مذبحة في حمص مع استئناف القصف وروسيا تتمسك بتأييد الاسد

تاريخ النشر: 08 فبراير 2012 - 09:54 GMT
عناصر من الجيش السوري الحر يتدربون على الاسلحة قرب ادلب
عناصر من الجيش السوري الحر يتدربون على الاسلحة قرب ادلب

 

ذبحت ميليشيا مؤيدة للرئيس السوري بشار الاسد 20 مدنيا حين اقتحمت منازل ثلاث عائلات قرب حمص التي اسفر القصف المتواصل عليها ايضا عن مقتل 47 شخصا، فيما اكدت موسكو التزامها بمعارضتها للضغط الغربي والعربي على الرئيس الاسد كي يتنحى.
وقال المعارض بالمنفى رامي عبد الرحمن رئيس المرصد الذي يوجد مقره في بريطانيا متحدثا لرويترز ان ميليشيا الشبيحة اقتحمت ثلاثة منازل اثناء الليل وذبحت عائلة تضم خمسة افراد هم الاب والزوجة واطفالهما الثلاثة وعائلة من سبعة افراد في منزل اخر وثمانية افراد في منزل ثالث.
ولم يصدر تعليق فوري من السلطات السورية ولم يمكن التأكد من التقرير لان السلطات تضع قيودا مشددة على الدخول للبلاد.
وقال نشطاء في حمص ومصادر بالمعارضة السورية ان قوات مدرعة تابعة للرئيس بشار الاسد توغلت في مدينة حمص بوسط سوريا يوم الاربعاء وهي تطلق قذائف صاروخية وقذائف هاون مما أسفر عن مقتل 74 مدنيا على الاقل في الساعات الثمانية الماضية.
وجاءت محاولات قوات الاسد لاخضاع الاحياء المناوئة له في حمص بعد يوم من اعلان روسيا ان الرئيس السوري يريد السلام.
وذكر نشطاء أن الدبابات دخلت حي الانشاءات واقتربت من منطقة بابا عمرو التي كانت هدفا لاعنف قصف من قوات الاسد والذي أسفر عن مقتل 100 مدني على الاقل خلال اليومين الماضيين.
وقال النشط محمد الحسن عبر هاتف يعمل من خلال الاقمار الصناعية من حمص "الدبابات الان عند مسجد القباب والجنود دخلوا مستشفى الحكومة في الانشاءات. واقتربوا أيضا من بابا عمرو ويسمع الان القصف على كرم الزيتون والبياضة."
وأضاف ان الكهرباء عادت لفترة وجيزة وأمكنهم الاتصال بالعديد من الاحياء لان النشطاء هناك تمكنوا من اعادة تشغيل هواتفهم. وقال انهم احصوا مقتل 47 شخصا منذ منتصف الليل.
واستمرت الهجمات على حمص على الرغم من حصول روسيا على وعد من الاسد بانهاء اراقة الدماء وذلك في حين تسعى الدول الغربية والعربية لزيادة عزلة الاسد في اعقاب الهجوم على المدينة.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان "مجموعة ارهابية مسلحة" هاجمت حواجز تفتيش للشرطة على الطرق في حمص وأطلقت قذائف الهاون على المدينة وان ثلاثة منها سقطت على مصفاة نفط حمص وهي احدى مصفاتين في البلاد. ولم تذكر تفاصيل عن أي اضرار.
ووردت أيضا انباء عن قصف بقذائف الدبابات للزبداني وهي بلدة يعيش فيها 20 ألف نسمة وتبعد 30 كيلومترا الى الشمال الغربي من دمشق. وتقع البلدة على سفح جبال تفصل سوريا عن لبنان حيث كانت المقاومة للاسد الاعنف في البلاد.
وجاء الهجوم على حمص والزبداني بعد هجمات لاستعادة ضواح في دمشق في الاسبوع الماضي كانت سقطت تحت سيطرة قوات المعارضة بعد شهور من المظاهرات الحاشدة ضد حكم الاسد وعمليات عسكرية متكررة لم تفلح في اخمادها.
وقال عامر فقيه وهو نشط في ضاحية حرستا بدمشق "نحن تحت الاحتلال. الجيش ينهب المتاجر والمنازل ويسرق حتى الحشايا. قطعوا الكهرباء والهواتف لعشرة أيام الان.. تندر المياه والوقود. أي أحد يجرؤ على الخروج للشارع بعد السادسة مساء يتعرض لخطر اطلاق النار عليه على الفور."
وعلى الرغم من القمع تحدث نشطاء عن قيام مظاهرات ضد حكم الاسد في أنحاء البلاد بما في ذلك محافظة السويداء الجنوبية التي تضم نسبة كبيرة من الدروز الذين ظلوا على الحياد بصورة كبيرة خلال الانتفاضة.
وقال نشطاء ان شخصين قتلا في القصف يوم الثلاثاء ليصل الى عشرة على الاقل عدد الذين قتلوا في الزبداني في اليومين الماضيين. وقالت وسائل الاعلام الحكومية ان "اربعة من أفراد القوات الخاصة قتلوا في سهل الزبداني في ريف دمشق ... وان الاشتباك ادى الى مقتل عدد من الارهابيين."
