مصر مستعدة لاستضافة القمة العربية

تاريخ النشر: 28 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

ابدت القاهرة استعدادها لاستضافة القمة العربية التي كان من المفترض عقدها في تونس يوم الاثنين المقبل والغيت في اللحظات الاخيرة حيث اتهم بيان صادر عن الخارجية التونسية دول عربية لم يسمها بعرقلة الاصلاحات الامر الذي حال دون انعقاد القمة فيما حذر الامين العام للجامعة العربية من تداعيات التاجيل  

وقال بيان صادر عن الرئاسة المصرية ان القاهرة تعرف عن اسفها وصدمتها لتأجيل القمة العربية وتعرب عن استعدادها لاستقبال القمة العربية على اراضيها في اقرب وقت ممكن. 

وأضاف البيان أن قرار تونس جاء "خروجا على القاعدة التي تم اعتمادها من الملوك والرؤساء العرب بضرورة عقد مؤتمر القمة سنويا خلال شهر مارس /اذار من كل عام بصفة منتظمة لمواجهة المسؤوليات والتحديات التي تتعرض لها أمتنا العربية." 

وتابع أنه "اذا كانت الاجتماعات التي عقدها وزراء الخارجية العرب (أمس في تونس تمهيدا للقمة) قد أسفرت عن وجود بعض الخلافات والتباين في رؤية الحكومات العربية لتلك القضايا فان هذا أمر طبيعي ومنطقي تشهده المؤتمرات الاقليمية والدولية عادة كما شهدت قمم عربية سابقة وعندئذ يكون من المتعين العمل على تسوية هذه الخلافات أو رفعها الى مستوى القمة للقطع فيها بموقف جماعي موحد." 

وقال البيان "حيث ان أمتنا العربية تواجه في هذه المرحلة الدقيقة تحديات لا يمكن تجاهلها أو ارجاء بحثها فان جمهورية مصر العربية ترى ضرورة عقد تلك القمة على وجه السرعة لبحث القضايا المطروحة على المؤتمر بالتشاور مع الزعماء العرب." 

وأضاف ان مصر "ترحب بعقد مؤتمر القمة في دولة المقر (مصر) في أقرب وقت ممكن يتم الاتفاق عليه."  

موسى يحذر من التداعيات 

واعلن الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ‏ ‏ان قرار تأجيل القمة العربية سوف تترتب عليه تداعيات كبيرة وصفها بانها خطيرة ‏ ‏وذات اثر بالغ على مجمل العمل العربي المشترك. 

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن موسى قوله "انه لا يجب ان نحمل تونس وحدها ‏ ‏كل المسؤولية وانما كان مجمل الاداء العربي باكمله مشاركا في المسؤولية". 

وأضاف أن "الوضع الخطير الان يستوجب عملا فوريا تقوده عدد من الدول العربية ‏ ‏منها مصر وان رئيس القمة الحالية الرئيس زين العابدين بن علي والرؤساء العرب يمكن ‏ ‏ان يلعبوا هذا الدور لتدارك الخطر". 

وأوضح موسى ان المخاطر لا تكمن في قرار التأجيل في حد ذاته ولكن بسبب اوضاع ‏ ‏اخرى ربما هي التي قادت الى هذا الوضع داعيا الى ضرورة قراءة البيان الذي صدر عن ‏ ‏الدولة التونسية بكل عناية. 

وقال ان قراءة البيان سوف تكشف عن ابعاد كثيرة ربما كانت هذه الابعاد او بعضها ‏ ‏هي الدافع للقرار التونسي كما وصف الوضع بمجمله بعد هذا القرار المفاجىء بانه ‏ ‏يمثل حزمة متكاملة متعددة الجوانب وليس قرار التأجيل فى ذاته. 

وكانت تونس قد قررت بشكل مفاجىء وخلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب تأجيل ‏ ‏القمة العربية بسبب ما اعتبرته تباين شديد في الرؤى العربية حول قضايا الاصلاح ‏ ‏مشيرة الى حقها في التأجيل باعتباره قرارا سياديا. 

بيان التأجيل  

وفي بيان التاجيل اعربت تونس عن اسفها لهذا القرار مشيرة الى ان العرب ضيعوا على انفسهم فرصة الظهور بصورة تجمع اقليمي فاعل في العالم بعد ان رفضوا مشاريع الاصلاح التي قدمتها تونس. 

وقال بيان رسمي ان هذا القرار جاء بعد ظهور تباين في المواقف حول اقتراحات تتعلق بالإصلاح قدمتها وتعتبرها بالغة الأهمية. واتهم البيان بعض الدول العربية بالعمل على استبعاد مسائل جوهرية مثل رفض العنف والإرهاب ما دفع لإرجاء القمة. 

وقال البيان إن تونس أكدت في المشروع الذي قدمته للقمة بشأن الإصلاحات العربية على ضرورة تمسك العرب بقيم التسامح والتفاهم وبمبدأ الحوار بين الحضارات والرفض المطلق للتطرف والتعصب والعنف والحرص على التصدي لهذه الظواهر في إطار التعاون والتضامن الدوليين. 

وقال البيان إن تونس "إذ تعرب عن أسفها لإضاعة المجموعة العربية مثل هذه الفرصة للبروز كمجموعة حضارية كبيرة, فإن بلادنا تبقى على قناعتها الراسخة بأن هذه المسائل التي اقترحتها تكسب الدول العربية المناعة والحصانة الداخلية الضرورية لمواجهة مختلف التحديات الخارجية في عصر لا مكان فيه للمتخلفين عن مواكبة القيم والمبادئ الكونية التي تحكمه". 

