مصدر لـ البوابة: ضابط سوري اقدم على تصفية مصطفى بدرالدين

تاريخ النشر: 26 مايو 2016 - 03:39 GMT
مصطفى بدرالدين ...
مصطفى بدرالدين ...

البوابة- خاص – اياد خليفة
خطابان متتاليان خلال ايام لزعيم مليشيا حزب الله حسن نصر الله من دون تحديد قاتل القيادي البارز في الحزب مصطفى بدرالدين في سورية.
ما وصل "البوابة" من مصادر موثوقة داخل اروقة النظام السوري تؤكد ان مصطفى بدرالدين لقي حتفه برصاص العقيد حسام اسماعيل الذي يقود مليشيات الدفاع الوطني الشعبي العاملة بإمره النظام.
ومصادر البوابة اكدت ان عملية التصفية تمت في منطقة مقابلة لمدينة الزبداني وان مشاحنة وقعت بين مصطفى بدرالدين والمدعو حسام اسماعيل (ابو الريم ويكنى ايضا بـ ابا مهند) على اثرها اقدم الاخير على اطلاق رصاصة اصابت المسؤول في حزب الله في منطقة الرقبة فاردته على الفور.
ويقول المصدر "كان من الواضح وجود نية مبيته لدى (ابو الريم) لقتل بدرالدين وقد نفذ الاوامر وغادر المكان من دون حسيب او رقيب.
تعتبر المصادر ان مصرع مصطفى بدرالدين مفيد لجميع اطراف المقاومة والممانعة، فهو مطلوب دوليا لتورطه باغتيال الشهيد رفيق الحريري وبات عبئ على هذا المحور الذي لا يستطيع تسليمه او التخلي عنه لوجود اسرار خطيره في جعبته من الممكن ان يكشف المزيد عن اسرار الحزب في حال تم التحقيق معه.
لقد عمل حزب الله منذ الاعلان عن مقتل مصطفى بدرالدين على تشتيت الحقائق ولم يكن صريحا في اي اعلان او بيان او كلمة واطلق العنان لوسائل الاعلام لتزيد من هذا التشتيت لطمس الحقيقة
في الـ 20 من ايار 2016 انتظر الجميع اطلاله حسن نصرالله لمناسبة مرور اسبوع على مقتل بدر الدين ليتحدث عن العملية بالتفاصيل ويحدد القاتل بالاسم، الا ان زعيم حزب الله ركز في حديثة على مناقب القتيل وتضحياته وتنقلاته بين الكويت ولبنان وسورية وغيرها من الجبهات التي يستبيحها حزب الله.
ويوم 25 من ذات الشهر لم يتطرق الزعيم الشيعي عن القاتل ومن يقف وراء العملية، ليبقي التكهنات رهن وسائل الاعلام واخرها صحيفة النهار اللبنانية التي قالت ان بدرالدين كان يدخن الارجيلة قبل ان يستقبل مكتبه قذيفة اهالت الجدار علية وقتل لوحدة واصيب مرافقه بجروح طفيفه.


تقارير اعلامية
ومنذ لحظة مصرع بدر الدين تعددت الروايات والاقاويل بين مكان وطريقه اغتياله، ما بين حلب حيث معارك طاحنة ومصيرية ودمشق، وفور ورود انباء العملية اتهم حزب الله اسرائيل بشن غارة وتوعد بالرد قبل ان يتراجع خلال ساعات ليتهم المعارضة السورية بقصف مكتب القتيل بالقرب من مطار دمشق الدولي، وهو ما نفته المعارضة فيما بعد واكد هذا النفي المرصد السوري لحقوق الانسان الذي تعتمدة مؤسسات حقوقية واعلامية واسعة كمرجع لتوثيق الاحداث في سوريةـ فاعتبر حزب الله ان المعارضة ترتعد من تبني العملية خوفا من رد حزب الله الساحق.
اما موقع "ديبكا" الإستخباراتي الإسرائيلي، فقال ان خلافا بين نصرالله وقائد فيلق القدس من جهة وبدرالدين الذي احتج على ارهاق حزب الله بزجه في المعارك الصعبة ورفضه تنفيذ الاوامر ودعوته لسحب قوات حزب الله من سورية بسبب ارتفاع عدد قتلاه.


