استعرض مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان (DCHRS) هو مُنظَّمةٌ حقوقيةٌ مستقلة تعمل على مراقبة حالة حقوق الإنسان في سوريا. في تقريره الشهري دلالات أولية عن أرقام الشهداء التي وَثقَّها في عملية الهجوم على منطقة الشدادي في ريف الحسكة
وبين سلاح الجو التابع للنظام السوري من جهة أولى، والآخر التابع لروسيا والتحالف الدولي من جهة ثانية، يستمر تساقط المدنيين الأبرياء في المناطق السورية، حيث لا يعدو الضحية كونه رقم يتبع رقماً أخراً قبله، بمفهوم منفذ عمليات القتل والمشترك والمتدخل فيها، وقبلهم المحرِّض عليها، بينما الجميع يدعي محاربة "الإرهاب" دون استهدافه أية أطراف مدنية، وتعاكس تلك الفرضيات المعلومات الميدانية التي تشير إلى وقائع أخرى.
وفي جملة مناطق تقع في ريف محافظة الحسكة الجنوبي، شمال شرق سوريا، عشرات الضحايا السوريين المدنيين سقطوا خلال مدة أقل من 72 ساعة، بينهم نازحين مهجرين في تلك المناطق من مناطق أخرى، بين قتيل وجريح ومعتقل، في إطار حملة جوية هي الأعنف، لا يتعدى نطاق الجهة المنفذة لها سوى طيراني التحالف الدولي وروسيا، فيما تطال المدنيين القابعين في تلك المناطق تحت حكم تنظيم "داعش" انتهاكات يومية، كان أيضاً للطرف الذي يدعي محاربة "داعش" حصته من انتهاكات حقوق المدنيين أنفسهم، قتلاُ وتنكيلاً واعتقالاً وإهانة..
مجزرة أولى في مدينة الشدادي بريف الحسكة:
مدينة الشدادي:
تعرف أيضاً باسم "الشدادة"، والأشهر "الشدادي"، وهي مدينة تتبع محافظة الحسكة في سوريا وتقع جنوب مدينتها بمسافة 60 كم تقريباً. على الطريق الرئيسي الواصل بين الحسكة ودير الزور، حيث يقسمها الطريق إلى قسمين شمالي وجنوبي. وتتمتع المدينة بأهمية استراتيجية كبيرة في المنطقة من ناحية الصراع المسلح؛ وتقع ضمن مثلت ضلوعه: العراق شرقا ومحافظة الرقة السورية غرباً ودير الزور من الجنوب، وهي منذ انطلاقة الثورة السورية شاركت في مظاهرتها المدنية، ثم في العمل المسلح الذي ظهر فيها، وتواجدت فيها فصائل من المعارضة المسلحة المعتدلة، ثم سيطر عليها تنظيم داعش في العام 2013م، ومثّلت مؤخراً أخر المناطق الواقعة تحت سيطرته في محافظة الحسكة ككل، شرق سوريا، وفي 19-2-2016م وقعت البلدة بقبضة ما تسمى "قوات سوريا الديمقراطية"[1] المدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية[2].
في قرابة الساعة 12:15 دقيقة من فجر يوم الثلاثاء الموافق 16 شباط/فبراير 2016م، أغارت أكثر من 3 طائرات رجح تابعيتها لطيران التحالف الدولي على مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، وأشارت معلومات معاكسة إلى تابعيتها لطيران روسيا، وألقت عبر أكثر من 18 غارة، حملت قرابة 25 صاروخاً فراغياً، زنة الصاروخ الواحد أكثر من 200 كلغ وفق المعلومات التي نقلها ناشطو مركز دمشق عن ناشطين ميدانيين في المكان المستهدف، مع الإشارة إلى أن المعلومات أوضحت أن طيران استطلاع كان يرصد المنطقة التي جرى قصفها قبل ذلك بيوم واحد، وخلال ساعات الصباح من اليوم نفسه.
أصابت أكثر من ثلاث غارات ما يعرف بـ"مساكن الجبسة" المتاخمة لمدينة الشدادي، حيث كانت تتعقب وجود عناصر من تنظيم "داعش" تقوم بالفرار من مناطق ضمن المدينة إلى خارجها، في حين استهدف الطيران نفسه، والذي أفيد بإجماع غالب من شهود عيان وناشطين بكونه من مقاتلات تابعة للتحالف[3]، مخبراً آلياً يعد الوحيد العامل في المدينة، يقع وسط "الشدادي" في منطقة مكتظة بالمدنيين، الذي كانوا وغالبيتهم من الأطفال والنساء يصطفون في طابور بانتظار الحصول على مادة الخبز بأكثر من أربع غارات، تركزت على وسطه وفي محيطه القريب، الأمر الذي أدى على الفور لمقتل 6 مدنيين منهم، وجرح أكثر من 21 آخرين، جرى إخلائهم من قبل الأهالي لنقاط طبية محلية يديرها مدنيون من المدينة نفسها، فضلاً عن تهدم مبنى المخبز الآلي كلياً وأكثر من 3 أبنية قريبة منه.
ما تبقى من الغارات الجوية طالت مبنى ما يعرف بـ"الأمن السياسي" و"المصرف الزراعي" في المدينة، وعدداً من المنازل المدنية المجاورة لهما (حوالي 6 مباني)، بالإضافة لـ"مبنى البريد" ومنازل مجاورة له ومنطقة الجسر القريبة، ما خلف بمجموع هذه الأمكنة أكثر من 10 ضحايا مدنيين أخرين، لا زالت أسمائهم مجهولة، حيث تحول أكثر من 6 منهم إلى أشلاء، وتعرضت جثث أخرى للتفحم.
