بسمة الكويتية ومحمد المؤمن أحدث أبطالها.. الردة عن الاسلام بين الظاهرة و"التقليعة" والمآرب الاخرى!

تاريخ النشر: 10 فبراير 2021 - 12:22 GMT
محمد المؤمن وبسمة الكويتية
أبرز العناوين
أكثر من 10 ملايين مسلم ارتدوا عن دينهم منذ عام 1960، نصف مليون منهم في الدول العربية!
الإفتاء المصرية: "الممارسات العنيفة للإرهابيين والتشدد لدى بعض الجماعات الإسلامية سبب انتشار الإلحاد في بعض البلدان العربية"
تغلغل "الإسلام السياسي" في الحياة الخاصة والعامة يمكن أن يكون سببا آخر

البوابة- خاص

بفارق زمني بينهما لا يتعدى بضعة اسابيع، أطلت الفنانة "بسمة الكويتية" والمذيع الكويتي "محمد المؤمن" على متابعيهما في وسائل التواصل الاجتماعي بتسجيلي فيديو يعلنان فيه الردة عن الاسلام، واعتناقهما بدلا من ذلك للديانتين اليهودية والمسيحية.


قالت بسمة بلغة واثقة في التسجيل المقتضب: "أعلن تركي للإسلام وبكل فخر أعلن اعتناقي للديانة اليهودية".

وحرصت الشابة التي تبين انها اريترية الجنسية، ولا تنتسب الى الكويت الا من طريق امها التي تحمل جنسية هذا البلد العربي، على تسجيل موقف سياسي على ما يبدو، عندما هاجمت "نظام آل صباح الذي يرفض التطبيع وحرية الرأي".

ثم ختمت حديثها قائلة: "لا ولاء ولا انتماء"، وذلك في ما يبدو للثأر من الحكومة الكويتية التي رفضت منحها الجنسية رغم مساعيها ومحاولاتها العديدة، ولأسباب لم تفصح عنها الى الان.

وقبلها بأقل من شهر، كان المذيع الكويتي محمد المؤمن يخرج على جمهوره ومتابعيه بمقطع فيديو مشابه أعلن فيه ارتداده عن الاسلام واعتناقه الديانة المسيحية.

وردد المؤمن الذي بدا عابسا وزائغ العينين  عبارات تدل على ديانته الجديدة مثل "نحن أبناء عيسي بن مريم"، و"أي شيء نراه يخص المسيحية لهدف الشهرة سيتم مضايقتكم، وهذا ليس تهديداً".

ثم ختم بإظهار صليب كان يرتديه كقلادة حول عنقه دون ان يتفوه بكلمة أخرى. وقد شكك الكثيرون حينها في أن يكون هذا المؤمن في حالة طبيعية عند تسجيل الفيديو، لافتين الى انه ربما يكون تحت تأثير عقار ما!.


 
عشرة ملايين مرتد

بحسب دراسات أجراها باحثون في جامعة ادنبرة الاسكتلندية وجامعة سانت ماري الاميركية فضلا عن دراسات وتقارير لهيئات دولية ومؤسسات بحثية وإعلامية حول العالم، فإن بسمة ومحمد ليسا سوى شخصين في قائمة تضم أكثر من عشرة ملايين مسلم ارتدوا عن دينهم الى المسيحية واليهودية وديانات اخرى، أو انهم اعلنوا الحادهم التام، وذلك على مدى السنوات من 1960 وحتى 2014.

وبما ان هناك ثغرة مداها الزمني نحو سبع سنوات منذ العام 2014، فإن العدد سيصبح حكما اكبر من عشرة ملايين.

ومع  الاقرار بأن حالة خروج مشاهير في العالم العربي على الملأ بأمر التحول عن الدين تعد نادرة ومحفوفة بالمخاطر بسبب العواقب التي تنتظر من يقدم على هذا الامر، لكن بعض المشاهير الذين يعيشون في مجتمعات غير مسلمة، يسهل لهم الإعلان عن ذلك.  

