مذبحة جديدة قرب دمشق وعدد قتلى الانتفاضة يتجاوز 30 الفا

تاريخ النشر: 26 سبتمبر 2012 - 06:10 GMT
مذبحة جديدة قرب دمشق
مذبحة جديدة قرب دمشق

اعلنت المعارضة السورية ان قوات الامن الموالية للرئيس بشار الاسد قتلت أكثر من 40 شخصا في بلدة صغيرة خارج دمشق الأربعاء فيما وصفته بأنه "مذبحة"، كما اكدت ان عدد قتلى الانتفاضة المستمرة منذ 18 شهرا قد تجاوز 30 الفا.

وأظهر فيديو نشره ناشطون صفوفا من الجثث التي تغطيها الدماء ملفوفة في اغطية. وبدا أن الضحايا الذين أظهرتهم الكاميرا كانوا ذكورا أعمارهم من 20 عاما فأكثر.
وقال صوت ناشط مصاحب للفيديو ان هذه اللقطات لمذبحة في منطقة الذيابية واضاف ان الجثث بالعشرات.
وفي احدى لقطات الفيديو التي بثها ناشطون على الانترنت يبدو بعض الرجال وقد اصيبوا بالرصاص في الجبهة أو الوجه أو الرقبة.
وقال بعض الناشطين إن من بين القتلى نساء واطفال لكن لم تتوفر لقطات لنساء أو أطفال قتلى.
وقال ناشطون ان عدد من قتلوا في بلدة الذيابية جنوب شرقي العاصمة ربما يصل الى 107 أشخاص. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ومقره بريطانيا إنه يمكنه فقط تأكيد مقتل 40 شخصا.
ولا يمكن التحقق من تقارير الناشطين لأن الحكومة السورية تقيد دخول وسائل الاعلام الاجنبية.
وقال المرصدإن 30 ألف شخص على الأقل قتلوا في الانتفاضة التي بدأت قبل 18 شهرا في سوريا وإن أكثر من نصف الضحايا الذين تم حصرهم قتلوا في الأشهر الخمسة الماضية.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد الذي مقره بريطانيا إن 30716 شخصا قتلوا بينهم 21534 مدنيا على الأقل.
لكن شبكة النشطاء التابعة له والمنتشرة في أنحاء سوريا لا تفرق في حصرها للقتلى المدنيين بين السكان غير المسلحين ومن انضموا إلى المعارضة المسلحة.
وقال المرصد المؤيد للمعارضة إن 7322 جنديا مواليا للحكومة قتلوا بينما قتل ما لا يقل عن 1860 جنديا من المنشقين على الجيش.
وقال عبد الرحمن إنه بالنظر إلى الأرقام يلاحظ أن عدد القتلى آخذ في الارتفاع. وأضاف أن ما بين 50 و60 في المئة ممن قتلوا لاقوا حتفهم في الأشهر الخمسة الماضية.
وقالت السلطات السورية في السابق إن أكثر من 2600 من أفراد قوات الأمن قتلوا لكنها لم تقدم أي أرقام للقتلى منذ عدة أشهر.
وقالت سوريا ان أربعة حراس قتلوا وأصيب 14 مدنيا ورجل أمن في التفجيرين اللذين هزا مجمع قيادة الاركان في دمشق،
وكان التلفزيون نقل في وقت سابق عن الجيش السوري قوله ان ايا من قادته لم يصب بأذى جراء تفجير سيارة مفخخة وعبوة ناسفة استهدفا المقر وتلتهما اشتباكات.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري مسؤول قوله ان "جميع القادة العسكريين وضباط القياة العامة بخير ولم يصب اي منهم بأذى، وهم يتابعون تنفيذ مهامهم اليومية المعتادة".
واضاف ان التفجيرين "عمل ارهابي جديد نفذته صباح اليوم العصابات الارهابية المسلحة المرتبطة بالخارج عبر تفجير سيارة مفخخة وعبوة ناسفة في محيط مبنى الاركان العامة، مما ادى الى اضرار مادية في المبنى واشتعال النار في بعض جوانبه واصابة عدد من عناصر الحراسة".
من جهتها اوردت صفحة "المجلس العسكري في دمشق وريفها" التابع للجيش السوري الحر على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي، ان "الجيش الحر يضرب مبنى الاركان في دمشق ساحة الامويين"، في خبر يتعذر التأكد من صحته.