وبعد إخلاء الجرحى والمصابين من المكان المستهدف، لم تستطع المراكز الطبية التي تم إخلائهم والضحايا القتلى إليها التعامل الطبي مع كافة الحالات، والتي سجل بينها بعد وقوع القصف بقرابة 30 دقيقة نحو 11 حالة خطرة، بينما تحول قسم من الضحايا القتلى إلى أشلاء، وأخرين منهم إلى جثث محروقة ومتفحمة من شدة قوة الضربات الجوية، الأمر الذي ساهم بعد ما يقارب الـ40 دقيقة من قوع القصف بارتفاع أعداد الضحايا القتلى إلى 18 مدنياً، بينهم أطفال لم يتم التحقق من أعمارهم أو تميزهم بصعوبة التواصل الميدانية الكبيرة.
نبيلة، أم خالد م. أحد شهود العيان على المجزرة، تقول: "كنا واقفين أمام الفرن بانتظار أن نحصل على الخبز، كان المتواجدين هناك كلهم من المدنيين، كنا قبل ذلك بيوم لم نخرج من البيوت خشية القصف من الجو، يوم المجزرة خرجنا لأن الأغلبية من المدنيين كانوا يريدون الفرار، بعد أخذ ما يلزمهم أو ما هو موجود من مادة الخبز، لكون الأطفال الصغار لا ترحم وتريد أن تأكل، نظرنا إلى السماء كانت 3 طائرات أو أكثر تحلق في الجو، لونها سماوي تقريباً (أزرق فاتح)، بعد أقل من دقيقة تقريباً من نظرنا إليها بدأنا نخبر بعضنا بأن علينا ترك المكان والهرب، لأنها كانت تحلق الطائرات على ارتفاعات منخفضة، لم يكن معنا وقت للتحرك، بعد أقل من دقيقة كما قلت ما رأينا إلا صاروخ ضرب بناء الفرن وكان الناس المصطفين في مقدمة الطابور هم الضحايا الذي قضوا في المجزرة، أنا وأختي كنت نقف من الخلف، أصبت وأختي بشظايا، حالتي الآن جيدة لكن حالة أختي خطيرة..".
ومع انتهاء يوم الثلاثاء الموافق 16-2-2016م، وثق مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان سقوط الضحايا المدنيين التالية أسمائهم في حصيلة أولية، بينما لم يتمكن نشاء المركز حتى تاريخه من استجماع الأسماء المتبقية للضحايا، نظراً لصعوبات التواصل وخروج النشطاء من المنطقة، وصعوبة العمل فيها أساساً لوجود "داعش" هناك، والضحايا الموثقين بالاسم حتى تاريخه هم:
- محمود مصطفى الخلوف، ذكر، مدني، من الحسكة - الشدادي
- علاء حسين الدخيل الكريعي، ذكر، مدني، من الحسكة - الشدادي
- يوسف أنور، ذكر، مدني، من الحسكة - الشدادي
- محمد أنور، ذكر، مدني، من الحسكة - الشدادي
- طه خليف، ذكر، مدني، من الحسكة - الشدادي
- محمد الهبود، ذكر، مدني، من الحسكة - الشدادي
- أحمد المخلف، ذكر، مدني، من الحسكة - الشدادي
- محمود مصطفى الخلوف، ذكر، مدني، من الحسكة - الشدادي
- عشرة ضحايا، أشلاء، لم يتم التعرف عليهم، مدني، من الحسكة - الشدادي
مجزرة بقرية "الجاير" بريف الحسكة على يد الروس:
في قرابة الساعة 9:35 دقيقة من صباح يوم الأربعاء الموافق 17 شباط/فبراير 2016م، شهدت أجواء ريف الحسكة الجنوبية تحليق لسرب من المقاتلات الحربية، بيضاء اللون وبيضاء غامقة، رجح ناشطون ميدانيون ومتابعون ومراصد للأخبار ميدانية تابعيتها لسلاح الجو الروسي، وتكون السرب من ثلاث طائرات، رجح كونها من طراز سوخوي – حربي، حيث استمر السرب المذكور بالتحليق الدوراني وعلى ارتفاعات متوسطة وعالية لمدة تراوحت بين 20- 25 دقيقة كاملة، مخلفة أثناء التحليق صوت هادر قوي، أدى إلى توجه عشرات المدنيين من سكان الأرياف الجنوبية لمحافظة الحسكة إلى محاولة الخروج من مساكنهم والالتجاء إلى مناطق أخرى خوفاً من الاستهداف.
وفي قرابة الساعة 9:55 دقيقة من صباح اليوم نفسه (17-2-2016م) أغارت المقاتلات الحربية المرجح كونها روسية على قرية تسمى "الجاير"، وهي بلدة صغيرة تقع في ريف محافظة الحسكة الجنوبي، واستهدفت الطائرات بشكل مباشر سيارة نقل زراعية من نوع "هيونداي"، مخصصة في الأصل لنقل الأغنام، كانت تقل ركاباً مدنيين من ريف منطقة جبل عبد العزيز الجنوبي إلى مدينة الحسكة نفسها.
ووفق المصادر الميدانية وما استطاع ناشطو مركز دمشق التواصل مع شهود من المكان نفسه والتحقق منه، فقفد كانت السيارة المذكورة والمستهدفة بسلاح الجو المرجح كونه روسي تعود في ملكيتها لشخص يدعى "ﺣﺴﻴﻦ ﻣﺮﻋﻲ ﺍﻟﻌﻄية، واستقلها الضحايا الذين أمضوا مبيت ليلة كاملة في قرية "الجاير"، وكان سبب ركوبهم السيارة تلك هو عدم وجود وسائط نقل عامة أو خاصة مدفوعة الأجر بين منطقة جبل عبد العزيز (قرابة 35 كلم جنوب غرب مدينة الحسكة) ومدينة الحسكة.
