وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية، زماراي بشيري إن الكمين لم يسفر عن سقوط ضحايا بين القوات الأجنبية، إلا أن القوات الأمريكية "المنفعلة" فتحت النار على الأفغان المتواجدين بالمنطقة لخشيتهم من هجوم آخر.
ومن جانبه قال الناطق باسم الجيش الأمريكي إنه من المبكر لأوانه إلقاء اللائمة على القوات الأمريكية مشيراً إلى بدء تحقيق في الواقعة.
وتعرض رتل عسكري أمريكي، أثناء دورية أمنية بجانب حقل جوي جنوب شرقي مدينة جلال أباد، إلى هجوم انتحاري بسيارة مفخخة، وفق ما كشف العقيد ديفيد آسيتا وفور الانفجار فتحت مليشيات طالبان النار على القوات الأمريكية من ثلاث جهات على الأقل، مما أستدعى رد الأخيرة بالمثل، وفق آسيتا.
ورصدت التقارير الأولية محصلة القتلى عند 16 قتيلاً إلا أن السلطات الأفغانية وضعتها عند ثمانية فقط، بحسب المتحدث العسكري الأمريكي.وتحقق سلطات التحالف والأفغانية في الهجوم لتحديد إذا ما كان الهجوم الانتحاري أو نيران طالبان أو تلك الأمريكية التي أودت بحياة المدنيين الثمان.
وحمل آسيتا المهاجم تبعة الأحداث قائلاً "لم يول اعتباراً لأرواح البشر عند مهاجمته قوات التحالف في منطقة سكنية."
تلاف صور الصحافين
ونقلت وكالات الانباء أن القوات الأمريكية قامت بتدمير صور وأشرطة فيديو الصحفيين الأفغان، الذين غطوا الحادثة، وحذرتهم من نشر أو عرض أياً منها.وقال مصور لوكالة الأنباء الأمريكية إن جندياً أمريكياً قام بإتلاف صوره وأشرطة فيديو مصور القسم التلفزيوني للوكالة.وتصور المشاهدة عملية إطلاق النار حتى الموت على ثلاثة مدنيين داخل مركبة دفع رباعي على بعد مائة ياردة من موقع العملية الانتحارية.وتنوي وكالة الأنباء تقديم احتجاج رسمي إلى الجيش الأمريكي.وقال شهود عيان إن القوات الأمريكية أطلقت النار على المدنيين، المترجلين والذين على متن سياراتهم، على مدى عشرة كيلومترات على الأقل عقب الكمين.
الناتو يعلن مقتل ثلاثة أفغان بنيران الحلف بالخطأ
ويأتي الحادث الأخير عقب أسبوع مع إعلان الناتو الثلاثاء الفائت مقتل ثلاثة مدنيين أفغان وإصابة أربعة بنيران الحلف في حادثين منفصلين جنوبي أفغانستان.ولقي مدنيان مصرعهما وأصيب أربعة آخرون بجراح طفيفة أثناء عمليات قتالية بين قوات "إيساف" ومليشيات طالبان في منطقة "غارمسير" في إقليم "هلماند."وعزت القوة الأطلسية الحادث " إلى "خطأ في توجيه قذائف مورترز."
وعقدت الشرطة الأفغانية وكبار رجال البلدة لقاء لمناقشة الحادث.
وفي الحادث الآخر أطلقت قوة من "إيساف" النار على سيارة رفضت الإستجابة لتحذيرات بالتوقف قبيل الوصول إلى نقطة عسكرية مشتركة بين الشرطة القومية الأفغانية و"إيساف" غربي مدينة قندهار.
وأوضح الحلف أن قواته و"دفاعاً عن النفس" فتحت النار على السيارة المشبوهة التي كانت تسرع خلف مركبة عسكرية تابعة لإيساف.
الرئيس الافغاني الناتو يقتل اطفالنا
وكان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي قد أعلن في كلمة مؤثرة في ديسمبر/كانون الثاني أن قنابل حلف شمال الأطلسي وتلك الأمريكية والإرهابيين من باكستان تقتل أطفال بلاده.وأشار قائلاً إن أفغانستان عاجزة عن "وقف التحالف من قتل أطفالنا... لا يمكننا وقف تسلل الإرهابيين من باكستان أو منع التحالف من قصف الإرهابيين، وأطفالنا يقتلون جراء ذلك."