من هو مصطفى بدرالدين؟
وفق تقارير اعلامية فقد وُلد مصطفى بدر الدين في السادس من أبريل (نيسان) 1961 في لبنان وهو صهر – شقيق زوجة – القيادي الكبير بحزب الله عماد مغنية الذي قُتل هو الآخر في دمشق عام 2008.
وفي عام 1982 ومع تخطي بدر الدين عامه العشرين من عمره. جنده الحرس الثوري الإيراني مع صهره ورفيق دربه عماد مغنية. وكانا في صفوف قوات 17 التابعة لحركة فتح في بيروت، قبل أن يؤسس كل من بدر الدين ومغنية مجموعة تتبع لإيران التحقت بـ«حزب الله».
وبعد انضمام بدر الدين إلى حزب الله احتل مناصب قيادية داخل الحزب؛ إذ كان عضوًا في مجلس شورى الحزب ورئيس وحدة العمليات في الخارج. وبعد مقتل مغنية تولى بدر الدين منصب قائد الذراع العسكري لحزب الله ومستشار الأمين العام للحزب حسن نصر الله ويوصف بدر الدين بأنه رجل نصر الله الثاني وأرفع قائد عسكري لحزب الله في سوريا.
دوره في سوريا
«لن أعود من سوريا إلا شهيدًا أو حاملًا راية النصر» هكذا أكد بدر الدين قبل شهور قليلة من مقتله. وقاد بدر الدين العمليات العسكرية لحزب الله في سوريا للوقوف بجانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة معارضيه مع الشهور الأولى للانتفاضة السورية في 2011 واستمرت جهوده العسكرية في سوريا حتى مقتله.
وفي شهر يوليو (تموز) الماضي فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على بدر الدين باعتباره «مسؤولا عن العمليات العسكرية لحزب الله في سوريا منذ عام 2011، بما في ذلك انتقال مقاتلي الحزب من لبنان إلى سوريا» بحسب بيان الوزارة الذي لفت إلى مرافقته لزعيم الحزب حسن نصر الله «أثناء اجتماعات للتنسيق الاستراتيجي مع الأسد في دمشق».
وأشار بيان الوزارة إلى قيادة بدر الدين للهجمات البرية التي شنها حزب الله في فبراير (شباط) 2013 في بلدة القصير السورية الواقعة على الحدود السورية اللبنانية ضد المعارضة المسلحة والتي انتهت بانتصار الحزب في معركة وُصفت بـ«الحاسمة». ووضعت الوزارة بدر الدين على قائمة الإرهابيين المطلوبين عالميًا.


عملياته في الكويت
في عام 1983 العام التالي لانضمام بدر الدين لحزب الله، ساهم الرجل مع مغنية في تفجير السفارة الأمريكية في العاصمة اللبنانية بيروت، و ساهم أيضًا في إرسال انتحاريين لتفجير مقري المارينز والقوة الفرنسية في بيروت. قبل أن ينتقل إلى الكويت في نفس العام بجواز سفر لبناني يحمل اسم «إلياس فؤاد صعب» مُتسببًا في سبعة تفجيرات ضربت الكويت وقعت في يوم 13 ديسمبر (كانون الأول) من نفس العام. قيل أن تعتقله قوات الأمن الكويتية عام 1984 بعد شهر واحد من التفجيرات رفقة 17 متهمًا لتحكم عليه بـ«الإعدام».
وأعقب ذلك الحكم محاولات عدة من حزب الله تحت قيادة مغنية للضغط على السلطات الكويتية من أجل إطلاق سراح بدر الدين وعدد من المعتقلين الآخرين؛ إذ اختطف الحزب طائرة مدنية كويتية وقتل اثنين من ركابها، كما حاول الحزب اغتيال أمير الكويت في منتصف الثمانينات. وكذا اختطف الحزب أربعة صحافيين غربيين في بيروت لإطلاق سراح بدر الدين وعدد من معتقلي الحزب الآخرين في الكويت. ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل قبل أن ينجح بدر الدين في الفرار من السجن عام 1990 أثناء الغزو العراقي للكويت. ليذهب إلى إيران قبل أن يُعيد الحرس الثوري الإيراني إلى لبنان.


وبعد فراره من السجن اتُهم بدر الدين بتدبير اعتداءات في عدد من الدول الخليجية من أبرزها: البحرين والسعودية التي وقع فيها تفجير الخبر عام 1996 وتورط فيها ما يُسمى بـ«حزب الله في السعودية» وقبل عامين من اغتيال الحريري شارك بدر الدين عام 2003 في تأسيس حزب الله في العراق.
بدر الدين الذي كان نائباً للأمين العام لحزب الله، ورئيس الجهاز العسكري، تم اغتياله بشكل مهني، ولم يقتل صدفة بنيران المتمردين في سوريا، كما تم الادّعاء في استنتاجات لجنة التحقيق التي عينها حزب الله لفحص ظروف موته.
في الماضي حين تم تنفيذ عمليات اغتيال داخلية في التنظيم، انتظر حزب الله ـ أحيانا لعدة اسابيع ـ التوقيت المناسب، وفي نهاية الأمر كان يصدر بياناً مقتضباً حول «سقوط قائد في ساحة المعركة». هذه المرة لم يكن بإمكانه التستر على اغتيال المسؤول الكبير، لكنه اضطر للانتظار ثلاثة أيام لبناء عذر.