ووفق المعلومات، فقد تم القصف على السيارة بأكثر من صاروخين متفجرين متتابعين، لم يفصل بين الصاروخ الأول والثاني إلا أقل من 15 ثانية، حيث يرجح إطلاقهما دفعة واحدة من الجو. الصاروخ الأول أصاب السيارة المذكورة مباشرة في منتصفها، وأدى الصاروخ الثاني إلى إحداث حفرة كبيرة بالقرب منها، بالإضافة لعدد كبير من الشظايا أصابت الركاب أنفسهم وسائق السيارة، وهو جميعاً من فئة المدنيين كما أكد ناشطو مركز دمشق، حيث كانوا متوجهين إلى مدينة الحسكة الخاضعة لسيطرة مقاتلين أكراد يتبعون ما يعرف بـ"وحدات الحماية الشعبية YPG" الكردية[4]، بالإضافة إلى تواجد قوات النظام السوري فيها من مرتبات الأمن والجيش والشرطة، ما يعني استحالة توجه أي مسلحين إلى مدينة الحسكة، حيث سيكونون معرضين حينها لخطر الاعتقال أو التصفية الجسدية.
نتج عن عملية الاستهداف مقتل سائق السيارة ويدعى "حسين مرعي العطية"، فيما قضى معه 9 مدنيين آخرين، من بينهم 5 من قـرية من "الجاير" الواقعة إلى الجنوب من منطقة جبل عد العزيز، و5 ضحايا مدنيين آخرين من قرية تدعى "مغلوجة العداد"، وهذه تقع إلى الشمال من جبل عبد العزيز نفسه، بالإضافة لدمار السيارة التي كانت تقل الركاب أيضاً ، فيما خلف القصف الكلي قرابة 7 جرحى، بينهم ثلاث حالات حرجة.
وأوضحت المعلومات الميدانية، أن عدد من ضحايا عملية الاستهداف، ويبلغ عددهم 4، وهم من أبناء قرية "مغلوجة العداد"، بينهم طفلين، كانوا قد خرجوا من سجون تنظيم "داعش" الذي يسيطر على مساحات واسعة من المنطقة في تاريخ 16 شباط/فبراير 2016م، مقابل دفع غرامة مالية، في حين قتل معهما الرجل الخامس الذي ساهم بعملية إطلاق سراحهم، حيث صدف وجودهم بالسيارة نفسها، متوجهين لمدينة الحسكة.
ويشار هنا، إلى أنه وفي ذات اليوم (17-2-2016م) تعرضت قرية الناصري، التي يقطنها مواطنون سوريون عرب من أبناء عشيرة "البومعيش" التابعة لقبيلة البكارة العربية، والواقعة إلى الجنوب من جبل عبد العزيز نفسه لقصف من قبل مقاتلة حربية من طراز "سوخوي 24"، يرجح كونها روسية، عند قرابة الساعة 11 صباحاً، حيث استهدف القصف الجوي بأكثر من صاروخيين فراغيين منزل يقيم فيه طفلان يتيمان، وأصيبت والدتهما بجراح متوسطة، بالإضافة لدمار المينى الذي كانوا يقطنون فيه بالكامل.
فور وقوع عمليات الاستهداف من قبل سلاح الجو المرجح كونه روسي، حظر على إثرها فوراً فرق طبية محلية مكونة مسعفين ميدانيين، إذا لا تتواجد في تلك المناطق التي تتمركز فيها قوات تنظيم "داعش" أية فرق تتبع لما يعرف بـ"الدفاع المدني" المحلي، حيث جهد بمساعدة الأهالي لإخلاء القتلى والجرحى والمصابين من مكاني القصف المذكورين أعلاه، ومن نقلهم لنقاط طبية تقع ضمن الأرياف القريبة في جنوبي الحسكة، تديرها فرق مسعفة محلية، في حين تعاني تلك النقاط من عدم توفر الأدوية والمعدات والمستلزمات ، بالإضافة للكوادر الطبية وتعتمد على الجهود المحلية وما يتوفر من إمدادات دوائية قادمة من مناطق سيطرة داعش وأخرى مهربة من مناطق تحت سيطرة النظام السوري والميليشيات الكردية المسلحة هناك.
جاسم .ح. م، من النشطاء العاملين في المنطقة التي جرى استهدافها، يقول إنه كان يعيش في مناطق يسيطر عليها "داعش"، مثله مثل ألاف المدنيين في سوريا، ويضيف: "أصبح الموت يلاحق الناس من كل جانب، الطيران الذي قصف السيارة وراح الضحية أبرياء فارين من الحرب أغلب الظن أنه روسي، نحن نعلم هوية الطيران من خلال صوته، كنشطاء هنا وحتى الناس العاديين، لم يكن الصوت هو ذاته في كل مرة، أي طيران التحالف، الصواريخ ضربت السيارة مباشرة أثناء مسيرها، كانت موجهة بدقة، لون الطائرات التي كانت تحلق في الجو أبيض يميل للغامق، أغلب الظن أنها من طراز سوخي الذي لا يتعامل به التحالف".
ويضيف: "المدنيين تعرضوا لشتى أصناف الموت على يد داعش، والأن على يد التحالف وروسيا والنظام والأكراد، أين تذهب هؤلاء الأطفال والنساء والشيوخ؟ الناس هنا تبحث فقط عن السلام، إنهم يريدون العيش بسلام كما كل الأخرين. المناطق التي تسيطر عليها قوات داعش تحت القصف اليومي ومعظم الضحايا هم من المدنيين لا يصيب التحالف إلا نادراً العناصر المسلحين، النظام التعليمي ينهار أو قد اختفى كلياً، الغذاء بالحسرة على المدنيين، ولا ملجأ للهرب..!!".
