ادانت منظمة "مراسلون بلا حدود" الثلاثاء، توقيف السلطات التونسية مدير اذاعة "موزاييك" الخاصة، وذلك في اطار حملة اعتقالات طالت سياسين ومعارضن، وتنذر بتصاعد وتيرة قمع الحريات في البلاد.
واعتبرت "مراسلون بلا حدود" في بيان اعتقال السلطات مدير اذاعة "موزاييك" نور الدين بوطار مؤشرا على حالة قمع الصحافة في البلاد.
وقالت المنظمة في تغريدة ان "اعتقال.. بوطار دون مذكرة توقيف او سبب رسمي واستجوابه الذي ركز على خياراته التحريرية هو امر غير مقبول ومحزن كما انه يكشف عن حالة قمع الصحافة في تونس".
واوضحت اذاعة "موزاييك" في بيان ان رجال الامن داهموا منزل بوريطة مساء الاثنين، وقاموا بتفتيشه قبل "إيقافه، دون الإفصاح لعائلته" عن السبب.
??? The arrest of the director of @RadioMosaiqueFM, Noureddine Boutar, without an arrest warrant or official reason, his interrogation which focused on his editorial choices, is as unacceptable as it is sadly revealing of the crackdown on the press in #Tunisia. pic.twitter.com/41VyRkgWcp
— RSF (@RSF_inter) February 14, 2023
وقالت دليلة مصدق محامية بوطار أن المداهمة تمت دون ابراز مذكرة تفتيش، ولم تسفر عن إيجاد أي شيء يذكر، كما ان عملية الاعتقال والتوقيف تمت كذلك دون اذن قضائي، وكذلك "دون توجيه أي تهمة".
واشارت المحامية مصدق ان عشرين رجل امن شاركوا في المداهمة التي حرت نحو الساعة الثامنة والنصف من مساء الاثنين بالتوقيت المحلي.
"تضييق ممنهج على الحريات"
وجاء اعتقال بوطار في اطار حملة من دون تهم واضحة طالت كذلك قيادات من الاتحاد العام التونسي للشغل، أهم منظمة نقابية وصاحبة الثقل السياسي الكبير في البلاد.
وبدأت حملة الاعتقالات بتوقيف رجل الأعمال كمال اللطيف، صاحب النفوذ الكبير في الأوساط السياسية نهاية الأسبوع الماضي.
وكان اللطيف مقربا من الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، كما انه يتمتع بعلاقات وثيقة مع ناشطَين سياسيَّين وقضاة كان الرئيس الحالي قيس سعيد عزلهم العام الماضي.
والثلاثاء، دان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك "تفاقم القمع" في تونس على خلفية هذه الاعتقالات.
ومن جانبه، دافع سعيد عن الحملة قائلا انها طالت عددا من "المجرمين والمورطين في التآمر على أمن الدولة"، مضيف ان المعتقلين يقفون وراء الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وسعوا ايضا الى "تأجيج الأوضاع الاجتماعية".
وواجه العديد من السياسيين ملاخقات قانونية تصفها المعارضة بانها تصفية حسابات سياسية، وذلك منذ استأثر الرئيس التونسي قيس سعيّد بالسلطات الثلاث في عام 2021.
