حذر زعيم حماس خالد مشعل اسرائيل من مغبة تدنيس الاقصى، وتعهد بانجاح اللقاء الذي سيجمعه في مكة مع زعيم فتح الرئيس محمود عباس في مسعى لانهاء اقتتال حركتيهما خصوصا في غزة التي سادها الاحد هدوء حذر تخللته خروقات محدودة للهدنة.
وقال مشعل في مؤتمر صحفي في دمشق الاحد ان "اسرائيل تلعب بالنار عندما تمس الاقصى وتعرف ما سيترتب على هذه اللعبة. احذر العدو تحذيرا شديدا. ان تجرؤ شارون على تدنيس المسجد الاقصى المبارك فجر انتفاضة عام 2000 العظيمة وعلى اولمرت الاتعاظ من هذا الدرس."
ودعا "جماهير شعبنا الفلسطيني... الدعوة الى حركة شعبية جماهيرية شاملة متواصلة دفاعا عن المسجد الاقصى. القدس ومقدسات القدس الاسلامية والمسيحية عزيزة على الجميع وعلى كل شعبنا الفلسطيني المسلم والمسيحي على حد سواء."
واشتعلت الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 اثر زيارة قام بها ارييل شارون زعيم حزب الليكود المعارض في حينه الى الحرم القدسي الشريف.
وقال خليل التفكجي مسؤول الخرائط في بيت الشرق السبت ان اسرائيل تقيم مدينة سياحية أسفل الحرم القدسي في مدينة القدس المحتلة.
وقال مشعل ان اسرائيل تحاول استغلال الاقتتال الفلسطيني الداخلي لتمرير نشاطاتها حول المسجد الاقصى. وقال "هذا الحدث خطير وكبير يحاول العدو ان يستغل الاحداث الفلسطينية الداخلية المؤلمة ليرتكب مثل هذه الجرائم."
وأكد مشعل أنه سيلتقي الثلاثاء في مكة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في محاولة لوقف الاقتتال في الضفة الغربية وقطاع غزة بين حماس وفتح والذي وقع ضحيته ما يقارب 80 شخصا منذ شهر كانون الاول/ديسمبر الماضي.
وقال "بعد غد الثلاثاء سنكون على ارض المملكة العربية السعودية ولقد توافقنا مع اخواننا في حركة فتح وتحديدا مع الاخ أبو مازن ليكون هناك وفدان يتحاوران وكلنا ثقة أننا سننجح."
وأضاف "ليس أمامنا الا ان ننجح ممنوع ان نفشل لم يعد الوضع يحتمل ان نفشل.نحن من طرفنا سنقدم كل عوامل الانجاح لن نقبل الفشل على الاطلاق."
وفي سياق متصل، فقد اعلن مصدر فلسطيني مسؤول في رئاسة الوزراء ان رئيس الوزارء اسماعيل هنية سيتوجه على راس وفد الى السعودية للمشاركة في لقاء مكة.
وقال المصدر ان هنية سيتوجه الاثنين او الثلاثاء صباحا على راس وفد الى السعودية للمشاركة في اللقاء.
واكد السفير الفلسطيني في الرياض جمال الشوبكي الجمعة ان عباس ومشعل سيلتقيان مبدئيا الثلاثاء تلبية لدعوة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.
من جهته اعلن عباس الجمعة خلال مؤتمر صحافي في رام الله "اننا مستعدون لتلبية نداء خادم الحرمين الشريفين فورا وننتظر الدعوة من الاشقاء السعوديين ونحن على اتصال دائم معهم وعندما يكونون جاهزين سنحضر فورا وبدون تردد".
وكان العاهل السعودي وجه الاحد الماضي نداء الى المسؤولين في حركتي فتح وحماس دعاهم فيه الى حقن الدماء والحضور الى مكة المكرمة لعقد "لقاء عاجل" ومناقشة امور الخلاف بينهم "من دون تدخل اي طرف آخر".
كما اكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل من جهته في وقت لاحق ان الدعوة السعودية "غير مشروطة" وان بلاده تنتظر من الافرقاء الفلسطينيين تحديد موعد لاجتماعهم في مكة المكرمة تلبية لدعوة العاهل السعودي.
