مسؤولون اميركيون يحذرون من حرب أهلية في العراق

تاريخ النشر: 29 يناير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

مع سعي الولايات المتحدة لايجاد خطة لإعادة السيادة إلى العراق فان المسؤولين الأميركيين يشعرون بالقلق خشية نشوب حرب أهلية في بلد يعاني من التوترات الدينية والعرقية. 

ويقول المسؤولون الأميركيون حتى الآن إنهم يرون أن نشوب حرب أهلية أمر غير محتمل مع وجود 123 ألف جندي أميركي في العراق لكنهم مع ذلك قلقون بالنظر إلى تاريخ البلاد من المنازعات بين المسلمين السنة الذين كانوا يتمتعون بامتيازات في عهد النظام المخلوع للرئيس صدام حسين وبين الشيعة والأكراد الذين قمعهم بشدة. 

غير أن المحللين قالوا إن احتمال الحرب الأهلية يجب مع ذلك ان يؤخذ على محمل الجد. 

وهم يقولون إنه لو وقع حدث هائل مثل تمرد الشيعة إذا لم تلب مطالبهم إجراء انتخابات مباشرة أو محاولة لاغتيال المرجع الشيعي الأعلى آية الله على السيستاني فانه قد يهوي بالعراق في غمرة فوضى عارمة. 

وقال الميجر جنرال ريموند اوديرنو قائد الفرقة الرابعة للمشاة في العراق في الآونة الأخيرة حينما سئل عن احتمال نشوب حرب أهلية "يجب أن نكون دوما مدركين لذلك الاحتمال لأن البلاد تعصف بها المنازعات منذ سنين طويلة ولن تزول تلك المنازعات بين عشية وضحاها". 

وأضاف اوديرنو قوله "ولذا فانني أعتقد اننا يجب أن نراقب الوضع عن كثب". 

ويؤلف الشيعة نحو ستين في المئة من سكان العراق البالغ عددهم 25 مليونا. وقد تعرضت هذه الطائفة للاضطهاد وطرد الآف منهم من ديارهم أو قتلوا حينما كان صدام حسين وهو سني يحكم البلاد.  

والأكراد هم القوة المسيطرة في شمال العراق لكنهم لم ينجوا أيضا من ظلم صدام ومن ذلك التعرض لهجمات بالأسلحة الكيماوية. والمطامح السياسية ومنازعات الأراضي من بين الأسباب الرئيسية للقلق. 

وبعد مضي عشرة أشهر على الغزو الذي أطاح بصدام حسين فان هذه المنازعات من بين القضايا الشائكة التي تواجه الولايات المتحدة وهي تسعى إلى ايجاد خطة لإعادة السيادة للعراق بنهاية حزيران / يونيو وتحظى بقبول مختلف الفئات العراقية. 

وشبه مسؤول عسكري طلب الا ينشر أسمه العراق بعد الحرب بيوغوسلافيا في أعقاب وفاة تيتو الذي حافظ على وحدة البلاد بقمع الانقسامات العراقية. ومع رحيل تيتو تفككت يوغوسلافيا وهوت في غمار حروب أهلية طاحنة. 

وقال المسؤول الأميركي "بعد الاطاحة بصدام ونظامه من العراق وجدنا وضعا مماثلا حيث توجد الفئات المختلفة التي لا تعاني الاضطهاد الذي كان يعصف بهم طيلة كل هذه السنين. ماذا سيحدث بعد ذلك. الآن فان هذا أمر لا يمكن لأحد التكهن به". 

وقال المسؤول "الشيء الذي نحاول جاهدين فعله هو اقناع جميع الفئات بأن تتعايش". 

وقال مسؤول أميركي آخر "لا شك أن الوضع مشحون بالمخاطر هناك (بالعراق) لكن هل نعتقد أنه من المحتمل نشوب حرب أهلية. لا لا نعتقد". 

وقال مايكل اوهانلون محلل الشؤون العسكرية في معهد بروكنغز إن احتمالات نشوب حرب أهلية قد تزداد حينما ترحل القوات الأميركية. 

وقال اوهانلون "في الأجل الطويل يوجد احتمال أن تصبح ميليشيات الجماعات العراقية المختلفة أكثر القوى العسكرية نفوذا وتأثيرا في العراق وإذا لم يتماسك الجيش الوطني العراقي أو لم يثبت انه قوي جدا فانه قد ينشأ وضع حينما نحاول فيه الانسحاب خلال خمس سنوات فانك قد تشهد حينئذ حربا أهلية". 

واستشهد المحلل انطوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بعدة عوامل تساهم في عدم الاستقرار غير الانقسامات بين السنة والشيعة والأكراد. 

وذكر المسألة التي لم تحسم عن دور الاسلام في حكومة مستقبلية وتفشي البطالة التي تتراوح نسبتها من 50 إلى 60 في المئة وتدهور مستوى التعليم في مجتمع تبلغ فيه اعمار 50 في المئة من الناس 20 عاما أو أقل.