ومن هؤلاء على سبيل الذكر لا الحصر، المغني البريطاني الباكستاني الاصل زين مالك، الذي اعلن قبل بضعة اعوام إلحاده وارتداده عن الاسلام. 

ببساطة، قال المغني الشاب عن السبب: "أنا لا أؤمن أنه يجب عليك أن تأكل نوعًا معينا فقط من اللحم، ولا أؤمن أنه يجب عليك أن تؤدي خمس صلوات يوميًا بلغة واحدة، أنا فقط أؤمن أنك إن كنت شخصًا جيدًا، فكل شيء بالنسبة لك سوف يسير على ما يرام".

خروج مشاهير في العالم العربي على الملأ بأمر تحولهم عن الاسلام تعد نادرة ومحفوفة بالمخاطر بسبب العواقب التي تنتظر من يقدم على هذا الامر

وتماشيا مع تقليعة تسييس المواقف الشخصية، فقد قال مالك أن اعتقاد بعض جماهيره أنه مسلم، قد سبب له المشاكل؛ فالبعض من الجمهور كان يهاجمه أثناء حفلاته بسبب أعمال العنف التي ترتكبها بعض الجماعات التي تدعي استخدام العنف في سبيل الدفاع عن الإسلام.

وتاليا تفصيل لاعداد المرتدين المتحولين من الاسلام الى المسيحية في الدول العربية كما توردها دراسة هي عبارة عن رسالة مقدمة من طالب دراسات عليا في جامعة ادنبرة الاسكتلندية، معنونة "العيش وسط الحطام.. سياقية صنع اللاهوت والمسيحيون المسلمون سابقا"، 

البحرين: 1500، فلسطين:  200 شخص، مصر: بين 10 و14 ألفا، العراق: 5 آلاف شخص، الاردن: بين 5 و6500 شخص، الكويت: بين 250 و350 شخصا، لبنان: نحو 2500 شخص، سلطنة عمان: بين 50 و200 شخص، قطر: 200 شخص، السعودية: بين 50.000 و60.000 شخص، سوريا: بين 1000 و2000 شخص، الامارات: 200 شخص، اليمن: 1000 شخص، الجزائر: بين 50.000 و380.000 شخص، المغرب: بين 25.000 و45.000 الف شخص، موريتانيا: بين 400 و1000 شخص، ليبيا: بين 300 و1500 شخص، السودان: بين 25.000 و30.000 شخص، وفي  الصومال تصل أعداد المتحولين إلى 1,000 شخص.

وتجدر الاشارة الى هناك عددا متزايدا ملحوظا من التحولات إلى المسيحية بين الأقليات المسلمة في العالم الغربي في العقود الماضية، وعلى الأخص من قبل الأفغان والألبان والإيرانيين والعراقيين والمغاربيين والأكراد والأتراك، ولكن أيضًا من قبل العرب وكذلك من قبل الهنود

ولا يعرف على وجه التحديد كم عدد المتحولين الى ديانات اخرى بينها اليهودية، لكنها اعداد من المتوقع ان تكون اقل بكثير، حيث ان اليهودية بمفهومها الحالي باتت تمثل عرقية مغلقة أكثر من كونها دينا يسعى الى الانتشار في العالم.

السوشيال ميديا.. الملاذ الامن

يشكل فيسبوك وتويتر ويوتيوب والمدونات هي الوسائل الإعلامية الأكثر تداولا بين المرتدين، وخصوصا الملحدين العرب، لأسباب عدة ربما من أهمها أنها تتيح للمستخدم خيار عدم الكشف عن تفاصيل هويته.

ويحتوى فيسبوك على العديد من الصفحات التي تدعو الملحدين العرب إلى الانضمام إليها.

ومن هذه الصفحات: "الملحدين التونسيين"، التي تضم أكثر من 10 آلاف متابع، و"الملحدين السودانيين" التي تضم أكثر من 3000 متابع، وأيضا "شبكة الملحدين السوريين" التي تضم أكثر من 4000 متابع.