ومع انتهاء يوم الأربعاء الموافق 17-2-2016م وثق مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان استشهاد 12 مدنياً، بينهم 4 أطفال و3 ضحايا بقوا مجهولي الهوية، نتيجة تحولهم إلى أشلاء ودفنهم على هذه الحالة، والضحايا الشهداء الموثقين هم:
- الطفل راغب العطاالله، يبلغ من العمر 16 عاماً، ذكر، مدني، من الحسكة - قرية مغلوجة
- الطفل أحمد الهويل، يبلغ من العمر 14 عاماً، ذكر، مدني، من الحسكة - قرية مغلوجة
- عبد العزيز العداد، الملقب أبو شاهين، يبلغ من العمر 16 عاماً، ذكر، مدني، من الحسكة - قرية مغلوجة
- فيصل عبد العزيز العداد، يبلغ من العمر 35 عاماً، ذكر، مدني، من الحسكة - قرية مغلوجة
- محمد الحمدو، يبلغ من العمر 19 عاماً، ذكر، مدني، من الحسكة - قرية مغلوجة
- بالغ لم يتم التعرف عليه، أشلاء، ذكر، مدني، من الحسكة - قرية الجاير
- بالغ لم يتم التعرف عليه، أشلاء، ذكر، مدني، من الحسكة - قرية الجاير
- بالغ لم يتم التعرف عليه، أشلاء، ذكر، مدني، من الحسكة - قرية الجاير
- بالغ لم يتم التعرف عليه، أشلاء، ذكر، مدني، من الحسكة - قرية الجاير
- حسين مرعي العطية، سائق السيارة، ذكر، مدني، من الحسكة - قرية مغلوجة
كذلك، ومع انتهاء يوم الأربعاء نفسه 17-2-2016م وثق مركز دمشق استشهاد طفلين مدنيين، في قصف قرية الناصري بريف الحسكة، وهما:
- طفل لم يتم التعرف على اسمه، حفيد محمد الخالد، ذكر، مدني، من الحسكة - قرية الناصري
- طفل لم يتم التعرف على اسمه، حفيد محمد الخالد، ذكر، مدني، من الحسكة - قرية الناصري
مجزرة دامية للتحالف الدولي:
في ظهر اليوم نفسه (الأربعاء 17\2\2016م)، شن طيران يرجح تابعيته للتحالف الدولي أكثر من 10 غارات جوية بصواريخ فراغية، طالت عدة مواقع مدنية في ريف الحسكة الجنوبي، بينها منازل يقطنها مدنيون غير مسلحون، ما أوقع أكثر من 40 قتيلاً مدنياًن وقرابة 70 جريحاً، واستهدف القصفع المشار إليها في كل من البلدات التالية جنوب الحسكة: (الطريخم، الحدادية، المدينة، الخليفة "غونه"، الهليل، أبو فشكه، أم حجره، العمو والحويش"البو فريو")، حيث تحول عدد كبير من الضحايا إلى أشلاء، وتقطعت أجساد أكثر من 22 منهم، وتفحمت جثث أخرين، بينما تم إخلاء الجرحى لنقاط طبية قريبة تعمل بإمكانات بسيطة، ومنهم من جرى إخلائه إلى مناطق محيطة، ومنهم من قضى في ظل النزيف الحاد، حيث سجل من أصل العدد الكلي للجرحى قرابة 19 حالة حرجة.
ناشطو مركز دمشق أفادوا بأن الضربات الجوية السابقة، كانت من طيران يرجح كونه تابع للتحالف الدولي، حيث كان يسهل عبره تقدم القوات التابعة لما يسمى "مجلس سوريا الديمقراطي" على ريف الحسكة الجنوبي ومدينة الشدادي تحديداً، مع الإشارة إلى أن كافة ضحايا القصف كانوا مدنيين، وينتسبون لعشيرة الهزيم وعشائر الجبور العربية، أشهر عشائر المنطقة.
ومع انتهاء يوم الأربعاء نفسه 17-2-2016م وثق مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان استشهاد الضحايا المؤرشفة أسمائهم حتى تاريخ بالاسم ووفق النسبة للعوائل، نتيجة تحول عدد كبير منهم إلى أشلاء، وصعوبة التواصل الميداني في المناطق المشار إليها، لتهجير عدد كبير من سكانها وناشطيها من قبل القوات المهاجمة، وبلغ عددهم التقديري أكثر من 40 شهيداً، والضحايا هم:
- الطفلة حنان حمود عكيل، أنثى، مدني، من الحسكة - قرية الهليل
- الطفل عبد الصمد الصالح، ذكر، مدني، من الحسكة - قرية الهليل
- علي الزرو، ذكر، مدني، من الحسكة - قرية الهليل
- أحمد العلي الزرو، ذكر، مدني، من الحسكة - قرية الهليل
- زوجة علي الزرو، حصة العويد المضحي، أنثى، مدني، من الحسكة - قرية الهليل
- زوجة أحمد العلي الزرو، صبحه عبد الله الدعاس، أنثى، مدني، من الحسكة - قرية الهليل
- عائلة أحمد العكيل ، مدني، من الحسكة - قرية الهليل
- عائلة حمود العكيل، مدني، من الحسكة - قرية الهليل
- عائلة عايد زعيب، مدني، من الحسكة - قرية الهليل
- عائلة الطهماز كاملةُ، مدني، من الحسكة - قرية الطريخم
- عائلة خلف الحسين، مدني، من الحسكة - قرية الطريخم
- عائلة حمدان خلفان العلي ، مدني، من الحسكة - قرية الطريخم
- عائلة إدور الحمدان، مدني، من الحسكة - قرية أبو فشكة
- عائلة إبراهيم الأحمد، مدني، من الحسكة - قرية الحدادية
- عائلتين لم يتم التعرف عليهما، مدني، من الحسكة - قرية العمو
مجزرة أخرى للتحالف.. والضحايا أشلاء:
في تاريخ يوم الخميس الموافق 18 من شباط/فبراير، شن طيران يرجح كونه تابع للتحالف الدولي، من طراز إف 16 وإف 15، عدة غارات أخرى تأتي بشكل متتابع للغارات التي سبقتها وخلفت ضحايا مدنيين، حيث طالت الغارات منشآت عامة ومواقع تعليمية في مدينة الشدادي نفسها، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين بينهم نساء وأطفال.
