مجلس الأمن يرغب في انهاء سريع لتفويض الاطلسي في ليبيا

تاريخ النشر: 27 أكتوبر 2011 - 07:42 GMT
ارشيف
ارشيف

افاد دبلوماسيون الاربعاء أن مجلس الأمن الدولي يرغب في انهاء التفويض الممنوح للحلف الاطلسي في ليبيا على رغم دعوات السلطات الليبية الجديدة الى تمديد هذه المهمة الى ما بعد 31 تشرين الاول/ اكتوبر.

وترغب دول عدة من اصل الاعضاء ال15 في مجلس الامن في ان يبقي الاطلسي على نيته انهاء مهمته في 31 تشرين الاول/ اكتوبر وان ينهي المجلس التفويض الممنوح للحلف الاطلسي اعتبارا من الاسبوع الجاري.

ومن جانبها، قالت متحدثة باسم الخارجية الامريكية الاربعاء إن هذه المحادثات كانت انطلقت مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي في شان دور جديد محتمل للاطلسي بعد وقف الضربات الجوية.

وصرحت فيكتوريا نولاند في واشنطن ان "المجلس الوطني الانتقالي بامكانه تصور دور جديد في المستقبل للحلف الاطلسي"، معطية مثالا على ذلك المساعدة على ضبط الحدود والمساهمة في اعادة دمج المقاتلين في الحياة المدنية او في جمع الاسلحة المتداولة.

وكان المجلس الوطني الانتقالي طلب استمرار الحلف الاطلسي في مهمته في ليبيا على الاقل "حتى نهاية العام"، مؤكدا انه حتى بعد مقتل معمر القذافي لا يزال انصار الزعيم الليبي المخلوع يمثلون تهديدا للبلاد.

وطالب السفير المساعد لليبيا في الامم المتحدة ابراهيم الدباشي الاربعاء مجلس الامن بعدم "الاستعجال" في التصويت على قرار يضع حدا لتفويض الحلف الاطلسي، مشيرا الى ان المجلس الوطني الانتقالي قد يطلب رسميا من المجلس تمديد هذه المهمة.

وأقر الدباشي في المقابل بان 31 تشرين الاول/ اكتوبر هو موعد "منطقي" لانهاء مهمة الحلف الاطلسي.

واشارت مصادر دبلوماسية عدة إلى أن جهود السلطات الليبية لتمديد تفويض الحلف الاطلسي قد تفشل لان اعضاء مجلس الامن يبدون مصممين على انهاء سريع لهذا التفويض.

وقال السفير الفرنسي في الامم المتحدة جيرار ارو إن مشروع قرار حول ليبيا قد يقدم إلى مجلس الامن الخميس وقد يتم التصويت عليه.

واضاف "دول عدة تريد انهاء هذه العملية العسكرية"، لافتا إلى أن "غالبية اعضاء المجلس يريدون المضي قدما" نحو هذا التصويت.

واعتبر ارو أن موعد 31 تشرين الاول/ اكتوبر لانهاء مهمة الحلف الاطلسي ليس ثابتا الا انه مرجح جدا على رغم مطالب السلطات الليبية.

وقال السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين من جانبه ان فكرة تمديد تفويض الحلف الاطلسي الى ما بعد نهاية الشهر الجاري "غير واقعية".

أصدقاء ليبيا ينهون اجتماعهم بموافقة ضمنية على مواصلة الاسناد العسكري

وقد اختتم مساء الاربعاء مؤتمر "لجنة الأصدقاء لدعم ليبيا"، اعماله بموافقة ضمنية على مواصلة 13 دولة من الحلف الاطلسي الاسناد العسكري للنظام الجديد في ليبيا.

ولم يصدر عن الاجتماع الذي دام يوما واحدا ردا صريحا على طلب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي بمواصلة حلف الاطلسي عمله في ليبيا حتى اخر السنة لكن قطر التي ترأس مجموعة ال13 اعلنت مواصلة وقوفها إلى جانب حكام ليبيا الجدد.

وقال اللواء الركن حمد بن علي العطية رئيس أركان القوات المسلحة القطرية خلال الاجتماع، ان قوات بلاده "لن تتوانى عن دعم الشعب الليبي الشقيق".

وأكد المسؤول العسكري القطري أن توجيهات القيادة السياسية في بلاده "هي أن لا تتوانى القوات المسلحة القطرية فى تقديم اقصى ما تستطيع من دعم للشعب الليبي وذلك من خلال تقديم المشورة وكافة المجالات الأخرى".

كما شدد على أن هذا المؤتمر "يأتي للتأكيد على الدعم الدولي للشعب الليبي وللتعرف على مرئيات المجلس الوطني الانتقالي تجاه المرحلة القادمة في ليبيا".

وطلب العطية في كلمته" الاصغاء إلى ممثلي المجلس الوطني الانتقالي والثوار لمعرفة وجهة نظرهم العامة تجاه المرحلة القادمة في ليبيا ومرئياتهم العامة تجاه تأسيس جيش منظم قادر على حماية الحدود والممتلكات الليبية".

وناقش المؤتمر وجهة النظر الليبية بشأن إنهاء عملية (الحامي الموحد) ورؤية الجانب الليبي والرقابة الدولية ومدتها وإدارة الحركة الجوية وقت التسليم تماشيا مع قرارات مجلس الأمن.