وعلى تويتر، يتراوح عدد متابعي الحسابات التي يعلن أصحابها عن إلحادهم بين المئات والآلاف، فمثلا يتجاوز عدد متابعي حساب "أراب أثيست" الثمانية آلاف متابع.

ويتنوع محتوى النقاشات التي يجريها أصحاب هذه الحسابات، فبعضهم يقول إنهم يريدون "هدم خرافات الدين باستخدام العقل"، والبعض الآخر ينشر على حسابه تعليقات وصورا مضادة للإسلام مثل صور لنسخ للقرآن الكريم ممزقة.

هناك عدد متزايد ملحوظ من التحولات إلى المسيحية بين الأقليات المسلمة في العالم الغربي في العقود الماضية، وعلى الأخص من قبل الأفغان والألبان والإيرانيين والعراقيين والمغاربيين والأكراد والأتراك

بعض هؤلاء يقول إنه هدفه إعمال العقل ونشر العلم وهناك من يقول إن تغريداته موجهة للأتباع الملحدين. وهناك من يصف نفسه بأنه "كافر وملحد" وينشر مشاركات تدعي "بأن الخطاب الإسلامي يشجع على العنف ضد الديانات الأخرى".

وعلى يوتيوب، أنشأ بعض الملحدين العرب العديد من القنوات التي تجذب آلاف المشتركين. وغالبا ما ينشر أصحاب هذه القنوات مقاطع فيديو ضد الدين الإسلامي تحمل عناوين مثل: "خرافات الدين".

وفي مكان آخر على شبكة الإنترنت، أطلق بعض الشباب العربي قناة تلفزيونية على الإنترنت تسمى "العقل الحر".

ويعرف موقع "تلفزيون "العقل الحر" على الإنترنت بنفسه على أنه "إحدى وسائل الإعلام العلمانية عبر الإنترنت التي تهدف إلى تقديم أخبار بعيدة من هيمنة الرقابة الدينية والحكومية إلى شعوب الشرق الأوسط والعالم".

محاولة للفهم

يقول باحثون ومراقبون انه مع انتشار خطاب ديني متطرف في العالم العربي إثر ثورات الربيع العربي، بدأ بعض الشباب العربي في إعلان عدم إيمانهم صراحة والتعبير عن اختلافهم مع الخطاب الديني السائد ورفضهم له.

وقد تحدثت دار الإفتاء المصرية عن هذا السبب على وجه الخصوص، حيث اعتبرت أن "الممارسات العنيفة للإرهابيين والتشدد لدى بعض الجماعات الإسلامية سبب انتشار الإلحاد في بعض البلدان العربية".

وأضافت أن "أبرز الأسباب التي تدفع الشباب إلى الإلحاد هي ممارسات الجماعات الإرهابية التكفيرية التي تنتهج الوحشية والترهيب والذبح باسم الإسلام والتي صدرت مفهوماً مشوهاً لتعاليم الدين، ورسخت صورة وحشية قاتمة له، مما نفر عدداً من الشباب من الإسلام ودفعهم إلى الإلحاد".

كما أن تغلغل "الإسلام السياسي" في الحياة الخاصة والعامة يمكن أن يكون سببا آخر لردة الفعل ضد الدين.

يحتوى فيسبوك على العديد من الصفحات التي تدعو الملحدين العرب إلى الانضمام إليها.

وبالنسبة لبعض العلمانيين العرب الذين ينادون بفصل الدين عن الدولة، فإن القوى الإسلامية استخدمت الدين لتحقيق مصالحها الخاصة.

وقد أثار هذا الاتجاه (الالحادي) نقاشا حاداً في المنطقة العربية، ولا سيما على شبكات التواصل الاجتماعي، وكسر حاجزاً ظل يُنظر إليه باعتباره من "التابوهات " المحرم الحديث فيها على مدار العقود السابقة.

