معارك حماس وفتح مستمرة وعباس يدفع رواتب الامن

تاريخ النشر: 28 يناير 2007 - 07:22 GMT

استمرت الاشتباكات متقطعة بين حماس وفتح وقتل فيها 23 فلسطينيا في يومين فيما اقر الرئيس الفلسطيني دفع رواتب اعضاء الاجهزة الامنية.

المعارك مستمرة

اندلعت اشتباكات بين قوات فلسطينية متناحرة في قطاع غزة يوم السبت ليرتفع الى 23 عدد من قتلوا في بعض من أكثر الاشتباكات ضراوة منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية قبل عام.

وكان من بين القتلى طفل عمره ست سنوات. وقال سكان محليون انه أصيب في منزله برصاصة طائشة في الوقت الذي كانت تدور فيه معركة في الخارج بين مسلحين من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرب بلدة بيت حانون . وقتل مسلح من حماس في اعمال العنف.

وأصبحت شوارع غزة شبه مهجورة وأغلقت المتاجر حيث سعى الناس للاحتماء بمنازلهم في حين تصاعد صراع على السلطة بين حماس وحركة فتح التي كانت لها الهيمنة في السابق ليصل مرة أخرى الى حد اراقة الدماء.

وقال شهود ان شخصين قتلا خارج الجامعة الاسلامية أحدهما طالب حوصر وسط تبادل اطلاق النار فيما يبدو.

وفي شمال قطاع غزة صرح مسؤولو مستشفى بأن مسلحا قتل وأصيب اخر بجروح خطيرة عندما انفجرت متفجرات كانا يحملانها.

واشتبك مسلحون من حماس مع أعضاء في جهاز الامن الوقائي خارج مقره الرئيسي وقال شهود ان عضوا واحدا على الاقل من الامن الوقائي أصيب بجروح.

وذكر مسؤولو مستشفى أن عدد القتلى بسبب الاقتتال بين الفصائل يوم الجمعة بلغ 16 وهو الاعلى في يوم واحد.

ولقي ما لايقل عن 48 فلسطينيا حتفهم في الصراع بين حماس وفتح منذ دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الشهر الماضي لاجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة بعد محادثات غير حاسمة مع حماس بشأن تشكيل حكومة وحدة. وتقول حماس ان اجراء انتخابات جديدة يرقى لان يكون انقلابا.

وتواجه حماس مصاعب في الحكم منذ توليها السلطة في مارس اذار بسبب العقوبات التي فرضت عليها لرفضها الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف والالتزام باتفاقات السلام المؤقتة.

وقام مسلحون مجهولون بخطف أربعة اعضاء من قوة أمن موالية للرئيس الفلسطيني بينهم عبيد عابدين وهو قائد محلي من حركة فتح في أحدث حلقة في مسلسل أعمال الخطف. وقال اقارب وزملاء لعابدين في وقت لاحق انهم اسروا سبعة رجال من حماس.

وقال مسؤولون ان فصائل أخرى توسطت وأطلق سراح كل الرهائن.

وتعهد أيمن طه المسؤول في حماس بأن تنتقم الجماعة للذين قتلوا في المصادمات. واتهم فتح بتدبير مؤامرة بدعم من الولايات المتحدة للاطاحة بالحكومة التي تقودها الحركة الاسلامية. واضاف ان محادثات حكومة الوحدة ستظل معلقة ما دامت اعمال القتل مستمرة.

وتعتزم الولايات المتحدة ضخ ما يزيد عن 86 مليون دولار لدعم حرس الرئاسة امام قوة الامن التابعة لحماس.

وحمل توفيق أبو خوصة المتحدث باسم فتح حركة حماس المسؤولية عن بدء أحدث جولة من الاشتباكات. وقال صائب عريقات مساعد عباس لرويترز في مدريد حيث يحري الرئيس الفلسطيني محادثات مع مسؤولين اسبان ان جهودا تبذل لانهاء العنف.

وتعهد عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس قبل اسبوع بالحد من اقتتال الفلسطينيين بعد فشلهما في اجتماع في دمشق في تحقيق تقدم بشان تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وعرض زعماء حماس هدنة طويلة مع اسرائيل مقابل قيام دولة فلسطينية لها مقومات البقاء في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتقول حماس انها لن تعترف رسميا باسرائيل.

عباس لدفع الرواتب

في الغضون، قال مساعد بارز للرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم السبت ان عباس سيدفع رواتب قوات الامن مستخدما جزءا من مئة مليون من اموال الضرائب افرجت عنها اسرائيل.

ويخوض عباس واجهزة الامن التي تهيمن عليها فتح التابعة له صراعا يتزايد عنفه على السلطة ضد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الحاكمة. وليس من الواضح اي اجهزة امنية ستحصل على الرواتب.

وحذر مسؤولون امنيون فلسطينيون من ان عدم قدرة عباس على دفع الرواتب الكاملة للقوات يمكن ان يزيد الفوضى.

وتعتزم الولايات المتحدة تقديم 86 مليون دولار لدعم الحرس الرئاسي التابع لعباس ولكن مسؤولين امريكيين قالوا ان ايا من تلك الاموال لن يستخدم في دفع الرواتب.

وقال رفيق الحسيني كبير موظفي عباس للصحفيين في مدينة رام الله بالضفة الغربية ان عباس تلقى 100 مليون دولار من اموال الضرائب الفلسطينية من اسرائيل اضافة الى 52.2 مليون دولار من دولة الامارات العربية المتحدة وقطر.

وقال ان 52 مليون دولار من هذه الاموال ستدفع كرواتب لكل افراد قوات الامن البالغ عددهم 80 الفا بما فيهم الحرس الرئاسي لعباس وبعض موظفي الحكومة الاخرين.

وستستخدم 45 مليون دولار اخرى في تسوية ديون السلطة الفلسطينية للقطاع الخاص.

وستذهب الاموال الاخرى الى الفلسطينيين الفقراء والمتقاعدين والحكومات المحلية.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري حولت اسرائيل 100 مليون دولار من عائدات الضرائب الفلسطينية المحتجزة الى عباس كجزء من دفعة تقودها الولايات المتحدة لتعزيز الزعيم المعتدل في صراعه على السلطة مع حماس.

وقال مسؤولون اسرائيليون في ذلك الوقت ان الاموال ستستخدم في تقوية الحرس الرئاسي لعباس ولكنها لن تستخدم في دفع الرواتب المتأخرة.

ولم يتلق موظفو القطاع العام الفلسطيني رواتبهم كاملة منذ مارس اذار عندما فرض حظر غربي على المساعدات للحكومة التي تقودها حماس.

ومنذ هزمت حماس حركة فتح التابعة لعباس في الانتخابات البرلمانية في العام الماضي جمدت اسرائيل ما يقارب 500 مليون دولار من عائدات الضرائب الفلسطينية وهي اموال كانت تستخدمها السلطة الفلسطينية عادة لدفع رواتب الموظفين.