وزعت البعثة البريطانية لدي الأمم المتحدة على أعضاء مجلس الأمن، في وقت متأخر من مساء امس الإثنين بتوقيت نيويورك، مشرع قرار يطلب من جميع الأطراف في ليبيا الوقف الفوري لإطلاق النار فيما دعت روما قوات المشير خليفة حفتر لوقف الهجوم على طرابلس والانسحاب فورا
مشروع قرار بريطاني
ونقلت وكالة انباء الاناضول التركية عن مصادر إن مشروع القرار البريطاني يدعو كذلك جميع الأطراف إلى التعاون مع جهود المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة من أجل ضمان التوصل إلى وقف كامل للأعمال العسكرية في جميع أنحاء ليبيا.
ويتطلب صدور أي قرار من مجلس الأمن، البالغ عدد أعضائه 15 دولة، موافقة 9 دول علي الأقل شريطة ألا تستخدم أي من الدول الخمس دائمة العضوية (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) حق النقض (الفيتو).
ولم يتضح بعد الموعد الذي ترغب فيه لندن طرح مشروع قرارها علي طاولة المجلس للتصويت.
وقالت المندوبة البريطانية لدي الأمم المتحدة السفيرة كارين بيرس، أن نص المشروع يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإلى عودة الأطراف الليبية للمفاوضات السياسية مع الأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن.
رئيس وزراء إيطاليا يطالب حفتر بسحب قواته
على صعيد متصل طالب رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، قائد الجيش في الشرق، بسحب قواته المشاركة في الهجوم على العاصمة طرابلس.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده "كونتي"، الإثنين، بالعاصمة الإيطالية روما، عقب لقاء جمعه بوزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن، حسبما نقل موقع "ذا بابليك" الإيطالي.
كما طالب بوقف فوري لإطلاق النار في ليبيا، مؤكدا أنّ "الأعمال العسكرية ليست سبيلا لتحقيق الاستقرار".
وقال كونتي: "نأمل ونعمل بعزم كامل لمنع استمرار الأعمال العسكرية، ونكثف اتصالاتنا الدبلوماسية للتوصل إلى حل سياسي تحت رعاية الأمم المتحدة".
وأضاف: "يجب أن نمنع حدوث أية أزمة إنسانية، قد تكون مدمرة، ليس فقط لتأثيرها الواضح على بلدنا والاتحاد الأوروبي، بل أيضا لمصلحة الشعب الليبي".
ومنذ 4 أبريل/ نيسان الجاري، تشهد طرابلس معارك مسلحة إثر إطلاق قائد قوات الشرق الليبي خليفة حفتر، عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة، وسط تنديد دولي واسع ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة في ليبيا، وفي ظل استنفار قوات حكومة "الوفاق" التي تصد الهجوم.
ووفق منظمة الصحة العالمية، أسفرت الاشتباكات العنيفة المستمرة منذ 11 يومًا في محيط العاصمة طرابلس، عن مقتل 147 شخصًا وإصابة 614 آخرين بجروح.
وتعاني ليبيا، منذ 2011، صراعًا على الشرعية والسلطة يتركز حاليًا بين حكومة "الوفاق" المعترف بها دوليًا في العاصمة طرابلس (غرب)، وقوات حفتر، التابعة لمجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق (شرق).