هدوء حذر
وفي هذه الاثناء، ساد غزة هدوء حذر تخللته خروقات تبادلت حماس وفتح الاتهامات بشأنها مع تاكيد التزامهما بالهدنة.
وقال شهود ان المسلحين بدأوا في مغادرة شوارع غزة وان الكثير من المتاجر فتحت ابوابها في وقت اتخذت قوات من الشرطة مواقع عند مفارق الطرق الرئيسة.
وجاءت هذه الاجراءات تطبيقا لاتفاق بين فتح وحماس تم التوصل اليه مساء السبت ولكن لم يتضح الى متى سيظل صامدا. وانهارت اتفاقات سابقة لوقف اطلاق النار بعد ايام او ساعات.
وكانت الهدنة الجديدة عرضة لخروقات تمثلت في اشتباكات استمرت حتى صباح الاحد في مناطق عدة من مدينة غزة.
ودارت الاشتباكات خصوصا قرب المقر العام للاجهزة الامنية (السرايا) ومقر الامن الوطني وفي محيط مقر الرئاسة الفلسطينية. وامتدت الاشتباكات ايضا الى مقربة من مقر الامن الوقائي.
واتهم توفيق ابو خوصة المتحدث باسم حركة فتح حركة حماس بانها ارتكبت "عددا كبيرا من الخروقات والانتهاكات للاتفاق". واضاف ان "المشكلة في حركة حماس ان القيادة السياسية غير قادرة على السيطرة على عناصرها في الميدان". وقال ان "جهات في حركة حماس لا تريد لهذا الاتفاق ان ينجح" بينما "اكدت فتح لكل الاطراف انها ستلتزم بحماية وانجاح هذا الاتفاق".
واكد ابو خوصة "ان الخروقات ما زالت من قبل حماس وكذلك الحواجز واعتلاء الابراج السكنية العالية" مشيرا الى "اختطاف عناصر من الامن الفلسطيني خاصة في خان يونس صباح اليوم (الاحد) ".
من جهته قال اسماعيل رضوان المتحدث باسم حركة حماس "حتى اللحظة ليس هناك التزام من عناصر امن الرئاسة والاستخبارات التي تعتقل العشرات.. الحواجز كما هي واعتلاء المنازل كما هي".
واضاف رضوان "الحالة متوترة ومن هذا المنطلق نحن نحمل حركة فتح مسؤولية كل ما يحدث فعليهم ان يلجموا هذه العناصر حتى نسير قدما" مؤكدا "نحن في حماس ملتزمون.. ونتحدث بلغة الوحدة حتى اللحظة. ليس هناك التزام من الطرف الاخر"..
وتم الاحد الافراج عن العضو في حركة حماس الدكتور خضر سوندك عميد كلية الشريعة في جامعة النجاح بمدينة نابلس بعد اعلان كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح خطفه السبت.
لكن لا يزال العديد من الجانبين رهن الاحتجاز.
وافادت مصادر طبية فلسطينية الاحد ان عنصرين من امن الرئاسة توفيا صباح الاحد متاثرين بجروح اصيبا بها الجمعة الماضي عندما هاجمت عناصر من كتائب القسام موقع تدريب تابعا للامن الرئاسي.
وكانت فتح وحماس اعلنتا في بيان انهما اتفقتا في الاجتماع الذي عقد في مقر البعثة المصرية في غزة بحضور وفد امني مصري على سحب المسلحين من الشوارع وانتشار الشرطة والافراج عن المحتجزين.
وارتفع عدد قتلى المواجهات بين الحركتين منذ الخميس الى 28 قتيلا اضافة الى اكثر من 250 جريحا.
وقتل أكثر من 80 فلسطينيا في الاقتتال منذ كانون الاول/ديسمبر بعد انهيار محادثات تشكيل حكومة وحدة بين حماس الحاكمة وحركة فتح التي يتزعمها عباس ودعوة الرئيس الفلسطيني الى انتخابات مبكرة.