ويأتي قرار التأجيل، بعدما احتج اثنان من محامي الدفاع بسبب عدم تمكنهما من الاتصال مع الموقوفين بالشكل المطلوب.
ولم تستغرق الجلسة أكثر من 15 دقيقة، تلقت خلالها القاضية الأسبانية الاحتجاجات رسمياً قبل أن تعود فتصدر قرار التأجيل.
إلا أن مصدراً قضائياً أسبانياً، أكد أن المحاكمة "لن تستغرق أكثر من ثلاثة أسابيع" متوقعاً أن تصدر الأحكام النهائية مطلع الربيع المقبل.
وقد عقدت الجلسة في قاعة محصّنة، تقع في الطبقة السفلية لمبنى المحكمة الوطنية الأسبانية في قلب مدريد بعدما أحيطت بإجراءات أمنية مشددة.
وقد تم وضع طبقة من الزجاج الواقي من الرصاص، للفصل بين الجمهور وقوس المحكمة، كما تم وضع طبقة أخرى حول قفص المتهمين.
يذكر أن الشرطة الأسبانية كانت قد ألقت القبض على الموقوفين الذين يعتقد أنهم على صلة بتنظيم القاعدة في العام 2004، متهمة إياهم بالتخطيط لتنفيذ هجمات ضد ناطحتي سحاب متجاورتين ومركز تجاري في مدينة برشلونة.
وينظر الإدعاء الأسباني إلى كلّ من محمد أفزال، وشاه زاد علي كوتجار، وأسلم محمد، على أنهم المتهمون الرئيسيون في القضية.
وقد طالب المدعي العام بإنزال حكم السجن لمدة 32 عاماً على المتهمين الثلاث، الذين توجّه لهم أيضاً تهم الاتجار بالمخدرات وغسل الأموال وتحويل مبالغ نقدية لخلايا أخرى بتنظيم القاعدة، بينما يواجه سائر المتهمين أحكاما أخف.
ويربط الإدعاء أيضاً بين كوتجار وعضوين آخرين من القاعدة، يعتقد أنهم على صلة بعملية اختطاف وقتل دانيال بيرل، مراسل صحيفة وول ستريت الأمريكية، في باكستان.
كما يعتقد أن كوتجار نفسه قام أيضاً بتحويل مبالغ مالية عام 2004 إلى أحمد غيلاني، المتهم بالضلوع في عملية تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، قبل أن يعود فيلتقي مع المغربي عثمان الغناوي، أحد المتهمين بتدبير تفجيرات شبكة قطارات مدريد.
بينما يعتقد أن الموقوف الآخر، محمد أفزال، قام بتحويل ما يقارب الثلاثة آلاف دولار إلى المصري عثمان السيد أحمد، الذي يحاكم أيضاً بتهمة الضلوع في تفجير قطارات مدريد التي ذهب ضحيتها 191 شخصاً.
وتحاول الشرطة الأسبانية حالياً معرفة الوجهة التي أرسلت إليها المجموعة مبالغ إضافية بقيمة 900 ألف دولار.وقد كشفت الشبكة من خلال تتبع سلسلة من التحويلات المالية بآلاف الدولارات بين أفرادها، الذين تم توقيف بعضهم في باكستان.