كما ناقش الاجتماع كذلك خطط المجلس الوطني الانتقالي على المدى القصير والمتوسط والبعيد فيما يتعلق ببقايا النظام السابق وخطط إعادة بناء القوات المسلحة الليبية والادارة العليا للدفاع وأمن الحدود والمساعدات التي يمكن تقديمها من الشركاء الدوليين والدعم العسكري بخصوص المساعدات الانسانية.

كما تم التعرض الى موضوع المساعدات الدولية المطلوبة بعد الصراع وأولويات المجلس الانتقالي فيما يتعلق بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل وأمن النفط ونزع أسلحة الثوار.

ونبه العطية الى "حساسية واهمية المرحلة القادمة التي يمر بها الشعب الليبي وأهمية نجاحها لتحقيق الهدف الذي يسعى اليه وهي مرحلة تشكيل حكومة ديمقراطية يشارك فيها كافة أطياف المجتمع لإنشاء دولة مدنية".

وشارك في المؤتمر رؤساء الاركان وممثلوهم في كل من دولة قطر والاردن والامارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة وتونس ومصر واليونان والولايات المتحدة والحلف الاطلسي ومالطا وتركيا والمغرب وايطاليا وكندا وفرنسا والمجلس الوطني الانتقالي الليبي.

وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل طلب خلال اجتماع (اصدقاء ليبيا) من الحلف الاطلسي تمديد مهمته في ليبيا حتى نهاية العام "على الاقل".

لكن اتضح في ما بعد ان اجتماع الاربعاء في الدوحة هو لحلف جديد منبثق عن الحلف الاطلسي تقوده قطر قد تشكل لمتابعة العمليات في ليبيا بعد انتهاء مهمة الاطلسي المفترضة في 31 تشرين الاول/اكتوبر.

ويأتي هذا التطور بعد سبعة اشهر على تولي الحلف الاطلسي قيادة العمليات العسكرية الدولية التي بدأت في 19 اذار/ مارس في اطار قرار دولي لحماية المدنيين.

وقال اللواء الركن حمد بن علي العطية لوكالة فرانس برس ان التحالف الجديد الذي عقد اجتماعه الاول اليوم الاربعاء في الدوحة، شكل تحت مسمى "لجنة الاصدقاء لدعم ليبيا".

واكد العطية ان المجموعة هي "حلف جديد يضم من يريد ان يكون في هذا التحالف لمساندة ليبيا في المرحلة القادمة".

وحول اسباب تشكيل هذا التحالف الجديد، قال العطية ان "الكل اجمع على تشكيل تحالف جديد لان حلف الناتو كان سيتنهي دوره، وبما ان العمليات يمكن ان تستمر، طرحت هذا الفكرة وطرح ان يكون لقطر القيادة في هذا الحلف".

وقال المسؤول العسكري القطري "يمكن ان يكون الاطار الزمني اكثر من نهاية العام، هذا يعتمد على وضع ليبيا".

وسيشمل عمل هذا الحلف بحسب العطية "عملية التدريب والتنظيم وبناء المؤسسات العسكرية الليبية وجمع الاسلحة وادخال الثوار في هذه المنظومة".

كما اوضح العطية ان "هذه العملية ستكون على الارض الليبية... وهناك غرفة عمليات جاهزة تضم اطياف الحلف في طرابلس وقد جهزتها قطر".

ومن جهته، اعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه مساء الاربعاء ان العملية العسكرية للحلف الاطلسي في ليبيا "انتهت الان" مضيفا ان فرنسا وشركاءها في الاطلسي يدرسون "طريقة اخرى لمواكبة العملية الانتقالية" في ليبيا.

الى ذلك كشف رئيس الاركان القطري عن ان مئات الجنود القطريين شاركوا في المعارك على الاراضي الليبية الى جانب الثوار خصوصا في اطار تحديد الاهداف وتوجيه الثوار وتنسيق الاتصالات والعلاقات مع الحلف الاطلسي.

واوضح العطية ان دور القطريين تركز خصوصا في "الاتصالات... الناتو كانوا يرون من الجو والقطريون كانوا حلقة الوصل مع الثوار" وذلك اضافة الى المشاركة الجوية في اطار عمليات الحظر الجوي.

كما قال مصطفى عبدالجليل ان قطر "كانت شريكا اساسيا في كل المعارك التي خضناها، شريكا اساسيا وفاعلا اصيلا" مشيرا الى ان القطريين كانوا "يديرون المعركة من الناحية الاستراتيجية" حتى دخول الثوار الى طرابلس.

واضاف "كنا متواجدين بينهم وكان عدد القطريين على الارض بالمئات في كل منطقة" مشيرا الى انهم كانوا "يديرون عمليات التدريب" اضافة الى "توجيه الثوار وتحديد الاهداف".

كما اعلن الرئيس السوداني عمر البشير الاربعاء ان السودان قدم دعما لقوات المجلس الانتقالي الليبي في قتالها ضد قوات القذافي.

وقال في احتفال جماهيري اقيم في مدينة كسلا بشرق السودان بحضور الرئيس الاريتري اسياس افورقي وامير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ان "القوات التي دخلت طرابلس كان جزء من تسليحها سوداني مائة بالمائة".