من جانبه قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية سعيد كمال إن من حق تونس أن تتخذ هذا القرار  

واكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وجود خلافات جذرية بين الوفود العربية المجتمعة للتحضير للقمة العربية. 

وقال في مؤتمر صحفي إن هناك نقاشات حادة بشأن بعض الملفات لكن ذلك لا يعني الاختلاف النهائي. 

وأضاف البيان التونسي ان تونس حرصت في التعديل الذي اقترحته للمشروع المعروف "بعهد الوفاق والتضامن بين الدول العربية" أن يعلن القادة العرب و"يلتزمون بمواصلة الإصلاح الشامل" في الدول العربية في "كافة المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية وخصوصا تعزيز الديمقراطية ورعاية حقوق الإنسان وتعزيز دور المرأة العربية في بناء المجتمع 

وأضاف البيان ان تونس حرصت في التعديل الذي اقترحته للمشروع المعروف "بعهد الوفاق والتضامن بين الدول العربية" أن يعلن القادة العرب و"يلتزمون بمواصلة الإصلاح الشامل" في الدول العربية في "كافة المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية وخصوصا تعزيز الديمقراطية ورعاية حقوق الإنسان وتعزيز دور المرأة العربية في بناء المجتمع 

وتابع قائلا إن هذه المقترحات حازت على مساندة عدد من الدول العربية بالفعل إلا أن "البعض الآخر أصر على استبعاد هذه المسائل الجوهرية والمصيرية المتعلقة بعملية التطوير والتحديث" 

وكانت الخلافات قد بدأت تظهر جلية مع اقتراب موعد انعقاد القمة على الرغم من محاولة موسى التقليل من شأن هذه الخلافات.  

وكان الزعماء العرب يأملون استغلال القمة، والتي كان مقررا أن تبدأ الاثنين، من أجل إعادة طرح مبادرة سلام مع إسرائيل، غير أن اغتيال إسرائيل للزعيم الروحي لحركة حماس الشيخ ياسين الاثنين الماضي أثار غضبا عارما في العالم العربي، مما جعل من المخاطرة السياسية الدفع قدما بطرح المبادرة السلمية 

واحتدمت الخلافات في الجلسة المغلقة الاخيرة التي عقدها وزراء الخارجية العرب يوم امس السبت حيث إن الخلافات على مشاريع الإصلاح السياسي التي تدعو الولايات المتحدة لتحقيقها هيمنت على جلسات اليوم الثاني المغلقة لوزراء الخارجية العرب. 

وكان من المتوقع أن يتصدر ملف الإصلاحات أعمال القمة. وقد وضع هذا الملف قيد الدراسة بعد أن أوصى بذلك وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم بالقاهرة مطلع هذا الشهر فور إعلان الولايات المتحدة لخطة مشروع الشرق الأوسط الكبير كما اندلعت خلافات اخرى بين الوفد السوري والمصري بشأن مبادرة السلام التي قدمتها السعودية في قمة بيروت قبل عامين حيث يرى السوريون ان الحديث عن مبادرة سلام مع اسرائيل غير ممكن في الوقت الحالي بسبب التصعيد الإسرائيلي ضد حركات المقاومة الفلسطينية الذي كان آخر حلقاته اغتيال الشيخ أحمد ياسين 

ردود افعال 

رأى رئيس مجلس النواب اللبناني رئيس الاتحاد البرلماني العربي نبيه برى أن ارجاء موعد القمة العربية يعنى أن الشيخ أحمد ياسين قد قتل مرتين  

وأكد برى فى تصريح اليوم على أنه لم يفاجأ بارجاء القمة وقال "ان العرب سيقدمون المخرج لاسرائيل على مأزقها باغتيال الشيخ أحمد ياسين وعند اغتياله قلت أنه برسم القمة العربية" 

وأضاف " أما وقد اغتيلت القمة فقد قتل الشيخ أحمد ياسين مرتين"  

وقال عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية إن للقرار آثار خطيرة على مسيرة العمل العربي المشترك. وقال موسى إن جميع الدول العربية تتحمل مسؤولية هذا القرار وليس تونس وحدها 

وقال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي إن القمة يمكن أن تجتمع في القاهرة.  

وأعلن التلفزيون المصري الرسمي أن القاهرة ترحب بانعقاد القمة فيها حين يتم الاتفاق على موعد لذلك.  

ونفت الخارجية التونسية ما اوردته وسائل الإعلام المصرية من أن الرئيس التونسي زين العابدين بن على قد رفض مقابلة وفود وزراء الخارجية العرب حين أرادوا الاستفسار منه عن أسباب قراره بتأجيل عقد القمة.  

واعتبر مسؤولون إسرائيليون إن تأجيل القمة علامة إيجابية 

وقال مسؤول إسرائيلي في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية إن إرجاء القمة "إشارة إيجابية تكشف أن العالم العربي يتغير وان العدائية حيال إسرائيل لم تعد تكفي لتشكيل قاسم مشترك".  

وزعم المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه أن الوحدة العربية كانت تشجع التطرف كما ربط بين إرجاء القمة والأزمة التي يمر بها العالم العربي بسبب الاحتلال الأميركي للعراق 

فيما وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني، صائب عريقات إن "إرجاء القمة سيؤدي إلى تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين 

(البوابة)—(مصادر متعددة)