وبسبب ذلك يصبح من العسير الوصول إلى أرقام دقيقة عن عدد الملحدين في العالم، لكن بعض الجهات الدينية أشارت إلى بعض الأرقام. فوفقا لتصريحات لدار الإفتاء المصرية في يناير/ كانون الثاني 2014، فإن هناك نحو 866 ملحدا في مصر، في حين قدر آخرون عددهم بالآلاف.

وفى نفس العام، عممت عدة وسائل إعلام سعودية دراسة أجرتها مؤسسة "وين غالوب الدولية للأبحاث" كشفت فيه أن "خمسة في المئة من السعوديين قالوا إنهم كانوا ملحدين"، أي في بلد يبلغ عدد سكانه 29 مليون نسمة.

موقف الإسلام

الردة موضوعة خلافية شائكة. حيث يرى جمهور الفقهاء بوجوب استتابة المرتد لثلاثة أيام وإلا فإنه يُقتل، وذلك لحديث علي بن أبي طالب المشهور عن النبي: "مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ، وَلاَ تُعَذِّبُوهُ بِعَذَابِ اللَّهِ"، وقول الرسول أيضاً "لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بإِحْدَى ثَلاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، والنَّفْسُ بالنَّفْسِ، والتَّارِكُ لدِينِهِ المُفَارِقُ للجَمَاعَة".

وفي المقابل، يوجد صوت فقهي من العلماء يُنادي بأن المرتد لا يُقتل، واستشهدوا بأن الرسول ارتد في زمنه عدد من الناس ولم يُهدر دمهم، وكذلك عمر بن الخطاب أنكر قتل المُرتدين وتبرّأ من قتلهم.

في الوقت الراهن يوجد الكثير من العلماء من قال بعدم قتل المرتد، فعلى سبيل المثال كان شيخ الأزهر أحمد الطيب صرح بذلك في إحدى المقابلات التلفزيونية وقالها صراحة : لا أؤمن بحد الردة.

كذلك ردوا على الطرف الثاني في حروب الخليفة أبو بكر الصديق للمرتدين بأنه حرب فتنة وليست حروب ارتداد عن الدين، أيضاً أن من قاتلهم أبو بكر ليسوا مرتدين كلهم فكان فيهم من لم يؤمن أصلاً، وفيهم المتربصون فيتبعون الغالب، وفيهم من امتنع عن الزكاة، وبشكل عام فإن حروب أبو بكر لتلك القبائل كانت سياسية بشكل كبير فقد كان في انفصالهم عن الجسم الإسلامي ضربة قوية للمسلمين.

ويستدل القائلون بعدم قتل المرتد بقول الامام إبراهيم النخعي الذي رُوي عنه أنه قال بعدم قتل المرتد.

وفي الوقت الراهن يوجد الكثير من العلماء من قال بعدم قتل المرتد، فعلى سبيل المثال كان شيخ الأزهر أحمد الطيب صرح بذلك في إحدى المقابلات التلفزيونية وقالها صراحة : لا أؤمن بحد الردة.

وكان الداعية الشيخ طارق السويدان تكلم في مقابلة مع الاعلامي عمرو أديب عن حد الردة، وقال: "حتى حد الردة بالنسبة لي أنا لا أعتبره حداً دينياً بل أعتبره حداً سياسياً، في بداية الإسلام كانت هناك لعبة من بعض اليهود وهذا في القرآن "آمنوا وجه النهار واكفروا آخره" حتى نشكك في الإسلام، فصدر قرار "من بدل دينه فاقتلوه".

ويقول السويدان: اليوم لو واحد بدل دينه في باكستان هل سيؤثر علينا؟ هو حر، بينه وبين الله عز وجل، وهذا يتناقض مع القرآن نفسه، فالقرآن يقول "لا إكراه في الدين"، "لست عليهم بمسيطر"، "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"، كل هذه الايات سنلغيها لأجل حديث فيه احتمال وهي آيات محكمات؟ وفي اعتقادي أنه واجد شرعاً أنه على المسلم أن يحمي حرية الاعتقاد لغير المسلم.

المزيد من الاخبار على البوابة

تابع صفحتنا على الفيس بوك

تويتر البوابة

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن