحضير للقمة.—(البوابة)—(مصادر متعددة)