اعلنت مجموعة السبع التي سينضم الرئيس الاوكراني الى قمتها المنعقدة في اليابان من الجمعة الى الاحد، فرض عقوبات جديدة على روسيا للحد من قدرتها على مواصلة الحرب ضد اوكرانيا، بينما اعتبرت تعزيز الصين ترسانتها النووية "مصدر قلق" عالمي.
وفي بيان مشترك اعقب اجتماعا خصصوه لاوكرانيا، اعلن القادة المشاركون في القمة المنعقدة في مدينة هيروشيما اليابانية مجموعة تدابير من شأنها حجب التكنولوجيا ومعدات الصناعة وكذلك خدمات دولهم التي تدعم حرب روسيا على هذا البلد.
واعتبر أولكسي دانيلوف رئيس مجلس الأمن الأوكراني ان وجود الرئيس زيلينسكي الى جانب قادة الولايات المتحدة واليابان وإيطاليا وكندا وألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا، يعد "امرا اساسيا" للدفاع عن مصالح بلاده، حيث ان "مسائل مهمة ستتقرر" في القمة على هذا الصعيد.
والقى زيلينسكي في وقت سابق الجمعة كلمة امام القمة العربية المنعقدة في مدينة جدة السعودية التي وصلها الجمعة في زيارة غير مسبوقة، على ان يتوجه بعدها الى اليابان لحضور قمة مجموعة السبع.
وكتب زيلينسكي عبر حسابه على انستغرام قائلا انه شكر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي اجرى اجتماعا ثنائيا معه على هامش القمة، وذلك على دعمه وحدة اراضي اوكرانيا.
افضل متحدث بلسان اوكرانيا
وفي هيروشيما أكد مصدر مطلع لوكالة الصحافة الفرنسية ان زيلينسكي سيحضر القمة المنعقدة في المدينة، لكنه لم يحدد موعدا لوصول الرئيس الاوكراني.
ومنذ دمرتها الولايات المتحدة بقنبلة ذرية اواخر الحرب العالمية عام 1945، باتت المدينة المنكوبة رمزا للسلام في العالم.

واختتم الرئيس الاوكراني الاسبوع الماضي جولة شملت دولا اوروبية عدة سعى خلالها الى حشد مزيد من الدعم العسكري لهجوم مضاد تعتزم قوات بلاده شنه ضد القوات الروسية في شرق البلاد.
وكان مقررا ان يلقي زيلينسكي كلمة عبر الفيديو يوم الاحد الذي هو اليوم الاخير للقمة، لكن ذلك تغير على ما يبدو، حيث قرر الحضور شخصيا.
وسينضم الى القمة في يومها الاخير قادة دول منها البرازيل واندونيسيا وربما الهند التي لها علاقات عسكرية وثيقة مع روسيا وامتنعت حتى الان عن التنديد بحربها ضد اوكرانيا.
وكانت اليابان وجهت الدعوة الى قادة هذه الدول الناشئة، فيما قال مصدر دبلوماسي ان زيلينسكي سيلتقيهم ويتحدث اليهم بوصفه افضل متحدث باسم قضية بلاده.
وكما هو متوقع، سيطلب الرئيس الاوكراني مزيدا من الاسلحة لضمان نجاح هجوم مضاد تزمع قوات بلاده شنه ضد المناطق التي يسيطر عليها الجيش الروسي في اوكرانيا.
ومن بين ما سيطلبه اعداد كبيرة من مقاتلات اف-16 الاميركية وطائرات حربية اخرى تنتجها دول اوروبية.
الألماس الروسي
في هذه الأثناء شددت الدول الصناعية الكبرى السبع منذ الجمعة عقوباتها على روسيا معلنة عن تدابير جديدة بهذا الصدد.

تشمل التدابير العقابية التي تضمنها الاعلان المشتركة لقادة دول مجموعة السبع فرض قيود خانقة على منتجات اساسية تشكل مداخيلها مصدر تمويل للحرب الروسية، وكذلك على كيانات يشتبه في ايصالها معدات الى قوات موسكو على الجبهة في اوكرانيا.
واستهدفت بريطانيا والاتحاد الاوروبي قبل ذلك قاع الالماس الروسي الذي يدر مليارات الدولارات سنويا على موسكو.
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك هذه الخطوة رسالة الى موسكو مفادها ان مجموعة السبع ستبقى حازمة في دعمها لاوكرانيا، فيما تحدث شارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي بسخرية قائلا ان الماس روسيا لن يبقيى الى الابد.
الترسانة النووية الصينية
وخلال محادثات على هامش القمة بخصوص الاسلحة الذرية، فقد اعتبر قادة المجموعة تعزيز الصين ترسانتها النووية مصدر قلق للاستقرارين العالمي والاقليمي.
وقال القادة ان مبعث هذا القلق هو جنوج الصين الى تسريع الصين هذه الترسانة "في غياب شفافية أو حوار مجدٍ".
وحملت هذه الفقرة من بيان قمة المجموعة خصوصية حيث انها تصدر من اجتماع ينعقد في مدينة قضى فيها 140 ألف شخص القت الولايات المتحدة قنبلة نووية فوقهم عام 1945.
وكان القادة يرافقهم رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا زاروا قبل بدء اجتماعاتهم حديقة في هيروشيما احيا لذكرى الضحايا، علما ان الرئيس الاميركي جو بايدن الذي كان من ضمنهم يعد ثاني رئيس اميريكي يزور المدينة بعد باراك اوباما.
والى جانب ملفها النووي، بحث قادة المجموعة ما وصفوه بخطر "الإكراه الاقتصادي" الذي قد تمارسه بكين على صعيد سلاسل الامداد لدولهم.
وكان المستشار الالماني أولاف شولتس قال الخميس، ودون ان يذكرالصين بالاسم، ان دول المجموعة لا تريد ان يصبح العالم معتمدا على دولة بعينها على صعيد التوريد والتجارة والاستثمار.