ووفق المعلومات الميدانية، فقد أغارت مقاتلات بيضاء اللون ورمادية وتميل للزرقة على حواضن مدنية، يقطنها نازحون من دير الزور وريف حلب والحسكة، شملت كلاً من:
- مستوصف إنعاش الريف وهو المركز الصحي الوحيد في مدينة الشدادي
- مدرسة "التحرير" للتعليم الثانوي
- مدرسة "علاوي الصالح" للتعليم الأساسي
- مدرسة "محمد فارس" للتعليم الأساسي
- مدرسة "الأمل" للتعليم الأساسي
- مبنى البلدية ومبنى شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي العاملة في البلدة سابقاً
- مبنى مديرية المنطقة (التابع لقوى الأمن الداخلي في سوريا – سابقاً)،
أوقعت الغارات الجوية على مجموع المواقع السابقة العديد من الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح، حيث لم يتم لغاية تاريخ التثبت من الأسماء أو الصفات من قبل ناشطي المركز، الذين لا يستطيعون التواصل مع الميدان بريف الحسكة الجنوبي لانقطاع البث الفضائي، وعمليات التهجير التي تحصل، فيما رجحت المصادر مقتل أكثر من 12 مدنياً وسقوط أكثر من 32 جريحاً في عمليات الاستهداف تلك.
وفي مساء يوم 18-2-2016م نفسه قتلت مقاتلة حربية في طيران التحالف الدولي كلاً من المدنيين: فرحان علي خضر وعدنان علي خضر بعد استهدافهم وهما يستقلان دراجة نارية في قرية الدشيشة شرقي الشدادي، وتم دفنهم في المكان نفسه.
وفي مساء اليوم نفسه سجل مقتل أكثر من 13 مدنياً، بينهم أكثر من 7 من فئتي الأطفال والنساء، بقصف لطيران تابع للتحالف، طال بأكثر من 6 صواريخ متفجرة عدداً من المواقع السكنية في قرى الحدادية والطيرخم والهليل قرب مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، في حين لم يتمكن ناشطو المركز لغاية تاريخ إعداد التقرير من الوصول إلى أسماء الضحايا، الذين دفنوا على الفور من قبل المدنيين المتواجدين في تلك البلدات، والذي فرواً بدورهم بعد ذلك مباشرة منها، في إطار عمليات النزوح التي تشهدها المنطقة ككل.
فضلاً عن القتلى والجرحى.. آلاف النازحين بلا مأوى:
أفاد ناشطو مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان بأن جملة المناطق المحيطة ببلدة الشدادي بريف الحسكة، بالإضافة إلى بلدة الشدادي نفسها، شهدت خلال الحملة العنيفة التي شنتها ميليشيات مسلحة من ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية"، لا سيما خلال الفترة الممتدة من 15-19 شباط/فبراير 2016م، نزوح أكثر 12 ألف مدني، غالبيتهم من فئات الأطفال والنساء وكبار السن، قسم غالب منهم نزح باتجاه مناطق البادية في مواقع نائية وصحراوية ومكشوفة من أرياف الحسكة الجنوبية، فيما توجهت أعداد أخرى منهم إلى أرياف محافظة دير الزور القريبة.
المصادر نفسها أفادت للمركز أنه وبتاريخ 19-2-2016م ارتفعت أعداد النازحين مع دخول القوات المهاجمة، والتي حظيت بغطاء جوي من طيران رجح تابعيته لسلاحي جو التحالف الدولي، والجانب الروسي، إلى أكثر من 19 ألف مدني من مجموع المناطق الساخنة، والتي كثفت القوات المهاجمة قصفها الصاروخي والمدفعي عليها، بالإضافة إلى إطلاق النار بالمضادات الجوية من عيارات 23 ملم و14 ونصف ملم، حيث اضطر المدنيين للمرور في من أراضي قاحلة مهجورة بما يقارب مسافة 33 كيلو مشياً على الأقدام في أخطر مناطق الصراع المسلح الدائر هناك.
بالمقابل، نفذ الطيران الحربي التابع للتحالف الدولي وروسيا على مناطق سكنية في بلدة الشدادي والقرى المجاور من بلدات منطقة جبل عبد العزيز بأكثر من 80 غارة جوية، حملت صواريخ فراغية وأخرى عنقودية وأخرى متفجرة ومتشظية، خلال فترة أقل من 72 ساعة، ضمن الفترة الممتدة بين 16-18 شباط/فبراير 2015م، في سبيل تسهيل دخول القوات المهاجمة براً عبر عمليات اقتحام رافقها تنفيذ عمليات انتقام من مجنيين في بلدة الشدادي والقرى القريبة منها، بحجة تشكيلهم حاضنة شعبية لتنظيم "داعش" الذي كان يسيطر على تلك المنطقة، والذي نفذ عناصره انسحاباً منها تحت تأثير الضربات الجوية، ليبقى المدنيون بين نازحين وعالقين في المواقع المدنية، ضحية طرفي الصراع، وسجل ناشطو مركز دمشق انتهاك للقوات المهاجمة في عدد من القرى والبلدات التي يقطنها مدنيون كانوا يعيشون في وجود تنظيم الدولة "داعش"، بفعل سلطة الأمر الواقع، دون قدرة لهم على النزوح لمناطق أخرى أو اللجوء إلى تركيا التي تغلق أبوابها أمام دخول اللاجئين القادمين من تلك المناطق للسبب نفسه.