وفي سياق متصل افاد تلفزيون "برس تي في" الناطق بالانكليزية ان مراسله مايا ناصر "قتل برصاص قناص في العاصمة السورية دمشق"، وان "مدير مكتب تلفزيون العالم حسين مرتضى اصيب بجروح" اثناء مواكبتهما الاشتباكات في محيط مجمع الاركان.
وتأتي أحداث العاصمة السورية غداة تشديد الضغوط على الرئيس السوري بشار الاسد خلال افتتاح الدورة السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة.
وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما "اننا نعلن مرة اخرى ونحن نلتقي هنا، ان نظام بشار الاسد يجب ان ينتهي حتى تتوقف معاناة الشعب السوري، ويبزغ فجر جديد".
من جهته وصف الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون الازمة السورية بانها "كارثة اقليمية لها تداعيات عالمية وتهديد خطير ومتزايد للسلم والامن الدوليين يتطلب اهتمام مجلس الامن"، داعيا الى دعم جهود المبعوث الاممي والعربي الى سوريا الاخضر الابراهيمي.
اما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فشدد على وجوب مبادرة المجتمع الدولي الى "التحرك معا وبسرعة لأن هناك ضرورة ملحة"، داعيا الى "حماية المناطق التي حررتها" المعارضة السورية.
وفشل مجلس الامن مرارا في اتخاذ خطوات حازمة في شأن الازمة السورية لا سيما مع استخدام روسيا والصين حق النقض "الفيتو" ثلاث مرات ضد قرارات تدين النظام السوري.
ودعا امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي تعد بلاده من الداعمين الاساسيين للمعارضة السورية، الى تدخل عسكري عربي في سوريا قائلا "من الافضل للدول العربية نفسها ان تتدخل انطلاقا من واجباتها الانسانية والسياسية والعسكرية وان تفعل ما هو ضروري لوقف سفك الدماء".
كما دعا رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الى اقامة حظر للطيران فوق مناطق من سوريا، قائلا في حديث لمحطة "سي ان ان" الاميركية "في المقام الاول، عليكم اقامة مناطق محمية، وهذا يفترض منطقة محظورة على الطيران".
وفي موقف عربي مغاير، اعتبر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني انه "ليس هناك بديل عن الحل السياسي" في سوريا، داعيا خلال كلمته في الامم المتحدة المجتمع الدولي الى تقديم المزيد من العون لبلاده التي تستضيف اكثر من 200 لاجىء سوري.
واعلن المرصد ان اعمال العنف حصدت الثلاثاء 217 قتيلا بينهم 136 مدنيا و27 مقاتلا معارضا و54 جنديا نظاميا. وسجل العدد الاكبر للضحايا في ريف دمشق حيث سقط 59 مدنيا.
وفجر الاربعاء اعدم 16 شخصا على الاقل في حي برزة شمال دمشق على يد مسلحين موالين للنظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واشار المرصد الى "استشهاد ما لا يقل عن 16 مواطنا بحارة التركمان بحي برزة بدمشق اثر اطلاق الرصاص عليهم من مسلحين موالين للنظام بحسب ناشطين من الحي"، مشيرا الى ان من بين الضحايا ست نساء وثلاثة اطفال.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان المسلحين اقتحموا منازل الضحايا الساعة الخامسة فجر الاربعاء (2,00 ت غ) "واطلقوا النار عليهم"، في حين تحدثت "الهيئة العامة للثورة السورية" عن "مجزرة ارتكبها شبيحة النظام" الذين "اعدموا الضحايا ميدانيا" في حي برزة ذي الغالبية السنية.