مفاوضات اسرائيلية- فلسطينية سرية.. وحماس تهاجم الظواهري

تاريخ النشر: 12 مارس 2007 - 09:25 GMT

كشف النقاب عن اقامة الفلسطينيين واسرائيل "قناة سرية" للتفاوض، وذلك غداة قمة فاشلة اخرى جمعت الرئيس محمود عباس ورئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت، فيما هاجمت حماس الرجل الثاني في القاعدة ايمن الظواهري الذي اتهمها بتسليم فلسطين "لليهود".

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر لم تكشف هويتها ان هذه "القناة السرية" تشتمل على ياسر عبد ربه العضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ووزير المالية السابق سلام فياض عن الجانب الفلسطيني ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني عن الجانب الاسرائيلي.

وقد التقى المسؤولون الثلاثة سرا مرتين في الاسابيع الاخيرة. وتناولت المباحثات المسائل الشائكة المرتبطة بالوضع النهائي للاراضي الفلسطينية المحتلة لا سيما وضع القدس واللاجئين والمستوطنات بالاضافة الى مبادرة السلام العربية المنبثقة عن المبادرة السعودية بحسب هذه المصادر.

ونفى احد مستشاري ليفني طالبا عدم الكشف عن اسمه هذه المعلومات. وقال "لم يتم اي لقاء في الآونة الاخيرة بين ليفني وياسر عبد ربه وبالتاكيد ليس بشان قضايا الوضع النهائي. ويعود اللقاء الاخير بينهما الى اشهر عدة".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اشار مرارا الى فتح "قناة موازية" للتفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين على غرار المباحثات السرية التي ادت اتفاقات اوسلو عام 1993.

وتنص المبادرة العربية التي اقرت في قمة بيروت عام 2002 على تطبيع العلاقات بين الدول العربية واسرائيل مقابل انسحاب اسرائيل من كامل الاراضي العربية المحتلة منذ 1967 واقامة دولة فلسطينية.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الاحد قبل لقائه عباس انه مستعد لاخذ "هذه المبادرة على محمل الجد". وعبر عن امنيته ان يشدد المشاركون في القمة العربية المقبلة في الرياض اواخر اذار/مارس على "الجانب الايجابي للمبادرة السعودية ما سيسمح بتعزيز فرص اجراء تفاوض مع الفلسطينيين على هذه القاعدة".

من جهتها قالت ليفني في مقابلة مع صحيفة فلسطينية في الاول من اذار/مارس ان بلادها لن تقبل مبادرة السلام العربية "في شكلها الحالي".

واواخر كانون الاول/ديسمبر قالت الوزيرة الاسرائيلية انها اعدت مبادرة سلام تهدف الى ايجاد "حل" للمسائل التي افشلت المفاوضات سابقا مع الفلسطينيين لا سيما مسالة اللاجئين.

عباس واولمرت

وتأتي الانباء عن قناة التفاوض السرية غداة لقاء جمع عباس واولمرت لاكثر من ساعتين الاحد في القدس من دون تحقيق اي نتيجة ملموسة.

وقال القيادي في حركة فتح محمد دحلان القريب من عباس ان القمة كانت "صعبة ولكن صريحة" لافتا الى ان الوفد الفلسطيني اثار القضايا المتصلة بالوضع النهائي للاراضي الفلسطيني المحتلة وخصوصا مصير القدس والاستيطان واللاجئين وطالب برفع القيود التي تفرضها اسرائيل على الضفة الغربية واسترداد الاموال الفلسطينية التي تجمدها اسرائيل.

واضاف ان الاسرائيليين طالبوا من جهتهم بوقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة مكررين انهم لن يعترفوا بحكومة الوحدة الفلسطينية اذا لم تلتزم شروط اللجنة الرباعية الدولية.

وقال مسؤول اسرائيلي ان عباس اكد لاولمرت انه "لن يدخر اي جهد للافراج في اسرع وقت" عن جندي اسرائيلي اسرته مجموعات فلسطينية مسلحة في 25 حزيران/يونيو في قطاع غزة.

واضاف المسؤول الاسرائيلي ان عباس اعرب عن امله في الافراج عن شاليت "حتى قبل تشكيل حكومة وحدة فلسطينية اذا كان ذلك ممكنا". ويتوقع ان تشكل حكومة الوحدة الاسبوع المقبل من حيث المبدأ.

