محللون: السعودية تخشى من خطر ايران

تاريخ النشر: 27 يناير 2007 - 09:37 GMT

يرى محللون أن السعودية تخشى من أن يكون الصراع في العراق قد قوض قدرة الولايات المتحدة على ضمان الامن في منطقة الخليج وزاد من خطر إيران.

وأطاح غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي كانت تنظر له واشنطن وحلفاؤها العرب السنة على أنه حصن ضد النفوذ الايراني وأحل محله نظاما ائتلافيا تهيمن عليه أحزاب من الاغلبية الشيعية.

وعزز الشيعة العراقيون المتحالف بعضهم مع ايران سلطتهم. ووضعت أعمال العنف الطائفية بين المسلحين السنة والميليشيات الشيعية البلاد على شفا حرب أهلية.

وتخشى السعودية من أن يمتد الصراع لحدودها. وتتركز الاقلية الشيعية في السعودية في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط بالقرب من الحدود مع ايران والعراق.

ويرى دبلوماسيون غربيون في الرياض أن السياسة السعودية تريد أن تضمن أن تظل المظلة الامنية الاميركية في المنطقة في مكانها لحماية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم من الدول المجاورة.

وقال أحد الدبلوماسيين "وزاد هذا الان بسبب العراق..هناك نفوذ ايراني متزايد في المنطقة."

والى جانب القوات الاميركية في العراق وقوامها نحو 134 ألف جندي تحتفظ الولايات بتواجد عسكري كبير في الكويت وقطر والبحرين التي تستضيف الاسطول البحري الاميركي الخامس.

وقال المحلل نيل باتريك من وحدة المخابرات الاقتصادية "الخلاصة هي أن السعوديين يبعثون اشارات أكثر وضوحا بأنهم لا يريدون الولايات المتحدة أن تنسحب على عجل."

وتتهم الولايات المتحدة ايران بأنها تطور سرا برنامجا للاسلحة النووية الامر الذي تنفيه طهران.

وفي كانون الاول/ ديسمبر استقال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الامير تركي الفيصل دون ابداء أسباب. وأثار هذا التحرك وتلميحات لمستشار أمني سعودي بأن الرياض قد ترسل جنودا لحماية السنة في العراق وتخفض أسعار النفط في العالم للضغط على ايران التكهنات بوجود خلافات حادة بشأن السياسة بين الاسرة الحاكمة.

ونفى مسؤولون سعوديون أنهم قد يستخدمون النفط كاداة للضغط لكن محللين أشاروا الى رفض دول الخليج العربية الدعوات العراقية بخفض الانتاج وزيادة الاسعار عندما كان العراق في وضع حرج بعد الحرب مع ايران بين عامي 1980 و1988.

وزارت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الرياض في الاونة الاخيرة وحصلت على تأييد السعودية لخطة الرئيس الاميركي جورج بوش بارسال جنود اضافيين لتهدئة الاوضاع في العراق خلال هذا العام رغم أن مسؤولين سعوديين أعربوا عن تحفظاتهم تجاه نوايا القيادة الشيعية في العراق.

وقال مصطفى علاني وهو محلل عراقي يزور الرياض انه بعد الزيارة وموافقة السعودية على خطة الولايات المتحدة قال الملك عبد الله بن عبد العزيز انه يجب أن يتوقف الجدل.

وأضاف أن السعوديين كانوا يشعرون بالقلق من تقرير بيكر-هاميلتون الذي اوصى بأن يتفاوض الاميركيون مع ايران لكنهم حصلوا على ضمانات بشأن العراق وأمن السعودية واحتواء ايران.

وكان علاني يشير الى توصيات وردت في تقرير وضعته مجموعة دراسة العراق وهي لجنة أميركية مؤلفة من أعضاء كبار في الحزبين الديمقراطي والجمهوري بقيادة وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر. وكان من بين التوصيات أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تجد طريقة لبقة للخروج من العراق وأن تشرك ايران في المساعي لارساء الاستقرار هناك.

وقالت دول الخليج العربية انها ستسعى لتطوير خطط نووية خاصة بها في رسالة واضحة لواشنطن بأن سباقا للتسلح النووي قد يجري في المنطقة اذا لم يتم التصدي لايران.

لكن في الوقت ذاته زادت الرياض وطهران الاتصالات الدبلوماسية.

وأجرى علي لاريجاني كبير المفاوضين النوويين الايرانيين محادثات في الرياض في الاونة الاخيرة مع الملك عبد الله بن عبد العزيز فيما وصفته مصادر سعودية بأنه محاولة للحصول على مساعدة السعودية مع واشنطن ولطمأنة السعودية بشأن البرنامج النووي.