حذر مسؤولون في البحرية الكينية الاحد من ان قراصنة يتجمعون حاليا على الساحل الصومالي شمال مقديشو مغتنمين فراغ السلطة الناجم عن الهجوم العسكري الصومالي الاثيوبي على المحاكم الاسلامية.
واكد المسؤولون ان القراصنة يتجمعون في هاراديري التي تبعد نحو 300 كلم شمال العاصمة الصومالية التي كانوا ينطلقون منها في الماضي لمهاجمة عشرات السفن في المحيط الهندي. وفروا من هذه المنطقة اثر وصول قوات المحاكم الاسلامية قبل ان تطرد بدورها في نهاية 2006.
واعلن اندرو موانغورا المسؤول الكيني عن برنامج مساعدة البحارة في مومباسا ان "قراصنة مدججين بالسلاح شوهدوا مؤخرا وهم يتجمعون في مدينة هاراديري التي اشتهرت سابقا بايوائها قراصنة".
واضاف ان "القراصنة كانوا يستعدون لمعاودة الهجوم على السفن التي تمر على طول الساحل الصومالي".
وشدد مسؤولون ايضا على الخوف من استئناف اعمال القرصنة في المياه الصومالية بعد عدة اشهر من الهدوء.
وكان القراصنة فروا من هاراديري في اب/اغسطس 2006 عندما سيطرت قوات المحاكم الاسلامية على هذه المدينة وفرضوا فيها الشريعية الاسلامية.
لكن الاسلاميين انهزموا في مطلع كانون الثاني/يناير في الهجوم الذي شنته القوات الحكومية الصومالية مدعومة بالجيش الاثيوبي ما ادى الى فراغ في السلطة لا سيما في وسط الصومال حيث لا تبسط الحكومة الانتقالية الصومالية نفوذها.
وشهدت المياه الاقليمية الصومالية عددا كبيرا من اعمال القرصنة بين اذار/مارس وحزيران/يونيو 2006 عندما استولى الاسلاميون على مقديشو قبل بسط نفوذهم على وسط وجنوب البلاد.
وناشدت الحكومة الصومالية عبثا ومرارا دول شرق افريقيا لمساعدتها على مراقبة مياهها الاقليمية.
وادت موجة اعمال القرصنة قبالة السواحل الصومالية التي يبلغ طولها 3700 كلم وحيث هوجمت اكثر من اربعين سفينة الى رد مكتب البحرية الدولي. ولا تقوم اي بارجة حربية او زورق خفر السواحل بدورية في المنطقة.
وحذر المكتب السفن غير الراغبة في الرسو في الصومال الى البقاء ابعد ما يمكن عن السواحل الصومالية اي على مسافة 75 ميلا على الاقل. ويطلب القراصنة عادة مبالغ مالية كبيرة مقابل الافراج عن السفن وطواقمها.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر حكمت محكمة كينية بالسجن سبع سنوات على عشرة صوماليين اعتقلتهم البحرية الحربية الاميركية وهم يحاولون نهب سفينة على الساحل الصومالي.
ومنذ هزيمة قوات المحاكم الاسلامية شهدت مقديشو تصعيدا في اعمال العنف وكذلك عمليات استهدفت القوات الاثيوبية المنتشرة في البلاد لمساعدة الحكومة الصومالية الانتقالية على بسط نفوذها.
ولم تفلح اكثر من 14 مبادرة سلام دعمتها الاسرة الدولية في اعادة السلام في الصومال حيث يعاني اكثر من عشرة ملايين نسمة من النقص في الاغذية والمجاعة والجفاف والفيضانات.