وتابع المسؤول الاسرائيلي ان الاجتماع "تم في اجواء ايجابية واتفق الجانبان على مواصلة اللقاءات في شكل دوري". ومن جهته اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان عباس واولمرت ناقشا "تثبيت" الهدنة الهشة بين اسرائيل والفلسطينيين والمطبقة منذ تشرين الثاني/نوفمبر في قطاع غزة.

اتصالات اميركية

في هذه الاثناء، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الإدارة الأميركية تجري اتصالات مع إسرائيل والسعودية قبيل القمة العربية المقررة في الرياض في نهاية الشهر والتي ستبحث اعادة اطلاق مبادرة السلام العربية.
وكانت اسرائيل دعت على لسان وزيرة الخارجية تسيبي ليفني الى اجراء تعديلات على المبادرة التي اعتبرتها غير مقبولة في صيغتها الحالية وخصوصا لجهة قضية عودة الللاجئين.
واعلن اولمرت الاحد أنه "يأمل أن تظل العناصر الإيجابية في المبادرة سارية المفعول لتتيح تعزيز الاحتمالات بإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين".
وأكدت مصادر سياسية إسرائيلية الاحد أنه تجري اتصالات دبلوماسية حول المبادرة. وبحسب المصادر ذاتها فإن عباس قد طرح هذه القضية في محادثاته مع أولمرت الاحد.

حماس والظواهري

الى ذلك، اعتبرت حماس ان الرجل الثاني في القاعدة ايمن الظواهري ينتمي الى مدرسة لا علاقة لها بمبادئ الاسلام، وذلك في رد قوي على اتهامه للحركة بتسليم فلسطين "لليهود" في احدث تسجيل صوتي له بثته "الجزيرة" الاحد.

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس ان "كيل التهم هذا غير صحيح فحماس قدمت الثوابت والشهداء دفاعا عن فلسطين والقدس وعن حقنا في الوجود ودفعت فاتورة غالية من قادتها وقاتلت على اكثر من جبهة الحصار والعقوبات".

واضاف برهوم "نحن اصحاب مدرسة تربت على مبادئ الاسلام العظيم والظواهري واضح انه هو من مدرسة تختلف عن مدرستنا فما يقاس على فلسطين واستراتيجية فلسطين والاحتلال في فلسطين لا يقاس على غيرها".

وتابع "هذه اتهامات غير صحيحة ولا تؤثر على سياسة حماس التي تعي الوضع الدولي والاقليمي".

وفي التسجيل الصوتي الذي بثت "الجزيرة" مقتطفات منه الاحد، اتهم الظواهري حماس بانها "سقطت في مستنقع الاستسلام" لاسرائيل بموافقتها على اتفاق مكة المكرمة مع حركة فتح لتشكيل حكومة الوحدة.

وقال "اليوم في زمن الصفقة تسلم قيادة حماس لليهود معظم اراضي فلسطين. وقد لحقت حماس اخيرا بقطار (الرئيس المصري الراحل انور) السادات" الذي وقع معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1979.

وقال "يؤسفني ان اواجه الامة بالحقيقة المؤلمة فاقول عظم الله اجرك في قيادة حماس فقد سقطت في مستنقع الاستسلام لاسرائيل".

واضاف الظواهري ان حماس سلمت "معظم فلسطين لليهود وبيع القضية الفلسطينية وقبلها بيع التحاكم بالشريعة للاحتفاظ برئاسة الحكومة الفلسطينية وثلث أعضائها". وتابع "واي حكومة؟ حكومة لا تملك التحكم في الدخول والخروج" دون اذن من اسرائيل " حكومة يمنع رئيسها من الدخول الى داره ولا يسمح له الا بعد ان يتوسط المصريون".

وكان الظواهري انتقد حماس عدة مرات في السابق. وهاجم في كانون الاول/ديسمبر الماضي قرارها بدخول الانتخابات البرلمانية في الشهر التالي والتي فازت بها حماس على حركة فتح بزعامة محمود عباس.

كما انتقد الظواهري الحكومات المسلمة في العالم لعدم اتخاذها موقفا قويا ضد الحفريات التي تنفذها اسرائيل في القدس المحتلة بالقرب من المسجد الاقصى.