وشن ما يقدر بنحو 150 دبابة والاف الجنود هجوما على الزبداني في الاسبوع الماضي بعد انسحاب قوات الاسد الشهر الماضي نتيجة هدنة تم التوصل اليها بين صهر الاسد وأعيان البلدة.
روسيا متمسكة بموقفها
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الاربعاء ان نتيجة اي محادثات بشأن انهاء اراقة الدماء في سوريا يجب الا تحدد مسبقا فيما يكشف التزام موسكو بمعارضتها للضغط الغربي والعربي على الرئيس بشار الاسد كي يتخلى عن السلطة.
وجاءت تصريحات لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو بعد محادثات مع وزيرة الخارجية الباكستانية. 
وتشير التصريحات الى ان روسيا التي استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مسودة قرار بمجلس الامن يدعم دعوة من الجامعة العربية لتنحي الاسد لم تغير موقفها بشأن سوريا بعد اجتماع لافروف مع الاسد في دمشق يوم الثلاثاء.
وقال وزير الخارجية الروسي اثناء زيارة العاصمة السورية الثلاثاء، ان الدولتين راغبتان في احياء مهمة المراقبة التي تقوم بها جامعة الدول العربية التي استخدمت موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) لاحباط خطتها لحل الازمة السورية في مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
وقال لافروف للاسد ان السلام من مصلحة روسيا. وتتمتع حكومة موسكو بنفوذ فريد في دمشق باعتبارها مصدرا رئيسيا للسلاح مع وجود روابط سياسية قديمة مع سوريا ولها قاعدة بحرية على السواحل السورية المطلة على البحر المتوسط.
وليس هناك ما يشير في تصريحات لافروف الى أن قضية تخلي الاسد في وقت لاحق عن السلطة -وهي عنصر رئيسي في خطة الجامعة العربية التي رفضت في مجلس الامن- قد نوقشت.
وقال الاسد انه سيتعاون مع أي خطة تحقق الاستقرار لسوريا ولكنه أوضح أن ذلك يسري فحسب على خطة سابقة للجامعة العربية تدعو الى الحوار واطلاق سراح سجناء وسحب قوات الجيش من مراكز الاحتجاجات.
وقال وليد البني العضو الرفيع في المجلس الوطني السوري المعارض ان لافروف لم يأت بمبادرة جديدة وان "الاصلاحات المزعومة" التي وعد بها الاسد غير كافية.
وقال لرويترز "الجرائم التي ارتكبت لم تدع مجالا لبشار الاسد لكي يبقى حاكما لسوريا."
كما لم تسفر الوساطة الروسية عن ابطاء مساعي دول أدانت الفيتو الروسي الصيني لمحاصرة سوريا دبلوماسيا واعاقة الاسد من خلال فرض عقوبات على أمل الاطاحة به.
ويقول زعماء للمعارضة ان اراقة الدماء تعني أن تقديم الاسد أي تنازلات فات أوانه وأن الوقت قد حان لتفكيك الدولة البوليسية القائمة منذ نحو 50 عاما.
وقال كمال اللبواني الزعيم المعارض في المنفى لرويترز ان من المستحيل على الاسد أن يحكم بعد قصف مدنه وبلداته. وأضاف أنه يصعد في استخدام قوته العسكرية اما لاغراق سوريا في الفوضى أو لتحسين موقفه التفاوضي.
ومضى يقول انه لا يمكنه الانتصار عسكريا وان القصف قتل مدنيين بالاساس. وأضاف أن المقاتلين في حمص ومدن أخرى يتسللون بعيدا لكنهم سيعودون وان قوات الاسد يمكنها دخول بابا عمرو أو الزبداني لكنها لا يمكن أن تبقى هناك وقتا طويلا قبل أن تتلقى ضربة موجعة.
ومضى اللبواني يقول ان موسكو اما أنها ستتوسط لتشكيل مجلس عسكري انتقالي ليحل محل الاسد على غرار ما حدث في مصر عندما سلم الرئيس السابق حسني مبارك السلطات الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة واما ستساعد الاسد على اقامة منطقة للاقلية العلوية.
وقال مجلس التعاون الخليجي ان أعضاءه سيستدعون سفراءهم من دمشق ويطردون السفراء السوريين من عواصمهم ردا على تصعيد العنف.
وقال دبلوماسيون بالاتحاد الاوروبي انه بعد أن أدانت دول الاتحاد الاوروبي الفيتو الروسي الصيني تتأهب لفرض مجموعة جديدة من العقوبات على سوريا مع التركيز على أرصدة البنك المركزي والتجارة في المعادن النفيسة والذهب والالماس.
ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وهو حليف سابق تحول ضد الاسد الفيتو في مجلس الامن بأنه "فشل ذريع للعالم المتحضر" وقال ان أنقرة تعد مبادرة جديدة مع الدول التي تعارض الحكومة السورية.