وأيضاً.. عمليات تنكيل بالمدنيين:
وفقاً لنشطاء المركز وشهود عيان ومعلومات متقاطعة، فقد تم تسجيل وقوع انتهاكات جسيمة من قبل القوات المهاجمة طالت المدنيين الأبرياء، غير المنتمين لأي طرف مسلح، في مناطق ريف الحسكة الجنوبي، سجلت تلك الانتهاكات في كل من القرى والبلدات التالية:
- بلدة الشدادي: تدمير بيوت + أعمال حرق + اعتقال + إعدام ميداني
- بلدة الناصري: تدمير بيوت + أعمال حرق
- بلدة المشرافة: تدمير بيوت + أعمال حرق
- بلدة غزيل: تدمير بيوت + أعمال حرق
- بلدة مناجد: تدمير بيوت + أعمال حرق
- بلدة الحلوات: تدمير بيوت + أعمال حرق
- بلدة الجاير: تدمير بيوت + أعمال حرق
- بلدة توينة الجبل: تدمير بيوت + أعمال حرق
- بلدة الكبش: تدمير بيوت + أعمال حرق
- بلدة المتياهة: تدمير بيوت + أعمال حرق
- بلدة أم جهفة: تدمير بيوت + أعمال حرق
- بلدة الهليل: تدمير بيوت + أعمال حرق
- بلدة الطريخم: تدمير بيوت + أعمال حرق
- بلدة الحدادية: تدمير بيوت + أعمال حرق
- بلدة الحنوة: تهديد بالقتل + اعتقال + تنكيل بالمدنيين
- بلدة أم جرن: تهديد بالقتل + اعتقال + تنكيل بالمدنيين
- بلدة الفرحانية: تهديد بالقتل + اعتقال + تنكيل بالمدنيين
- بلدة تيماء: تهديد بالقتل + اعتقال + تنكيل بالمدنيين
- بلدة الجيسي: تهديد بالقتل + تنكيل بالمدنيين
ففي تاريخ 19-2-2016م نشرت ما تسمى "قوات سوريا الديمقراطية"، الذراع المسلح لما يعرف بـ"مجلس سوريا الديمقراطية"، صورة قالت إنها لأسرى من تنظيم "داعش" تم اعتقالهم في مدينة الشدادي جنوب الحسكة، بعد تمكنها من دخولها على إثر انسحاب التنظيم منها، في حين قال ناشطون وشهود عيان من المنطقة تواصل معهم نشطاء مركز دمشق في المنطقة الشرقية من سوريا بأن تلك الصورة تعود لشخص مدني يدعى "محمد العباس"، مشيرة إلى أنه كان يعمل في مجال الإغاثة إبان انطلاق الثورة السورية، ومع وجود المعارضة المسلحة المعتدلة في مدينة الشدادي استمر الأخير بالعمل، ما جعله على قائمة المطلوبين لقوات النظام السوري والفصائل الكردية المتعاونة والمتحالفة مع النظام في الحسكة، الأمر الذي اضطره للبقاء في "الشدادي" وعدم الخروج منها، في ظل تواجد "داعش" فيها بوجود آلاف المدنيين والنازحين حيث لا يمكن للقاطنين بمناطق سيطرة التنظيم معارضته بسبب ما يعرف عنه من بطش قد يؤدي بهم إلى الموت المحتم، أو التغييب في سجونه السرية، وفي الوقت الذي يفيد فيه ناشطو المركز بأن هذا افعل الذي تم من قبل "قوات سوريا الديمقراطية" كان جزءاً من مجموعة أعمال ثأر من الأهالي والنازحين القاطنين في تلك المناطق، كونهم يعيشون في ظل حكم "داعش".
فاطمة ح. ب، مهجرة من ريف مدينة الشدادي بفعل الهجوم الذي حصل من قبل القوات التابعة لـ"مجلس سوريا الديمقراطية" بغطاء جوي يرجح كونه من طيراني التحالف الدولي وروسيا: "عندما دخلوا علينا من شرق المدينة (الشدادي) لم يرحموا منا أحد، قلنا له إننا مدنيين هاربين من القتال، أخذنا أطفالنا وعربنا بهم من الموت، قالوا لنا: أنتم دواعش!، هم لم يصدقونا، رأيت أنا دواعش أخرين دخلوا للمنطقة، لم يكونوا يختلفون عن عناصر التنظيم، التنكيل موجود وكبت الأنفاس والحرايات موجود والذبح على الهوية موجد، أحدهم (من عناصر قوات سوريا الديمقراطية) هددنا ومجموعة نساء وأطفال قائلاً: جئناكم يا دواعش! أقسم سترون منا الويل؟، وأنا أسأله هل نحن النساء والأطفال دواعش برأيكم؟ قاموا بشدّ رأس امرأة من شعرها أمامي لأنها تكلمت معهم وقال نحن بشر ولسنا حيوانات، كانوا يشتمون الرب وكلامهم بذيء، فررنا منهم حيث كانوا منشغلين بالمعارك، ونحن الآن قريبين من أرياف دير الزور، هنا ننام في الصحراء..!!".
