قال محام زار ناشطا بحرينيا مسجونا ومضربا عن الطعام يوم الاربعاء ان حالة الناشط الذي بدأ اضرابه قبل أكثر من شهر تتدهور ومن المتوقع أن تلجأ سلطات السجن الى اطعامه قسرا.
ويقضي عبد الهادي الخواجة عقوبة السجن مدى الحياة لدوره في حركة احتجاج مطالبة بالديمقراطية اندلعت في فبراير شباط العام الماضي في أعقاب انتفاضات في مصر وتونس لكنها أخمدت بعد شهر من اندلاعها.
وأدين الخواجة بعدة تهم مها تشكيل وتنظيم "جماعة ارهابية" لانهاء الملكية وتغيير الدستور. والخواجة هو أحد مؤسسي مركز البحرين لحقوق الانسان وواحد من 14 من زعماء الاحتجاجات حكم عليهم بالسجن لمدد مختلفة في أعقاب محاكمات عسكرية مثيرة للجدل.
وأحالت البحرين معظم الاحكام العسكرية والقضايا الى محاكم مدنية بعد أن واجهت اتهامات دولية بالقمع. ولا تزال الاحكام الصادرة على زعماء الاحتجاج نافذة بالرغم من استئناف تنظره محاكم مدنية.
وأضرب هؤلاء الرجال عن الطعام فترة وجيزة الشهر الماضي للمطالبة بالافراج عنهم لكن الخواجة الناشط المدافع عن حقوق الانسان والذي يعتقد أنه تعرض للتعذيب في الاسابيع الاولى لاحتجازه يعتقد أنه بدأ اضرابه عن الطعام في التاسع من فبراير شباط.
وشاركت في حركة الاحتجاج أحزاب معارضة تطالب باصلاحات تشريعية وجماعات تدعو لانهاء الملكية. ويشكو الشيعة من التمييز ضدهم سياسيا واقتصاديا لكن الحكومة تنفي ذلك الاتهام.
وقال محمد الجيشي المحامي الذي زار الخواجة هذا الاسبوع ان الناشط يشرب لترا من الماء الممزوج بالاملاح والجلوكوز يوميا لكن من المحتمل ان تتدخل سلطات السجن لاطعامه قسرا اذا واصل الاضراب عن الطعام.
وقال الجيشي ان الخواجة لا يستطيع الاستمرار على نفس المنوال لكنه يرفض تماما تناول أي مأكولات ويقول انه اما ينال حريته واما يموت. وأضاف المحامي ان الخواجة توقف عن شرب الماء عدة أيام الاسبوع الماضي لكنه عاد لشرب السوائل مجددا منذ يوم الاحد واستعاد بعض قوته وأصبح قادرا على الكلام والمشي.
وقال المحامي ان الخواجة توقف عن الشرب احتجاجا في أعقاب زيارة من مسؤول بجماعة بحرينية لحقوق الانسان يعتقد الناشط أنه صحفي. وأضاف أن الخواجة يعتبر تلك الجماعة مؤيدة للحكومة وأنها أعطت انطباعا غير حقيقي عن حالته.
وذكرت الجماعة التي تسمى "مباديء" في بيان نشر بصحيفة الايام اليومية المؤيدة للحكومة أنها تعتقد أن اضراب الخواجة عن الطعام لا يعرضه حتى الان لخطر وشيك.
وتستمر المصادمات يوميا في أحياء الشيعة بين شبان وشرطة مكافحة الشغب كما نظم عدد من المسيرات الصغيرة هذا الاسبوع خارج المنامة تضامنا مع الخواجة الذي يحمل أيضا الجنسية الدنمركية.
وذكرت أسرة الخواجة أنه هو الذي أشير اليه برقم ثمانية ضمن حالات الانتهاكات التي رواها محتجزون لم تذكر أسماؤهم في تقرير صدر في نوفمبر تشرين الثاني عن اللجنة البحرينية المستقلة للتحقيق التي شكلتها المنامة في أعقاب ضغوط دولية لاجراء تحقيق بخصوص الاضطرابات.
وجاء في الرواية أن المحتجز أجريت له جراحة في الفك بعد أن تعرض للضرب أثناء القبض عليه في الثامن من أبريل نيسان. وجاء فيها أيضا أن الانتهاكات استؤنفت بعد ثمانية أيام منذ ذلك ومنها الضرب على باطن القدمين والاعتداء الجنسي باستخدام عصا.
وذكر التقرير أن المحتجز بدأ اضرابا عن الطعام في ذلك الوقت لمحاولة وقف التعذيب.
وكان وزير الخارجية الدنمركي فيلي سوفندال أبلغ نظيره البحريني الشهر الماضي أن الخواجة ينبغي أن يفرج عنه أو يحاكم أمام محكمة مدنية. وزار موظفون في القنصلية الدنمركية الخواجة في السجن عدة مرات خلال اضرابه عن الطعام.