محمد منير ل"البوابة": "النوبة" قصة تضحية لأجل مصر

تاريخ النشر: 29 يوليو 2019 - 10:48 GMT
الفنان المصري محمد منير
الفنان المصري محمد منير

عمان – البوابة – وسام نصر الله

أكد الفنان المصري محمد منير أن الفنان الحقيقي صورة صادقة لمجتمعه وشعبه، ومرآة تعكس الواقع الذي يعيشه الجميع.

وقال منير ل"البوابة": "إن تعدد المشارب الثقافية والفنية على مستوى الأغاني والألحان في العالم العربي، مصدر ثراء يجب الاستفادة منه لتقديم الجديد والجيد بنفس الوقت، وأنه الحل الوحيد للنهوض بالأغنية العربية".

ورفض الفنان المصري فكرة وضع مخطط سلفا لما يقدمه من اعمال فنية، مشيرا إلى أن المناخ العام والظروف الموضوعية هي التي تحدد مساره الفني وخطة عمله.

وتابع منير: "على الرغم من كل المستجدات في ساحتنا العربية، والأشياء التي تداهمنا وتفاجئنا وتعترض طريقنا، إلا أننا نطمح دائما للأفضل والأحسن، وأنه لن يكون هناك جديد وأمل إلا بظهور البديل الجيد"

وفي سؤاله عن "النوبة" التي ابتلعتها مياه بحيرة "ناصر" في سبعينيات القرن الماضي،  قال منير ل"البوابة": "النوبة قضية بسيطة جدا، من الممكن أن يتعرض لها أي مجتمع في أي وطن، وهي لا تمثل بالنسبة لي أي عقدة، بل على العكس من ذلك، هي نموذج حي للتضحية والعطاء للوطن".

منير ولد في قرية الدر القديمة في النوبة بأسوان، وقضى فترة الصبا في أسوان قبل أن يهاجر مع أسرته للعاصمة القاهرة بعد غرق قرى النوبة تحت مياه بحيرة ناصر التي خلفها السد العالي، في أوائل السبعينيات.

وحول التراث والفلكلور النوبي وأهمية المحافظة عليه من الإندثار والضياع أوضح "منير" أن "النوبة" كانت سببا من أسباب بداياته الأولى، مشيرا إلى أن موسيقى الستينيات والسبعينيات كانت مسيطرة على المشهد الفني آنذاك، وأنه أحبب أن يقول شيئا عن بلاده "النوبة".

وأشار "فتى النوبة" إلى انه رفض في بداياته أن تكون العاصمة هي المصدر الأول والوحيد للحن والأغنية، ويقول: "في مصر الكثير من المجتمعات والثقافات الفرعية في الجنوب والشمال والشرق والغرب، ولكل منطقة لها فنها ولحنها الخاص، ولكنها تحتاج للرعاية والاهتمام، والأغنية الجميلة من الممكن أن تتردد في كل مكان، بغض النظر عن مصدرها سواء الأرياف أو المدينة".

وأضاف "الكنج" –اللقب الذي يطلقه عليه عشاقه-: " ماقدمته عن النوبة مجرد صورة لم تكن ظاهرة على المستوى الإعلامي، لأنه في تلك الفترة لم يكن هناك انتشار للمحطات الإذاعية، على عكس الفترة الحالية التي تنتشر فيها تلك المحطات بكثرة، والقنوات التلفزيونية والفضائية، لذلك التقصير الإعلامي في البدايات دفعني لإبراز الفن النوبي والعمل عليه".

وبين ابن "النيل" ل"البوابة": "عندما قدمت الأغنية النوبية كانت غريبة عن المجتمع المصري بشكل عام، وحدود المعرفة بهذا اللون الغنائي كانت محصورة بفئة معينة من المجتمع لاتتعدى الثلاثة ملايين نسمة، من مثل أغاني: "الفلاحين" و"الصوفية" و"الصعايدة" ".

وكان الفنان المصري قد اختتم مساء السبت فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته 34، بحفل فني ضخم على "المسرح الجنوبي" في المدينة الأثرية بجرش -45 كم شمال غرب العاصمة عمان-، مقدما باقة من روائعه التي تفاعل معها الجمهور بحب وطرب.

وأعرب محمد منير عن سعادته بالمشاركة في المهرجان، مؤكدا أن غيابه عن الوقوف على خشبات مسرح جرش، لمدة 17 عاما، لم تمنعه عن جمهوره وعشاقه في الأردن، بدليل مشاركته بكثير من الحفلات التي أقيمت بالأردن خلال تلك السنوات.

وقال منير: "من حسن حظي أن البدايات كانت في عز نهضة التلفزيون الاردني، الذي قدمت معه رصيدا غنائيا هو الأكبر لي في تلك المرحلة الزمنية"

وحصدت أحدث أغاني منير "مهموم"، أعلى نسبة مشاهدة على قناته الخاصة بـ"يوتيوب"، حيث اقتربت من تحقيق مليون ونصف مشاهدة في أول 3 أيام من طرحها.