وفي التاريخ نفسه، أفيد بتنفيذ عناصر تابعين لـ"قوات سوريا ديمقراطية"، إعداماً ميدانياً رمياً بالرصاص، بأكثر من 6 طلقات، بحق شاب مدني في قرية تدعى "طرمبات"، وتقع بريف مدينة الشدادي، متهمة إياه بالانتساب لتنظيم "داعش"، كما قامت بالتاريخ المذكور باعتقال أكثر من 25 شاباً مدنياً في مدينة الشدادي وريفها.
خالد زيدون، من ريف الحسكة الجنوبي، الشدادي: يقول: "نحن الآن نبات في مناطق عارية ومكشوفة، الطيران في الجو لا يرحمنا، هم لا يخافون الله، قتلوا منا كمدنيين أكثر من مئة شخص وتركوا داعش تفر أمامهم، هل بتنا نحن داعش، أم أن الطريق التي يفر منها عناصر التنظيم لا يعلمها التحالف ولا روسيا، بينهما الأفران والمدارس والأراضي التي تتواجد فيها العائلات الهاربة من الموت واضحة لأجهزة الرصد لديهم..!!".
ويضيف: "أود أن أقول أن كل القصف الذي تم لمدينة الشدادي والأرياف حصل بعد أن كانت عناصر داعش قد فرت من الأمكنة جميعاً ووصلت إلى أرياف دير الزور، هم أخذوا عائلاتهم وهربوا قبل أن يحصل القصف والاقتحام بأكثر من 10 ساعات، بينما علقنا نحن كمدنيين هنا لا أحد يحمينا، فلا نحنا أرضينا داعش الذين كانوا يقولون عنا مرتدين، ونحن لا نقدر على التفوه بكلمة في ظل سكاكينهم المسلطة على رقابنا، ولا نحن أرضينا القوات المهاجمة ولا التحالف ولا الروس ولا بشار الأسد، لم نرضي أحد نحن، نحن إذا نستحق الموت من الجميع.. هل هذا معقول من دول تقول إنها تؤمن بحقوق الإنسان!!".
خاتمة:
يشير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان إلى أنه لم يتمكن من التحقق من صحة ما تقوله المصادر فيما سبق، فيما يتعلق بهوية الطيران الذي نفذ المجازر، ونظراً كما أشرنا لصعوبة التوثيق الميداني للمعطيات بناء على شهادات الناجين من المجزرة، بسبب منع تنظيم "داعش" وجود النشطاء في المنطقة، لا سيما الإعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان، حيث تكون حياتهم مهددة بالخطر، فضلاً عن فرار النشطاء بسبب عمليات التهجير التي حصلت وخشية أعمال الاستهداف.
إن مركز دمشق يدين وبشدة ما جرى من استهداف للمدنيين الأبرياء في كافة المناطق السورية، وفي المنطقة الواقعة جنوب محافظة الحسكة، شمال شرق سوريا، سواء على يد طيران التحالف، فيما نفذه هو من غارات أوعت مدنيين ضحايا لها، أو من قبل سلاح الجو الروسي، الذي ما نفاك يومياً يقصف المدن والبلدات التي تشكل ضواحي وحواضن مدنية، غير آبه بأرواحهم.
كما يرفض مركز دمشق وبشكل قاطع تحويل المدنيين السوريين إلى ضحايا من المقبول المتاجرة بدمائهم وإزهاق أرواحهم من قبل الأطراف المسلحة المتصارعة، تحقيقاً لمكاسب عسكرية على الأرض، أو مكاسب سياسية أياً كانت، وأياً كان مبتغاها.
ويلفت مركز دمشق إلى أن قوات التحالف الدولي تعتمد قصف العديد من الأهداف ضمن الأراضي السورية بناء على معلومات تصلها من الميدان، قد لا تحمل أي دقة في احتوائها مقاتلين من تنظيم "داعش" أو مقرات له، لا سيما من قبل طرف لصراع الأخر مع "داعش" في المناطق التي جرى إيقاع الضحايا الأبرياء فيها، وهما طرفا النظام السوري والمقاتلين الأكراد.
وفي الوقت الذي تفيد فيه المعلومات من نشطاء المركز في الميدان الشرقي من سوريا، ومن شمالها أيضاً، ثبوت توثيق انتهاكات من كل من القوات الكردية المقاتلة في الأراضي السورية، لا سيما التي تعمل تحت تشكيل ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية"، وهي الذراع المسلح لما يعرف بـ"مجلس سوريا الديمقراطي"، فضلاً عن عدم تحييد المدنيين عن الصراع الدائر بين الطرفين.
وبناء على ما سبق، يؤكد المركز ويجدد إدانته استخدام الحواضن السكنية من قبل "داعش" كمناطق تؤوي مسلحيه ومقرات لمقاتليه وأماكن تؤوي عائلاتهم بين العائلات السورية المسالمة، حيث تعد الأولى هدفاً مشروعاً لـ"التحالف الدولي"، وفق ما يرى، وهو ما يكون الخاسر الأول فيه المدنيون السوريون الذي لا ذنب لهم بالصراع الدائر، وليسوا طرفاً فيه.
إن مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان، وإذ يدين ما جرى من قبل قوات "التحالف الدولي" مطالباً بضرورة التحقيق في عمليات الاستهداف التي حصلت في مدينة الشدادي ومحيطها من القرى والبلدات جنوب محافظة الحسكة، والتي أودت بحياة مدنيين سوريين لا علاقة لهم بأتون الصراع الدائر، ومحاسبة المتسببين في المجزرة من أي طرف كانوا، وتعويض العائلات التي تضررت من ذوي الضحايا منهم، فإنه يتقدم بالخص العزاء إلى أهالي الشهداء المدنيين والجرحى المصابين، مطالباً بضرورة الإسراع بتأمين مناطق آمنة تحمي المدنيين السوريين من أن يكون ضحية صراعات مسلحة، وتمكنهم من الخروج بأنفسهم وأطفالهم ونسائهم من تلك المناطق التي باتت ميداناً لتصفية حسابات بيت تنظيم "داعش" والوحدات المسلحة الكردية، وغيرها من المقاتلة هناك وفي مناطق أخرى.
الدكتور رضوان زيادة مدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان
هاتف (571) 205-3590
الباحث محمود أبو زيد الباحث الرئيسي في برنامج التوثيق
هاتف 00962797609944
اميل mabozid@dchrs.org
مكتب المتابعة لملف اللاجئين
المكتب الميداني للمركز
اميل: mohamadwaad.98@gmail.com
يشار الى ان مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان هو منظمة مستقلة غير حكومية تأسست عام 2005 مقرها في العاصمة السورية دمشق، مهمته هي تعزيز روح الدعم والاحترام لقيم ومعايير حقوق الإنسان في سوريا ويعتبر المركز عضوا في الشبكات الدولية التالية :
- الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان FIDH – باريس.
- الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان EMHRN – كوبنهاغن .
-الحملة الدولية من أجل المحكمة الجنائية الدولية – نيويورك .
- التحالف الدولي للمسؤولية الحماية ICRtoP
- التحالف الدولي لمواقع الذكرى
ويعمل مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان بكل اتفاقيات وإعلانات حقوق الإنسان التي أصدرتها الأمم المتحدة ويلتزم بها، ويعمل المركز على عدة مشاريع توثيقية مثل مشروع التقارير اليومية للضحايا في سوريا، وتقارير المجازر، وغيرها من تقارير انتهاكات حقوق الإنسان. ينسق مركز دمشق ويتواصل مع عدة مؤسسات لحقوق الإنسان لتسليط الضوء على الحالة الإنسانية المتدهورة في سوريا. قام المركز مؤخرا بفتح عدة مكاتب في سوريا لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان وجمعها ومراقبتها ميدانياً، وبعد انطلاق الثورة السورية زاد نشاط المركز من خلال العمل مع العديد من الأعضاء والنشطاء والتنسيق معهم، وبذلك بدأ المركز في توثيق الانتهاكات المرتكبة يوميا والمصنفة ضمن جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وتتضمن هذه الانتهاكات: القتل خارج نطاق القضاء، والمجازر، والاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري، والاغتصاب، والتعذيب داخل السجون. يقوم مركز دمشق لحقوق الإنسان بإرسال هذه التقارير للعديد من منظمات حقوق الإنسان الإقليمية والدولية بالإضافة إلى التواصل بهذه التقارير مع اللجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في الجمهورية العربية السورية لمزيد من المعلومات الرجاء زيارة موقع مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان.
[1] وهي تشكيل مسلح دعمت تشكيله الولايات المتحدة الأمريكية من حيث المبدأ العام، حيث أعلن عنه في 12 تشرين الاول 2015 في مدينة المالكية التابعة لمحافظة الحسكة الواقعة شمال شرق سوريا، بهدف ووقف زحف وتمدد مقاتلي تنظيم "داعش".
مكوناته:
• قوات حماية الشعب الكردي
• قوات حماية المرأة
• غرفة عمليات بركان الفرات
• المجلس العسكري السرياني
• قوات الصناديد
• تجمع ألوية الجزيرة
• جيش الثوار
[2] بدأت الحملة المشار إليها لاقتحام مدينة الشدادي عصر يوم 19-2-2016م، بدخولها من الجهة الشرقية من قبل القوات المذكورة، والسيطرة على مقر مديرية المنطقة وحي ما يعرف بـ"الجسر" في وسطها، وصولاً إلى السيطرة على كامل المدينة، ثم استكملت القوات المهاجمة استكملت عملياتها باتجاه بلدة مركدة والقرى التي تربطها بالحدود العراقية ومحافظة دير الزور وريف محافظة الرقة، والتي لا تزال تشهد وجوداً لتنظيم الدولة، بالتوازي مع عمليات عسكرية في الريف الجنوبي الغربي للحسكة نفسها قامت بها ذات القوات المهاجمة، يهدف إلى السيطرة على قرى سودة وعبد ومخروم ومحطة أبيض النفطية، وصولاً إلى كامل طريق الحسكة الرقة القديم، ضمن حملة مدعومة دولياً وإقليمياً.
[3] ذكر بعض الناشطين الميدانيين من المكان المستهدف (مدينة الشدادي) أن الغارات لم تكن مركزة ودقيقة كما عادة طيران التحالف الدولي الذي يستهدف مراراً تلك المناطق بسبب وجود تنظيم "داعش" فيها، مرجحين من جانب أخر كون المقاتلات تابعة لسلاح الجو الروسي، مشيرين إلى أن عمليات الاستهداف الجوية التي تمت كانت بمثابة تمهيد للعملية العسكرية التي نفذتها لاحقاً ما تسمى "قوات سوريا الديمقراطية" باتجاه مدينة الشدادي ومحيطها ككل.
[4] تمثل الذارع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، وقد ظهرت الوحدات الكردية في صيف 2012 حيث حاولت حماية المناطق الكردية بعد انسحاب الجيش النظامي منها، ولها تنسيق ميداني مع التحالف الدولي، ومؤخراً وجهت إليها اتهامات كما وردت معلومات متقاطعة مؤكدة عن تنسيق أخر لها مع الجانب الروسي.